حرب عتيبة وقحطان
حرب عتيبة وقحطان هي حرب وصراع مسلح نشب بين قبيلة عتيبة وقحطان في عالية نجد في الفتره مابين 1269 ه حتى 1280 ه في وسط المملكة العربية السعودية وانتهت بانتصار عتيبة
حدور تركي بن حميد الى نجد
يقول ابن بليهد في كتابه صحيح الأخبار وهو ينقل عن شاهد عيان عاصر تلك الأحداث : حدثني عثمان الهاجري وهو إمام يصلي باالامير محمد بن هادي بن قرملة وجماعته قحطان قال كنا مقيمين في فيضة وادي أرواط في العتك أيام الربيع ، فجاء في يوم واحد خمس من الخيل هدايا ، كل فرس واحدة مع وفد على حدته يطلبون الجوار والامتداد في نجد قال وكنا يوما عند المضباعة أيام الربيع فجاء تركي بن حميد من رؤساء عتيبة وأناخ عند محمد بن هادي بن قرملة يطلب الجوار ، فسألة عن أهله فقال تركتهم على ماء بريم وعندما وفد عليه مصلط بن ربيعان كان مقيما على ماء الشعرى ( بلدة تقع على غرب مدينة الدوادمي على بعد 35 كم ) ويقول ابن هادي مخاطبا تركي بن حميد موضحا أنه يملك جميع براري نجد وأنه هو الذي يحميها : وان كان رمحك باول الخيل ملحوم --- فانا برمحي حامي نجد كله فلم تلبث أن تنعم قبيلة قحطان بهذا العز الذي حققته حتى جاءت عتيبة لتنافسها على زعامة نجد فقد بداء يلوح في الأفق قدوم فارس عنيد وشيخ إنه تركي بن حميد الذي هدم هذا العز الذي عاشت فيه قحطان في كنف زعيمها ابن هادي ويورث قبيلة عتيبة ماكان يملكه زعيم قحطان فقد أصاب ديار عتيبة في الحجاز القحط والجفاف وكانت نجد عكس ذلك مغاثاً ، أي كثيرة المرعى والماء . ويقول أيضا ابن عيسى في تاريخه عن حوادث سنة 1269 ه عن الربيع الذي عم بلاد نجد في تلك الفترة مانصه : ثم دخلت سنة تسع وستين ومائتين والف وفيها أنزل الله الغيث في أول الوسمي ، ثم تتابعت الأمطار والسيول ، وعمت الحياة جميع بلدان نجد ، وكثر الخصب ورخصت الاسعار وبيعت الحنطه من ثلاثين صاعا بالريال الفرنسي ، والسمن باحدى عشرة وزنة بريال فرنسي .انتهى كلامه ، وقد خرجت قبيلة المقطه ومعها بعض قبائل النفعه والعصمه والدعاجين الى نجد كباقي قبائل عتيبة بقيادة زعيمها تركي بن حميد الذ لمع نجمه في منتصف القرن الثالث عشر وكان خروجهم من عقيق عشيرة وعندما نزلو نجد تكاثرت عتيبة فغضب محمد بن هادي لدخولهم نجد بدون علمه وخاف ايضا من كثرتهم لأن قبائل عتيبة أخذت تزداد يوما بعد يوم من شدة ما أصاب ديارهم من الجفاف وقد وصف هذا المحدار الشاعر بنية المقاطي المعاصر لتلك الاحداث بأبيات من الشعر لم يصلنا منها الا هذين البيتين يقول فيها :
من وادي العقيق محدرين ظعنا --- مالها عواني كود تركي يقدية
قطعاننا يم الرزيزا تثنا --- جوف العبال البيض مااحد يراعيه
فأرسل محمد بن هادي مناديبة لتركي بن حميد يطلب منه العوده الى الحجاز الا ان تركي بن حميد رفض طلبه ، لأنه من الصعب عودة هذه القبائل بعد وجدت ضالتها من المرعى فارسل ابن حميد الى ابن هادي يطلب منه السماح له بالرعي في نجد الا ان محمد بن هادي رفض وأصر على رجوعهم الى الحجاز فتمسكت كل القبيلتين بقرارها وكثرت المراسلات والمكاتبات بين الزعيمين فترة لكنها لم تسفر عن شيء . يقول تركي بن حميد :
