حيدر عزيز خسرو

هو (حيدر عزيز خسرو آغا الهموندي)، شاعرٌ مؤرِّخ مغمور، درس بإسطنبول، وأتقن اللغة الفارسية والعربية والتركية، كان من الرجال البارزين في عشيرةالهموندي، وينتمي إلى فرع (بكزادة)، أي أولاد (يادكار)أحدأهم فروع العشيرة، وكان والده (عزيز آغا) مالكاً(آغا) لقرية (جراغة رووتة)الواقعة على ضفاف نهر (باصرة)في شمال شرق مدينة (جمجمال) التابعة لمحافظة (كركوك) العراقية، وقد كان—تقياً ورعاً عفيفاً، عازفاً عن الدنياوما فيها، مقبلا على العبادة والكتابة، عُيِّن قائم مقاماً لقضاء جمجمال، غير أن والده لم يرض ابتعاده عنه، له مؤلفات في تاريخ عشيرة الهموندي منها: (معركة مجاهدي الكرد ضد الاستعمارالإنكليزي ومشاركة عشيرة الهموندي فيها)(طبع من قبل حفيده دارا أحمد كريم بيك الهموندي)، وديوان فقي قادر الهموندي (مطبوع)، ومناجاة دينية عن طريق قصائد شعرية(طبع عدد منها في هامش ديوان فقي قادر الهموندي، وبعض منها ما زالت مخطوطة)، وحياة الرجل البارز (كريم بيك فتاح بيك)(مخطوطة)،وقد اعتمد عدد من الباحثين في رسائلهم وكتبهم على مخطوطاته، وقد أشار بعض من أولئك الباحثين إلى مخطوطاته وجهوده في حفظ قسم من تاريخ الشعب الكردي، ويمتاز تلك المخطوطات بجمال خطه، وروعة عباراته، وإنصاف كاتبه في سرد القصص والأحداث، وقد ذكر بعض تلك الأحداث عن طريق منظومات شعرية. ومما اشتهر بين العامة عن عفته وغضه لبصره أنه كان خارجاً من بيته ذات مرة، فأراد بعض أصحابه أن يمتحنوا عفته، فطلبوا من إحدى زوجاته أن تعترضه بالطريق، ففعلت واضطر (حيدر آغا) إلى حافة الطريق الشائك، فطلب من أعوانه أن يتعقبوا له تلك المرأة -عديمة الحياء- ليعلم من أي بيت هي، فيقوم بتأديبها، فتبين له أنها زوجته!. ويمكن اعتباره رمزاً لعدالة (الآغاالهموندي)الذي أساء إلى تاريخه عدد من الكتاب الذين رسموا صورة قاتمة من الظلم عنهم، دون ذكر مآثرهم، ولكن (حيدر آغا) كان عادلاً ومخلصاً لأبناء عشيرته وقريته دون تمييز بين أحد لنسب. توفي سنة (1933م)ودفن في قرية (جراغة رووتة)، وما زالت آثار بيته بارزة على قلعة القرية، تعالى وأسكنه فسيح جنانه.

المصادر: 1- (ديوان فقي قادر الهموندي: تحقيق الشيخ عبد الكريم المدرس، دار الثقافة، بغداد، ط1، ص 749).