دراسة طولية

الدراسة الطوليّة (بالإنجليزية: Longitudinal study) أو الدراسة التتبعية (Panel Study) هي أحد وسائل تصميم البحث العلمي في المنهج التجريبي من أجل دراسة تأثير عوامل ومتغيرات معينة وبشكل متكرر خلال فترة زمنية طويلة نسبياً، قد تمتد إلى عدة سنوات، وحتى عقود. تعد الدراسة الطولية أحد أنواع الدراسة بالملاحظة، وهي على العكس من الدراسة المستعرضة، تقوم بإجراء تجارب متكررة للموضوع نفسه، وتقوم بمقارنة النتائج مع بعضها البعض.

غالباً ما تستخدم الدراسات الطولية في مجال علم الاجتماع لدراسة تأثير الأحداث على الأجيال، حيث تقوم بدراسة حالة نفس الشخص مع مرور الوقت، وبذلك فإن النتائج الحاصلة عن الدراسة لا تخضع لاعتبارات تفاوت الخلفية الثقافية.

نبذة عن الدراسة التتبعية

الدراسة التتبعية دراسة تزودنا ببيانات طولية (تتبعية) عن جماعة من الأفراد، أو مجموعة من الأسر، أو أصحاب الأعمال، أو أى وحدة اجتماعية أخرى. ويطلق على المبحوثين هنا اسم "جمهور البحث" The Panel، الذين تجمع الدراسة معلومات عنهم على امتداد عدة شهور، أو سنوات، أو عشرات السنين. ومن أشهر أنواع الدراسات التتبعية الأفواج العمرية (الأفراد المتقاربين فى العمر)، والجماعات ذات الخبرات المشتركة المحددة زمنيا، مثل أبناء الدفعة الواحدة فى الجامعة، أو مجموعة الأفراد ذوى الطفل الواحد، أو المهاجرين إلى بلد آخر فى سنة معينة أو عدة سنوات معينة. وهناك نوع آخر من المبحوثين يتمثل فى العينة المقطعية (انظر: التحليل المقطعي) القومية، والتى قد تكون مكونة من الأسر، أو أصحاب العمل، الذين تتم مقابلتهم (لجمع المعلومات منهم) على فترات منتظمة لمدة بضع سنوات. ولأن البيانات التى يتم جمعها تعبر عن نفس الوحدات الاجتماعية، فإن التغير هنا يتم قياسه بشكل أكثر صدقا مما يتم فى الدراسات المقطعية المنتظمة. كما أن أحجام العينات يمكن تخفيضها فى ضوء تلك الاعتبارات (بحيث تقل عادة عن 500 مفردة)، مع المحافظة على صفتها التمثيلية على المستوى القومى، طالما ظلت حالات عدم الاستجابة وتآكل العينة داخل الحدود المعقولة. أما عن المشكلات الأساسية للدراسات التتبعية فسوف نجد أن العينات التى تختار فى البداية تتآكل بسبب الموت، أو الهجرة، أو ملل المبحوثين من الدراسة، وغير ذلك من الأسباب. ومن المشكلات الأخرى أن أفراد العينة يتحولون إلى خبراء متمرسين فى إجراء المقابلات، الأمر الذى يؤدى إلى تحيز استجابات المبحوثين. فقديقررون - مثلاً - أنه "لم يطرأ أى تغيير" منذ تاريخ المقابلة الأخيرة، وذلك لكى يتجنبوا توجيه أسئلة مفصلة لهم عن التغيرات التى حدثت فعلاً.

ويتم جمع بيانات تلك الدراسات عادة عن طريق المسوح التى تستخدم أسلوب المقابلة مع جمهور البحث، وكذلك مع غيرهم من الإخباربين (كالوالدين، أو الأطباء)، ومع زوجاتهم أو أزواجهم، أو غيرهم من أفراد أسر المبحوثين. وبمكن استئذان المبحوثين لجمع معلومات عنهم من السجلات الإدارية، كالمعلومات التى يستقيها الباحث من السجلات التعليمية أو الطبية، والتى تكون عادة أكثر دقة من جمعهامن المبحوثين أنفسهم. ويمكن إضافة عنصر التتبع أحيانا إلى المسوح المقطعية المنتظمة (الدورية)، وتمثل التصميمات الدورية للعينة هجينا من الدراسة التتبعية والمسح الدورى.

ولأن الدراسات التتبعية توفر بيانات طولية (تتبعية) فإنها تتيح إمكانيات دراسة العلاقات بين تواريخ الحياة الفردية، وآثار الفوج، والآثار الزمنية الراجعة إلى التغير الاجتماعى. لهذا تم تطوير عدد من أساليب البحث الخاصة لتحليل مثل هذه البيانات. انظر على سبيل المثال مؤلف كولمان، تحليل البيانات الطولية (التتبعية)، الصادر عام 1982.

اقرأ أيضاً