مل القلم من كتبنا بالقراطيس --- وركابنا من كثر الادلاج تومي
ويقول محمد بن هادي هذه القصيدة :
ياتركي بن حميد وأن كنت صادق --- فارجع بقومك لاتولي دبورها
نجد تبرا منك وبنا ترحب --- تبدي لك البغضا ولاطعت شورها
فان كان ياابن حميد ماطعت ناصح --- ترى الوعد لامن ركبنا ظهورها
فان كان جمعكم خذت ثوب راعي --- فترى جمعنا ماياخذ الا ندورها
عاداتنا لطم المعادي على القنا --- والا العميلة راتعه ماندورها
ويقول بعض الرواه أن تركي بن حميد دخل على ابن هادي في مجلسه وجوخته التي كان يلبسها تلامس الارض وعندما غضب من رفض ابن هادي خرج من عنده وجوخته عند منتصف ساقيه من شدة الغضب وعادة مايلبس أمراء القبائل الجوخه وقد رأته سارة بنت خالد بن حشر - زوجة ابن هادي بغير الحاله والهيئة التي دخل بها عليهم فشعرت بالخوف لما رأت على تركي من علامات الغضب وهيبة الرجال فقالت لزوجها ليه منعت العتيبي من الرعي في نجد يابن هادي ؟ فقال لها هل أعجبك بزينة ياامراة فردت رد بنات الشيوخ وردها يدل على فراستها وفطنتها والله يابن هادي عندما دخل عليك كانت جوخته تسحب خلف قدمية وعندما خرج من عندك انشمرت الى منتصف ساقه ومن هذه حاله فانه سيرعى نجد طوعا او كرها . وقد ذكر هذه الحادثة الشريف محمد بن منصور بن هاشم في كتابة قبائل الطائف وأشراف الحجاز وهذه الرواية مشهرورة عند الرواة وبعد خروج تركي مر في طريقه ببعض مشايخ عتيبة يطلب منهم الوقوف بجانبه في حربه ضد ابن هادي وفعلا وقع ماكانت تخشاه زوجة محمد بن هادي وعندما رجع الى كبار قومه أخبرهم بما جرى بينه وبين محمد بن هادي وأن رعي نجد والبقاء فيه لايكون إلا بالحرب فوافقوة على ذلك وانضووا تحت لوائه وفي أثناء تشاور تركي مع كبار قومه مر بهم راع من الرعيان يتغنى بالشعر وهو يلعب وكان عائدا من المرعى ولم يعلم بما حدث فلما رآه تركي بن حميد قال هذه القصيدة التي تعد من أمهات الشعر العامي قال تركي :
تلعب طرب وانا بنومي هواجيس --- ماسامرك بالليل كثر الهمومي
أسهر الى نامت عيون الهداريس --- وبالليل اراعي ساهرات النجومي
أوجس بقلبي مثل صال المحاميس --- الله يلوم اللي لحالي يلومي
أشوف عدلات الليالي معابيس --- ولااحد من الدنيا عظامه سلومي
الى أن قال :
لاخير في كثر الحكا والتماليس --- هرج بلا فعل يجي به وهومي
والعز فوق معسكرات السواديس --- اللي قصدت بالاشياء رحومي
قب تنازى بالنشاما كراديس --- والطير في روجاتهنه يحومي
حنا ندور للفخر والنواميس --- ونمشي بحرة صاملين العزومي
وبالليل اصالي حاميات المحاميس --- والصبح اطارد كل قبا قحومي
والقصيدة أطول من ذلك وأخذ تركي وكبار قومه يدبر للحرب ويخططون على مباغتة محمد بن هادي وأجمعو رايهم على مداهمته في عقر داره في الصباح وهذه مجازفة أن يشن عليه هجوم مباغت وفرسان قحطان ملتفين حوله إلا أن ثقته بفرسان عتيبة هونت عليه كل المصاعب والاخطار .
