حسن الدمستاني
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: يناير 2011 |
هو الشيخ حسن بن محمد بن علي بن خلف بن ضيف الدمستاني
بلدته الأصل هي (عالي حويص) إحدى ضواحي قرية ((عالي)) من قرى البحرين وفيها قبر أبيه الشيخ محمد البربغي وبلدة استيطانه هي (قرية دمستان) وهي قرية صغيرة من قرى البحرين وإليها نسبته وهي من اعظم القرى الموجودة في البحرين بسبب انه كان وما زال بها كثير من العلماء الاتقياء..
دراسته
إن دراسته لا تختلف في نمطها عن نمط الدراسة المعاصرة له، وهي الدراسة الدينية (الحوزوية) التقليدية المعروفة والتي لا تزال تسير على مناهجها وأساليبها الدراسات الدينية المعاصرة في أمثال: النجف الأشرف وقم المقدسة.
هجرته إلى القطيف
كانت البحرين إلى ما قبل الاحتلال البريطاني كثيراً ما تغزى من قبل الخوارج وكانت تلكم الغزوات سبب لهجرة الكثير من العلماء إلى العراق وإيران والقطيف، والواقعة التي كانت عامل هجرته إلى القطيف هي حادثة غزوالخوارج واستيلاءهم على البحرين عام 1131هـ وقد كانت سبب هجرة سبب جملة من أعيان البحرين إلى القطيف، وسبب اختيار الدمستاني القطيف مهجراً له إنما هو لما بين أهل البحرين وأهل القطيف من روابط النسب والروابط العقائدية والمذهبية، ولما بين البحرين والقطيف من قرب المسافة.
معيشة الدمستاني
كان الدمستاني على ما هو عليه من الفضل والفقاهة يعمل بيده في الزراعة لكسب قوته، وتروي مصادر ترجمته قصة طريفة بهذا الصدد خلاصتها: أن وفداً من علماء (أصفهان) قدم البحرين لاستفتاء علمائها حول مسائل فقهية محددة، وقد أرشدوا إلى (المجتهد الكبير) في ذلك الوقت، وهو (الشيخ حسن الدمستاني) فقصدوا (دمستان) دار سكناه، فوجدوه بزي الفلاح الفقير منهمكاً في السقي، فأنكروه وأهانوا من أرشدهم إليه ظناً منهم أنه يهزأ بهم، وحينما تأكد لهم أنه المجتهد المشهور اعتذروا ومضوا في طرح مسائلهم، وتحرير إجابة الشيخ الدمستاني تحقيقاً للمهمة التي قدموا من أجلها..
شهرته
اشتهر الدمستاني عند عوام الناس في البحرين – بل العلماء- بشعره المميز في الرثاء الحسيني، وأكثر أهل البحرين – حتى أطفالهم- يحفظون مقاطع من قصيدته المشهورة (أحرم الحجاج..) والمسماة عند أهل الأدب بـ (المربعة الدمستانية) وهي ملحمة أو شبه ملحمة تحكي ثورة الحسين (ع) من بداية نهضته في المدينة إلى استشهاده (ع) وسبي الهاشميات إلى الكوفة والشام.
مكانته العلمية
كثير من أبناء البحرين ومنطقة الخليج يتصورون الشيخ الدمستاني ذلك الشاعر العملاق الذي تهز قوافيه الأفئدة، وتثير الأسى والشجن في قلوب محبي آل البيت (ع) إلا أن العلماء يعرفون الدمستاني أيضاً العلامة المحقق الذي قلما يوجد مثله في العلم والتقوى. على حد صاحب الأنوار. وأن له فتاوى اشتهرت عنه، وله آراء فقهية مميزة. وكان الدمستاني فقيهاً مجتهداً، يلتزم منهج الإخباريين في طريق فتواه، وفي علم الرجال يقول الأمين العاملي(كان – يعني الدمستاني- رجالياً ماهراً في علمي الحديث والرجال، وربما أفاد العاملي هذا – وكذلك مؤرخو الدمستاني الآخرون- من كتاب الدمستاني في علم الرجال، المعنون بـ (انتخاب الجيد من تنبيهات السيد) وهو ملخص كتاب (تنبيهات الأديب في رجال التهذيب) – أي تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي- تأليف العلامة السيد هاشم التوبلاني البحراني، فقد كان – كما يظهر من تعريفهم له – كتاباً قيماً من ناحية علمية.
مؤلفاته
- انتخاب الجيد من تنبيهات السيد.
