حران (قرية)


حران هي قرية تقع في محافظة السويداء(منطقة اللجاة)..26 كم عن السويداء. من أهم العائلات الموجودة فيها وهي الغالبية العظمى: عائلة مرشد وعائلة الحكيم فلا يوجد سوى هاتين العائلتين في هذه القرية. تتوهّج كسراج الليل وسط وعور اللجاة، وتتماهى الصخور الضخمة أمام إرادة إنسانها الذي طوع الوعر وأنبت من تحت حجارته الشجر، لتتألق زهرة ناضرة تفوح بالأريج... بين مسند أبو خليل والسنينة من الجنوب إلى الشمال، وبين القلّومة الغربية ورقّة العروس من الغرب الشمالي إلى الشرق الشمالي، وبين حطّة عبدو والملاحيظ من الغرب الجنوبي إلى الشرق الجنوبي، تمتدّ على مساحة تزيد على أربعة كيلومترات مربعة، وتنتشر منازلها القديمة والحديثة، تتخللها الشوارع المعبدة المنارة بالكهرباء، كل منزل فيها زرع فوق الصخر بضع أشجار حتى تحولت واحة شجرية وسط غابة من الصخور الوعرة.

عدد سكانها الذي لا يتجاوز ألفي نسمة بعضهم في المغتربات المتنوعة، يقسم إلى قسمين: الأول يعمل في زراعة المساحات الترابية القليلة المتفرقة الصالحة للزراعة، من زراعة الأشجار إلى زراعة الحقول الموسمية من القمح والشعير والعدس والجلبان والبيقياء والفول وغيرها. والثاني متوزع بين الوظائف والعمل المهني الحر حتى إنك لا تكاد ترى مهنة ليس فيها متخصص.

فيها ما ينوف عن مئتي شهادة جامعية وعدد كبير من الطلبة،

ومدرستان لمرحلتي التعليم الأساسي، نسبة الأمية قليلة جداً لا تكاد تذكر.

تقع في الشمال الغربي من محافظة السويداء، متاخمة لحدود محافظة درعا، يحدها من الغرب بصر الحرير والدلافة من قرى درعا، ومن الشمال قرية لبّين، ومن الشرق ناحية عريقة التي تتبع لها حران، ومن الجنوب قرية الدويرة، ويربطها بمدينة السويداء طريق رئيسي عبر الدويرة- تعارة- الدور- المزرعة.... كما يربطها طريق آخر مع دمشق عبر لبين- جرين- داما- جدل- خبب- أتوستراد درعا.... وطريق آخر مباشر مع ناحية عريقة.

من أشهر شخصياتها التي شاركت بالثورة السورية الكبرى: جديع مرشد، فارس الحكيم، مسعود مرشد، عباس مرشد، صالح مرشد، نجم مرشد... وغيرهم كثير، وفيها من الوجوه المميزة على صعيد المحافظة

اتجهت القرية لزراعة أشجار الزيتون ومعرّشات العنب منذ عقدين من الزمن، بدأ بها صابر مرشد ويوسف النصار، وتبعهما الكثير، حتى غدت مساحات الشجر رائعة المنظر، وساهمت بانتشار العمران إليها، رغم قلة المياه حيث تروى القرية من بئرين ارتوازيين، لتبقى مزروعاتها بعلية تنتظر فرج السماء.

في حران بئر أثري (بئر النبي أيوب) يعلوه المشرف وهو بقايا قصر متهدم لا يظهر منه إلا السور الشمالي فوق فتحة البئر، علماً أن محيطه غني بالبقايا الأثرية المهملة التي تنتظر الكشف عنها، وقد تعرضت للاعتداء عليها منذ القديم، إلى أن وعى أهل القرية أهميتها وحموها من لصوص الآثار على أمل الكشف عنها يوماً. أما البئر فلا يعرف إلى الآن تاريخ بنائه، توصلك إلى مائه ثمانون درجة، رممت البلدية درجاته العلوية المتهالكة ووضعت له حماية بسيطة، وماؤه البارد ملحي المذاق لا يصلح للشرب، وكان يستخدم لسقاية المواشي والنبات ولبعض الحاجات المنزلية، وبناؤه أثري بديع يدعو إلى الدهشة، حيث درجه الملتف والمنار من فتحة في أعلى المغارة المجاورة له، وهناك فتحات صغيرة يتسرب الماء الزائد منها عبر المغارة.

بقي أن نقول إن حران منطقة بكر لم تستثمر بعد سياحياً واقتصادياً، وإن كانت هناك منشأة استثمارية جديدة ابتدأت منذ سنوات قليلة بالاستفادة من الصخر البازلتي الموجود بكثرة في كل منطقة اللجاة، لإنتاج الرمل والحصى البازلتي.







مصادر

المهندس: صفوان مشاري مرشد

مراجع وهوامش