معارك عتيبة وقحطان
وقعة الوطاة سنة 1269 ه ما ان قرب الصباح إلا وفرسان المقطة وفرسان ذوي زياد من النفعه وعلى راسهم تركي بن حميد قد داهمت محمد بن هادي القحطاني وهو قاطن على ماء الوطاة ( غرب الدوادمي ) وكان برفقة تركي 60 فارسا وقد قسم خيله الى قسمين القسم الاول ثلاثون فارسا ، والقسم الثاني ثلاثون ايضا وقد غنموا إبل محمد بن هادي وانتصرت عتيبة في تلك الوقعه . وبعد هذه الواقعه قام محمد بن هادي بجمع القحاطين وتنظيم صفوفه واتجه الى عتيبة وهم في البديعه يريد أن يثأر منهم وكان تركي بن حميد قد أخذ عهدا على الصعران ان يقفو معه في هذه المواجهه الى انهم خذلوه والتقى الجيشان في البديعه وقد أصيب في هذه الواقعه محمد بن هادي وغنم عقاب بن شبنان فرسه وانتصرت عتيبة انتصارا تاريخيا
يقول تركي بن حميد بعد معركة البديعة :
ياراكب اللي بقلهن تثنا --- فج العضود مدمثات المحاصير
الصبح من وادي الرشا ينشرنا --- من بيت أبوخالد زبون المقاصير
يلفن أبو تركي زبون المجنا --- ريف الهشال في الليالي المعاسير
الشيخ مثلك مانزل شعر عنا --- وادنى عتيبة حايل دونها النير
جانا الصعيري قال صولوا وصلنا --- صلنا نحسب انه على راي تدبير
اثر الصعيري فزعته ماج عنا --- واقفن ضعونه عقب ماهن مناحير
جينا على عد الحفيف ونزلنا --- حتى ملكنا جوها بالدواوير
ياكبر زبر جموعهم يوم جنا --- أرواحنا ترخص وهي للمقادير
بأيماننا صوارم يقطعنا --- سقى القنيدة من حقوق الشخاتير
من عقبها لامطير ولاحنا --- لاصلب جد ولابهم نية الخير
لكنهم يوم انجلى السؤ عنا --- هذا طريح --- المعابير
لي لابة تشلع السن سنا --- أن كان بالغارات والا الطوابير
قوم الى ركبوا على القحص جنا --- في منتهاه ننزح النمر والزير
ويقول سعد بن جنيدل في كتابة المعجم الجغرافي لعالية نجد مانصه : يقول احد شعراء ذو ثبيت من الروقه وهوالشاعر الخروعة الثبيتي :
اولاد الكريزي مكرمين الخطاطير --- كم شيخ قوم جاء ولدوه عنا
خذوا لنا العبله بسوق المظاهير --- وقطعاننا يم الرزيزا تثنا
منه القليب اللي حيوده النواعير --- من ملك ابن هادي غدا ملكه النا
وقد شارك في هذه الوقعه بجانب تركي بن حميد الأمير والفارس زريب الجذع بقبيلة الجذعان والسياحين - وكلاهما من الروقه من عتيبة وبعد انتصار تركي اخو شرعا ايقن محمد بن هادي ان الامور لاتسير في صالحه طلب الهدنه من عتيبة فأتفقوا على أن ينزل ابن حميد وقومه على البديعة والا يتقدموا نحو سنام نجد وما ياخذه أي فرد من افراد عتيبة من إبل او خيل اوغيرها من قحطان يؤدية ابن حميد وكذلك ماتاخذه قحطان من عتيبة يؤدية محمد بن هادي وهو المسؤل عن ارجاعها وكانت هذه الشروط في صالح اخوشرعا ويقول مؤرخ الطائف محمد سعيد كمال عن انتقال عتيبة الى نجد مانصه : كانت قبيلة قحطان وشيخهم محمد بن هادي تسكن نجد وتأخذ أتاوة على بعض القبائل المجاورين الى ان اصطدمت بقبيلة عتيبة حيث نزلت نجد وارادت قحطان فرض سيطرتها عليها فلم تخضع عتيبة لذلك بل اعتدوا على ابل قحطان واخذوا منها وفرسا جيدا اسمه التوم فكتب ابن هادي الى ابن حميد فارجعها له وبعد ذلك اعتدت قحطان فاخذت قعود لرجل من عتيبة اسمه زبن وبسببه حصلت حرب الذي ثبتت عتيبة في نجد وخضد شوكة قحطان . قال تركي بن حميد :