- تحفة الباحثين في أصول الدين.
- منظومة في نفي الجبر والتفويض.
- أرجوزة في إثبات الإمامة والوصية.
- أرجوزة التوحيد.
- رسالة في استحباب الجهر بالتسبيح في الأخيرتين.
- رسالة في التوحيد.
- أوراد الأبرار في مآتم الكرار.
نماذج من شعره
لا يولد المرء إلا فوق غاربها = يحدوبه للمنايا سائق عجلُ
يا منفق العمر في عصيان خالقه = أفق فإنك من خمر الهوى ثملُ
تعصيه لا أنت من عصيانه وجلٌ = من العقاب ولا من منه خجلُ
وله أيضاً :
غطى الشباب على عقلي فأضحكني = وأسفر الشيب عن جهلي فأبكاني
إذا تأملت ما أسلفت خامرني = حزن يذوب به قلبي وجثماني
وله أيضاً :
براحته شبح نير = رشيق أنيق رقيق القوام
فقلنا هو الجام من غير راح = أوالراح صوَّر في شكل جام
فقال مساكين أهل الكلام = أبوا لقواعده الانثلام
أبيتمُ لذي القسمة الاتحاد = وللجوهر الواحد الانقسام
وأشهر ما عرف به الشيخ الدمستاني ملحمته الحسينية " أحرم الحجاج " التي تقراء في جميع نواحي العالم الشيعي العربي من البحرين إلى الاحساء والقطيف مرورا بالكويت والعراق والاهواز وعمان وسوريا ولبنان وقلما وجد خطيباً عربياً لا يحفظ منها شيئا وهناك من يحفظها ولا يعلم لمن هي...
ومنها:
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور ***** وأنا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور***** وأنا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى ***** أن يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا ***** وهو من أكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الأسى ***** واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب أحزانا تذيب الأنفسا ***** وقليل تتلف الأرواح في رزء الحسين
و لا يسع القول الا طوبى لعالي حين ولدتك وطوبى للدمستان حين ربتك وطوبى للقطيف حين آوتك فأنت مفخرةُ البحرين وشاعرها الأوحد.
قالوا في الدمستاني
العلامة الشيخ عبد الهادي الفضلي (حفظه الله) الذي أستطيع أن أقوله هنا مطمئناً كل الاطمئنان إلى ما استنتجه من رأي هو أن أدب الدمستاني من نمط المستويات العالية في مضمونه وشكله.. وإن نثره بصورة خاصة – يرتفع بلاغة وأسلوباً إلى المستوى العالي في النثر العلمي، والنثر الأدبي، المتعارف لدى العلماء الأدباء من معاصريه.. وإن روعة نثره أديباً تتجلى في كتابه (أوراد الأبرار في مآتم الكرار) بسبب مفعول عاطفة التقديس لأهل البيت (عليهم السلام)، وعاطفة الأسى لفجائعهم، اللتين تملأن نفسيات الشيعة، واللتين يعيشون إطارهما النفسي والانفعالي.
(الشيخ القزويني) من أهل التحقيق والتدقيق..
(الشيخ البلادي)((العالم الرباني، والفاضل الصمداني، الكامل العلامة، المحقق الفهامة، التقي النقي، لأديب المصقع، من العلماء الأعيان، ذوي الإتقان والإيمان، وخلص أهل الولاء والإيمان، زاهداً عابداً، تقياً، ورعاً شاعراً بليغاً، أن نظم أتى بالعجب العجاب، وإن نثر أتى بما يسحر عقول أولي الألباب قلما يوجد مثله في هذه الأعصار في العلم، والتقوى والبلاغة، والإخلاص في محبة الآل الأطهار – سلام الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار-، ومن وقف على مصنفاته وأشعاره، وظاهر كلامه وأسراره، وفهم مراده، عرف حقيقة مقداره، وعلو مجده وفخاره)).
(السيد العاملي)) ((كان عالماً فاضلاً، فقيهاً، محدثاً، رجالياً، محققاً مدققاً، ماهراً في علمي الحديث والرجال، أديباً شاعراً))
وفاته ومدفنه
يقول الشيخ آغا بزرك : " ذكر السيد محمد صادق بحر العلوم في الشذور الذهبية " : إنه توفي الشيخ حسن الدمستاني في 1181 هـ ودفن بالحباكة (الخباقة حالياً) من القطيف وقبره معروف حتى يومنا هذا ويقع بجوار مسجد العابدات (داخل المقبرة).