جينز إسمارك
كان جينز إسمارك (31 يناير 1763 - 26 يناير 1839) أستاذًا دنماركيًا نرويجيًا في علم المعادن ساهم في العديد من الاكتشافات الأولية والتحليلات المفاهيمية للأنهار الجليدية، وتحديداً المفهوم القائل بأن الأنهار الجليدية قد غطت مناطق أكبر في الماضي.
إسهامات جينز إسمارك في الأنهارالجليدية
على مدار القرن التاسع عشر، كان الحصول باستمرار على عظام وبقايا أخرى لحيوانات اندثرت منذ زمن بعيد يوحي أن أشكال الحياة على كوكب الأرض قد تغيرت بشكل كبير على مدى العصور. وإلا فما سبب اندثار مثل هذه الحيوانات والنباتات؟ إذ تطلبت أجزاء وبقايا النباتات القديمة التى وجدت في طبقات من الفحم الحجري مناخا أكثر دفئ وجفافا مما هو عليه الآن على سبيل المثال. وجدت حفريات الأشجار المدارية في مكان ما بعيداً عن المناطق المدارية في إنجلترا.
في أثناء الفترة نفسها، زادت الشكوك بشأن المناخ الذي ربما كان أكثر برودة في العصور الماضية. وقد كانت الحكايات القديمة هي الحافز المشجع على هذه الشكوك. فقد سمع عالم الطبيعة السويسري المشهور جان شاربنتر، من أحد الحطابين أن الأنهار الجليدية على سلاسل جبال الألب كانت أطول من ذلك يوما ما. ولكن اهتم شاربنتر بالأمر وبدأ في جمع ادلة أكثر إقناعا وموثوق بها بدرجة أكبر.
اهتم جينز إسمارك في إسكندنافيا بالأمر السابق نفسه. فبحلول عام ١٨٢٤ ، استنتج أن الأنهار الجليدية لا بد أنها كانت ذات يوم تغطي جزءا كبيراً من النرويج والبحر المجاور لها. لا تقع الصخور الكبيرة في منتصف مكان محدد، ولكنها تكون متفرقة كما لو أنها سحبت أو دفع بها في ذلك امكان فاستقرت به. يمتد الركام الجليدي، وهو عبارة عن خطوط طويلة من الأحجار عادة حول أو داخل الأنهار الجليدية، عبر صفحة الأرض بعيداً عن أي من الأنهار الجليدية المتدفقة. تصبح المساحات العظيمة التي تحتوي على الصخور القاحلة ملساء أو بارزة بفعل الأخاديد الطويلة. ذكر إسمارك أن هذا التأثير جاء نتيجة الأغطية الجليدية المتحركة والممتدة لسافات شاسعة، حينما كان العالم أكثر برودة. كما أن الأنهار الجليدية أيضا شقت أودية عميقة جدا داخل الصخورعلى طول الساحل، ثم فاضت بعد ذلك بالبحار المرتفعة لتكون فيورد - وهو خليج بحري ضيق بين الصخور العالية. يبدو وأن ذلك من الأمور القهرية التي طرأت على العالم في ذلك الوقت.