يازبن كرب فوق مايطرد النوم --- هجنن هجاهيج سواة الاهله
مرباعهن مابين ظلم والاكموم --- ومن الاحيال يلافخن الاظله
ملفاك شيخ بالقسايذبح الكوم --- شيخ وشيخان القبايل تدله
تلقا محمد زبن من جاه مضيوم --- زبن الذليل اللي مخيف محله
واليا لفيت الشيخ يازبن ملزوم --- تعطيه مرسوم بوسطه سجله
الى ان قال :
الشايب اللي ينقل الكبر والزوم --- باغي لحكمي مير انا عاصي له
الله يغشك يوم غشيتنا اليوم --- تقرا الكتاب ولاتهاب المظله
جزاك من عندي من الخيل حثلوم --- مثل البرد من مزنة مستهله
اديت انا اربع قحص والخامس التوم --- وقعود زبن اللي بغا ماحصله
والقصيدة أطول من ذلك فلما وصل زبن الى بيت محمد بن هادي سلمه رسالة تركي بن حميد فلما قراها رد النقا على تركي ايذانا ببدء الحرب ونهاية الهدنة ويقول محمد بن هادي
حي الكتاب اللي من الزاج مرشوم --- حيه وحي اللي مشى حشمة له
ساعة قريته شفت ماعفت مرسوم --- رد النقا تركي وهو منحي له
الى ان قال :
وان كان تطري النجم والنجم مفهوم --- والنجم يدوي والجبل راسي له
انشتحن للحرب والحرب مفهوم --- ياسعد من حن في اللقاء فزعة له
وان كان في نفسه فلا هوب مليوم --- نعم الشوارب وافي الشبر كله
وقال احد فرسان قحطان الفارس جمل بن لبده ردا على قصيدة تركي بن حميد :
الحرب شب وشببه كل غاوي --- ورد البرا بيناتكم يالاصاحيب
الى أن قال :
لزما نفك الى جهدها قصاوي --- شلفا تلظى مثل قبس المشاهيب
ياراكب من فوق حر سهاوي --- يجهل الى صكت عليه المراكيب
والقصيدة أطول من ذلك ، وقال البليهد عن أفول نجم محمد بن هادي عن سنام نجد مانصه : ماكاد ينقضي نصف القرن الثالث عشر حتى غاض معين مجده وتقلص ظله وأفل نجمه ذلك لانه لم يعباء بنقض العهد وخفر الذمه فاختلف مع عتيبة وكانوا اذ ذاك يخرجون من تهامة والحجاز كارجال الجراد . ومن استوطن نجد لم يرجع وكان رئيس برقا تركي بن حميد ورئيس الروقه مصلط بن ربيعان وكان سبب هزيمة ابن هادي ورده الى حدوده التي خرج منها في جهه الجنوب في بيت من قصيدة نبطية لتركي بن حميد وهي طويلة يخاطب فيها ابن هادي حين تغير عليهم وعزم على الا يبقي بما بينهم وبينه وهو أن يؤدي ابن حميد ماتاخذه عتيبة ويؤدي ابن هادي متاخذه قحطان ولكن ابن هادي لم يؤدي مااخذه القحطانيون فقال
تركي بن حميد قصيدة منها هذا البيت الذي ذكر فيه خفر الذمه :
اديت انا اربع قحص خامسهن التوم --- وقعود زبن اللي بغا ماحصله
