دار المعلمين العالية
دار المعلمين العالية (1923-1958) هي مؤسسة تربوية قديمة أسست في بغداد عام 1923 حيث كان على من يريد الالتحاق بها دفع رسوم دراسية, كما و تقرر أن لا يقبل فيها إلا الذين يرغبون في إعداد أنفسهم للتعليم في المدارس الثانوية من معلمي المدارس الابتدائية.
وقد اتخذت هذه المدرسة مقرها وصفوفها في الطابق العلوي من مدرسة المأمونية الابتدائية التي كانت تجاور وزارة الدفاع وأرضها اليوم جزء من أرض بناية الدفاع القديمة المقابلة لساحة الميدان وقد أشرف على إدارتها الأستاذ ساطع الحصري مدير المعارف العام وتقدم للدراسة فيها (39) معلماً وتخرج منها بعد سنتين (11) طالباً.
نبذة تاريخية
في سنة 1927 أصبحت (دار المعلمين العالية) معهدا قائما بذاته بمنهج نهاري كامل (علمي وأدبي) ولمدة سنتين دراسيتين مع (قسم داخلي) ملحق بها.
أُلغيت دار المعلمين العالية في العام 1930 وكان عدد طلابها آنذاك 44 طالباً منهم 25 طالباً في الصف الأول. وفتحت الدار أبوابها مرة أخرى في العام 1935 وفي العام الدراسي 1937 - 1938 استقبلت الدار أول وجبة من الفتيات العراقيات وذلك في عهد عميدها د. متي عقراوي وكن 8 فتيات وفي العام 1939 أصبحت مدة الدراسة 4 سنوات بعد إن كانت ثلاثاً يمنح الطالب بعد إنهائها شهادة البكالوريوس في العلوم أو الآداب أو التربية.[١]
شهدت دار المعلمين العالية خلال السنة الدراسية 44ـ1945 تشكيل جماعة أدبية بأسم (إخوان عبقر) ضمت بدر شاكر السياب و نازك الملائكة و كمال الجبوري و عبد الجبار المطلبي وغيرهم. وقد لقيت هذه الجماعة تشجيعاً من قبل عميد الدار والأساتذة لذلك قامت بتنظيم المواسم الشعرية والمجالس الأدبية بكل حرية.
وفي العام الدراسي 1941_1942 الحق بها فرع لتدريس اللغات الاجنبيه .
وفي العام الدراسي 1942_1943 مددت الدراسه فيها الى خمس سنوات ، اذ اضيفت سنه تحضريه لها بهدف اعداد الطلبه الجدد للمراحل اللاحقه ،
وقسمت الدراسه فيها الى فرعين :
الاول : فرع الاداب : ويشمل مواد اللغة العربية والانكليزية و الجغرافية و التاريخ.
الثاني :فرع العلوم : وتشمل الدراسه فيها مواد : البيولوجيا (علم الاحياء) و الفيزياء و الرياضيات .
وفي عام 1945_1946 عادت مده الدراسه فيها الى اربع سنوات .
وفي عام 1949 ادخلت دروس الدين في مناهج دار المعلمين العاليه .
وفي النصف الثاني من الخمسينات، احتضنت الدار النشاطات الأدبية والفنية المتنوعة فقد تشكلت لأكثر من مرة تجمعات ثقافية ضمت اساتذة وطلبة الدار منها جماعة (اهل الأدب) برعاية الأستاذ د. صفاء خلوصي وكان هذا التجمع يقدم مساء كل ثلاثاء امسية يقرأ فيها الطلبة الموهوبون قصصهم وقصائدهم. كما كان في الدار فرقة مسرحية من طلبة الدار شكلها الفنان جاسم العبودي بعد عودته من الدراسة في الولايات المتحدة قدمت عدداً من المسرحيات منها مسرحية ماكبث لشكسبير.
الدار كمؤسسة بحثية
واصدرت الدار مجلة علمية اكاديمية رصينة بإسم (الأستاذ) ينشر فيها اساتذة الدار بحوثهم ومقالاتهم وهي مجلة نصف سنوية تباع بأسعار مخفضة للطلبة وكانت هيئة تحريرها تتألف من الأستاذ كمال إبراهيم ود. محمد ناصر ود. محمد الهاشمي ود. عبد العزيز كاظم ود.علي جواد الطاهر والأستاذ عبد الحميد عبد الكريم (سكرتير التحرير).
نشاطات الدار
وكانت اللجنة الرياضية في الدار تنظم مختلف المباريات وسفرتين للطلبة واحدة الى إيران والأخرى إلى تركيا. كما انشأ طلبة قسم علوم الحياة (نادي رواد الطبيعة) فيما تشكلت (جمعية اللغة الألمانية) وأخرى تعمل لتنمية ملكة الخطابة لدى الطلبة بأسم (جمعية الثقافة العربية) كما وأقام الفنان جواد سليم مرسماً في الدار.[٢]
طلبة الدار
ومن الطريف إن يدرس في الدار طلبة صينيون وبلغار وبريطانيين فضلا عن الطلبة البحارنة والسوريين والتونسيين والمغاربة والأردنيين والفلسطينيين. لقد كانت تلك الدار ( أم المدارس ) و ( من أمهات معاهد الثقافة والمعرفة ) كما وصفها احد طلبتها د. حسين علي محفوظ، وهي بحق مصنع الأنتلجنسياالعراقية الواعية ونواة الطبقة الوسطى أداة التغيير الثوري عبر تاريخ الإنسانية.
مصير الدار
وفي عام 1958 م تغير اسم دار المعلمين العالية الى كلية التربية والحقت في العام نفسه بجامعه بغداد حديثة العهد انذاك، وبعد صدور رقم القانون (28) لعام 1958 والذي جعل الهدف الرئيس لكلية التربية هو اعداد المدرسين والمدرسات للدراستين المتوسطه والاعداديه. و في عام 1988 تم شطر الكلية الى كلّيتين هما: كلية التربية ابن رشد و كلية التربية ابن الهيثم.