حارس التبغ

رواية صدرت في بيروت في العام 2008، كتبها الروائي العراقي علي بدرـ تناولت مقتل موسيقار عراقي اسمه كمال مدحت في العام 2006، وتعد أشهر الروايات التي تناولت العراق بعد انهيار حكومة صدام حسين وبداية الغزو الأميركي للعراق في العام 2003.  


محتوى الرواية

تتحدث هذه الرواية عن مقتل الموسيقار العراقي كمال مدحت الذي اختطف وقتل في مدينة المنصور في بغداد في العام 2006. الرواية مبنية على شخصيات ديوان الشاعر البرتغالي فيرناندو بيسوا " دكان التبغ" حيث تلتبس حياة الشاعر بثلاث شخصيات مختلفة، أما بطل رواية حارس التبغ فتجبره الظروف السياسية في بغداد للتحول من شخصية إلى شخصية أخرى، فيكلف أحد الصحفيين للتحقيق في موته فيكتشف أنه الموسيقار اليهودي يوسف صالح الذي هاجر إلى إسرائيل في الخمسينات مع زوجته فريده وابنه مئير، ولم يطق العيش هناك، فهرب إلى إيران وتزوج من سيدة عراقية اسمها طاهرة الطباطبائي وأنجبت له ابنه حسين، وعاش في طهران حتى العام 1958 ثم دخل بغداد بشخصية جديدة، وباسم حيدر سلمان التي عاش فيها حتى نهاية السبعينيات، ثم تم تهجيره مرة أخرى إلى طهران كونه من التبعية الإيرانية، وبقي في طهران ليشهد الصراع السياسي بين التيار الليبرالي والمتشدد ويسجل وقائع هذه الأحداث، وبمساعدة أحد الموسيقيين يتمكن من الهرب من طهران، وبعد مسيرة شاقة يصل إلى دمشق ليشهد وقائع الصراع السياسي بين الأخوان المسلمين والسلطة السياسية هناك، غير أنه يتمكن مرة أخرى من تزوير شخصية ثالثة باسم كمال مدحت ويتزوج من سيدة ثرية اسمها نادية العمري، وهي عراقية متزوجة من تاجر سوري يتعاطف مع الأخوان فيقتل على يد عناصر السلطة، فيتزوجها ويدخل بغداد، ليصبح فيما بعد ألمع موسيقار في الشرق الأوسط، ويشترك مع وليد غلمية في عزفسمفونية الشهيد. [١]

تنطلق أحداث هذه الرواية من المنطقة الخضراء في بغداد، حيث يكلف أحد الصحفيين في التحقيق في مقتل الموسيقار، وأثناء عملية البحث يتم الكشف عن أسرار المافيات السياسية والعصابات، كما أنها تكشف عن العوالم السرية لحياة الصحفيين والمراسلين وأسمائهم المستعارة. تنتمي هذه الرواية إلى أدب ما بعد الكولنيالية في تكذيب سرديات الهوية، والسرديات الاستعمارية، وتستخدم تقنيات الرواية التسجيلية والأوتوفكشن وأدب الرحلات.