وقد دارت بينهم معارك عظيمة ، وكانت الانتصارات فيها لعتيبة ورئيسهم في تلك المعارك تركي بن حميد وكان الذي هدم ذلك العز الشامخ الذي لم ير مثله في جميع الاعراب هو تركي بن حميد هدمه من اساسه فلم يبقى له ذكر انتهى . ويقول عبدالله بن خميس في كتابه المجاز بين اليمامه والحجاز مانصه : ثم أدرك قحطان ما أدرك القبائل الأخرى قبلها وبليت بمنازع جديد هي قبيلة عتيبة ، فلم تلبث هذه القبيلة حتى تكاثرت وقويت شوكتها وانبسط نفوذها ودار رحى الحرب بين عتيبة وقحطان تذكيها الثارات وتؤججها الاشعار وتزيد على مر الايام قوة وعنفوانا تصحبها النقائض والتهاجي وتبوأت عتيبة سنام نجد وأخذت تغير على قحطان تارة وعلى مطير تارة اخرى وعلى حرب ثالثه ، وبلغت ذروة مجدها في عهد رئيسها محمد بن هندي بن حميد الذي عاصر محمد بن رشيد ، وشطرا من عهد الملك عبدالعزيز ، بعد هذا نجد شاعرا من عتيبة آخر بعد أن ضحك لهم الزمان وازاحو قحطان وغيرهم عن سنام نجد يقول :
وادي الرشا مهوب ورث من قديم --- الا لمن ساق الجمل ثم احتماه
خلوه من بعد القسا بني مضيم --- راحت شرايدهم بصبحا والحصاه
وعنه الدويش منزحينه للقصيم --- واليوم حربي نفخ ذربه يباه
ويقول كذلك هذال بن فهيد الشيباني في منافرة بين عتيبة وحرب يقول :
وادي الرشا بنت عليها عيره --- ماتلبس الا القز والسبهان
على قرارة نجد مني جيره --- من زيد بن شفلوت والصعران
ويقول ضيف الله بن تركي بن حميد الملقب العفار :
يانجد ماوالله نزلناك بسلوم --- ولا انت بورث جدودنا بالقدايم
خذناك عقب مدارك العمر بالسوم --- سوم يخسر لابسات اللثايم
ويانجد اخذنا منك حق ومرسوم --- وصفا جنابك عقب نطل العمايم
ويقول الشاعر مخلد القثامي العتيبي :
والفصل جاء فاربع سنين مسماه --- من عقبها سمو القبايل طنيني
منها النهار اللي على الضال واقصاه --- من عجه الضلعان عيت تبيني
ومنها نهار فوق دلعه عبيناه --- مع ايسر الهضبة عساها سنيني
وولد الدويش فالعويند كسرناه --- يوم عليه ايشيب المرضعيني
وعلى طلال الدم الاشقر نثرناه --- يوم جونا الضحى سارحيني
ويقول بديوي الوقداني العتيبي :
وحنا عصا الحكام من يوم جدنا --- وحنا عتيبة للملوك اسلاح
عتيبة جناح الصقر وثبيت عظامه --- ولايستوي طير بغير اجناح
رعوا نجد بالسيف اليماني وبالتفق --- ومعها من العود الطويل ارماح
وضدوا بني قحطان ومطير كلها --- وخلوك يانجد العريض ابياح
وكم حلة أغاروا عليها مع الضحى --- وراحت نهايب في يدين افلاح
وكم فارس خلوه في داس الثرى --- ينوشه من العقبان كل اشناح
ويارب ترحمنا وتحسن ختامنا --- وتجعل لنا عند الذنوب اسماح
ويقول حمد الجاسر في كتابة أصول الخيل مانصه : كانت هذه القبيلة الكثيرة الفروع الثرية العدد مستقرة في شرق مكة وادي قرن السيل وفي منطقة الطائف وفي السراة الممتدة جنوبه وفي شرقه ، ثم انساحت شرقا حتى انتشرت أكثر فروعها في بلاد نجد واستطاعت في عهد يقال فيه نجد لمن طالت قناته أن تزاحم مختلف القبائل قحطان وغيرها حتى تمكنت من الاستقرار في البلاد بعد جلاد وكفاح وعراك يتطلب شجاعة وفروسية في عهد كانت الخيل من أقوى عدد الكفاح فيه وقد حفظت الاشعار العامية المتناقلة من اخبار تلك العهود لهذه القبيلة وصف الكثير من مواقف شجعانهم وفرسانهم الا انني لم أطلع على ما أهتدى به إلى معرفة شيء مماكانت تقتنية هذه القبيلة من أصول الخيل . ويقول ابن بليهد في كتابة صحيح الاخبار مانصه : وأنا لا أعلم أن عتيبة انهزموا في المعارك التي تقع في نجد ، بل هم الغالبون دائما .