حميدي باشا بن فرحان باشا الجرباء


1- التعريف به ومولده ونشأته

هو الشيخ حميدي باشا بن فرحان باشا بن صفوك(المحزم.سلطان البر) بن فارس الجربا شيخ مشايخ شمر (شيخ الباب) واميرها في العهد العثماني قبل احتلال العراق وممثلها في المجلس النيابي فيما بعد. امه هي الشيخه فصل أخت الشيخ سعدون اغا شيخ عشيرة الجرجريه له من الاشقاء (احمد وزيد وبدر وميزر) والذين عرفوا بالباشات لانهم بقوا في بيت ابيهم فرحان باشا. ولد في على أغلب الاقوال في منتصف سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادي في قلعة الشرقاط(280 كم شمال بغداد) وفيها ترعرع في كنف والده الشيخ فرحان باشا عندما بلغ السادسة عشر ارسله والده إلى الاستانه لاكمال تعليمه هناك كما جرت العاده ان يرسل شيوخ العشائر ابنائهم إلى هناك في فترة الحكم العثماني وكان من من زاملهم في هذه المدرسه الملك فيصل الاول ملك العراق فيما بعد وكذلك علي سليمان البكر شيخ الدليم وسليمان بن نصيف الامير أمير ربيعه وعجيل بن علي السمرمد شيخ زبيد والذين بقوا على علاقه طيبه مع الحميدي باشا حتى وافته المنيه[١]. عندما عاد إلى العراق كان قد اجاد التركيه قراءة وكتابه وتعلم العلوم الطبيعيه والرياضيات وحافظا للقران(كان يحفظ الكثير منه قبل أن يذهب) وحافظا لصحيح البخاري وعالما به[٢].
2- صفاته وخصاله

كان الحميدي باشا منذ صغره محبا للعلم والدين بحكم تربية والده له الذي رأى فيه نبوغا في التعلم فأخذ بتعليمه القراءه والكتابه إضافة إلى انه كان يستقدم شيوخ دين للتعليمه وخصوصا في رمضان من كل عام. كان الشيخ دمث الاخلاق حلو المعشر لين الجناب فيه ورع وزهد على الرغم من انه ابن شيخ كفرحان باشا وما كان متوفرا له من بحبوحة العيش والإمكانات الماديه في حينها أو فيما بعد فقد ورث عن ابيه مقاطعة الفرحاتيه(80 كم شمال بغداد) والتي تبلغ مساحتها أكثر من 60000 الف دونم(الدونم يعادل 2500 متر مربع)إضافة إلى مخصصاته التي يستلمها من الدوله العثمانيه بأعتباره شيخ شمر.

3- فترة مشيخته للقبيله

كان لتربية ونشأت الشيخ الحميدي باشا في بيئة تجمع بين البداوه بأعتباره ابن شيخ عشيرة شمر وبيئة العلم والدراسة والدين التي وفرها له والده ودراسته في الاستانه فيما بعد الاثر الكبير في كيفية ادارته لامر العشيره. استلم مشيخة القبيله بعد وفاة والده ومنحه الاتراك لقب باشا وعينوه شيخ الباب[٣].اهتم خلال هذه الفترة الصعبه والتي شهدت تغيرات كبيره في موازين القوى المحليه والإقليميه بإصلاح أحوال قبيلته شمر ومحاولة نشر التعليم بين افرادها وإصلاح ذات بينهم ومحاولة توطينهم فقد ادرك بنفاذ بصيرته وحكمته ان الامور ستتغير في المستقبل القصير ويجب أن تكون القبيله مهيئه لهذه التغيرات.فقد استوطن الفرحاتيه واستصلح اراضيها وشق فيها الأنهار لاروائها وهي امور لم تكن تخطر في بال افراد قبيلته في وقتها.

4- مساهماته في قتال الإنكليز في معركة الشعيبه

عندما بدأ الاحتلال الإنكليزي للعراق وقف ضد هذا الغزو ومال إلى جانب الاتراك بحكم الدين والعقيده وقاتل إلى جانبهم هو وافراد قبيلته شمر(كان معه أبناء اخوته الشيخ راكان العبد العزيز الفرحان والشيخ عجيل الياور في معركة الشعيبه المشهوره إلى جانب العشائر العراقيه الأخرى والتي سطرت فيها العشائر العراقيه اروع الملاحم والبطولات على قلة إمكانياتهم امام القوات الانكليزيه المحتله وبعد عودته إلى الفرحاتيه وأثناء تقدم القوات الانكليزيه اشتبك معهم في منطقة اسطبلات وشاغلهم واوقع بهم عدة خسائر وكذلك ساهم في معركة تحرير تلعفر والتي قادها جميل المدفعي ولكنه اجبر أخيرا على الانسحاب مع الاتراك[٤].

5- ذهابه مع الاتراك إلى تركيا

بعد أن دخل الإنكليز إلى العراق عرضوا عليه اغراءات كثيره ليستميلوه إلى جانبهم لكنه اثر الانسحاب مع الاتراك كحال الشيخ عجمي باشا بن سعدون السعدون شيخ عشيرة المنتفق الذي رفض العروض الانكليزيه مما حدا بالانكليز باصدار حكم الاعدام بحق الشيخيين فقد كتبت عنه مس بيل للحكومه الانكليزيه تقول(ان الشيخ الحميدي يميل كل الميل إلى الاتراك فهو رجل متدين ويعتبر القتال مع الاتراك واجبا)[٥] فغادر مع القوات التركيه واستقر في جزيرة ابن عمر لسنتين ونيف.

6- عودته إلى العراق

عاد إلى العراق بعد أن أصبح العراق ملكية واستدعاه صديقه وزميله القديم الملك فيصل الاول بعد أن حصل على امر بالعفو عن الشيخ الحميدي فعاد إلى الفرحاتيه لم يتغير موقفه من الإنكليز ولم يكن يحب التعامل معهم فأنتقلت المشيخه إلى ابن اخيه الشيخ الشهير عجيل بن عبد العزيز بن فرحان والمعروف ب عجيل الياور والياور لقب عرف به لانه كان ملازما لعمه الحميدي باشا وفي معاونته (والياور كلمه تركيه تعني السكرتير تقريبا) والذي احتضنه الشيخ الحميدي لما رأى فيه من خصال تميزه عن غيره من أبناء عمومته وزوجه ابنته الشيخه آسيا والتي انجبت الشيخ احمد عجيل الياور والذي أصبح فيما بعد شيخ مشايخ شمر.أصبح الشيخ حميدي فيما بعد نائبا في المجلس النيابي[٦] العراقي حتى وفاته عام 1941 بمرض البروستات.

المصادر

  1. ^ العزاوي، عباس :"العراق بين احتلالين",ج8 ,ص 119,بغداد 1956
  2. ^ العزاوي، عباس:"عشائر العراق",ج1,ص163,لندن2000
  3. ^ موسيل,"الفرات الأوسط، ترجمة الدكتور صدقي حمدي وعبدالمطلب عبد الرحمن، ص80,بغداد 1990
  4. ^ الصوفي، خضر:"التاريخ السياسي لال محمد الجربا وشمر في نجد والجزيره العربيه",ص 304-306
  5. ^ مس بيل:"فصول من تاريخ العراق القريب",ترجمة جعفر الخياط، ص133 ,بغداد 1971
  6. ^ الحسني، عبد الرزاق:"تأريخ الوزارات العراقيه، بيروت 1980