جيرولامو فراكاستورو
اكتشاف جيرولامو فراكاستورو للجراثيم
لقد كانت إيطاليا مليئة في القرن السادس عشر برجال النهضة الأوروبية - 1041 ) وهم رجال قد ألموا بجميع المهارات والمعرفة الخاصة بكل أنواع العلوم والفنون)، ولقد كان ليوناردو دافنشی واحدا من بين العظماء الكثيرين الذين ظهروا في هذا القرن، ومن هؤلاء العظماء أيضا العالم جيرولامو فراکاستورو. وعلى الرغم من أن هذا العالم كان يشتغل بالطب ؛ فإنه كتب أيضا الشعر وقدم بعض الأعمال الموسيقية وأصدر بعض الكتب في مجال الجغرافيا والفلك واللاهوت. وكان فراکاستورو صديقا حميما الكبار رجال الدولة في عهده.
لقد ولد هذا العالم في فيرونا وتلقى تعليمه في (بادیو)، حيث كان مع كوبرنيكس في فصل دراسي واحد وأصبح من أصدقائه المقربين. وعندما وجد بعض الأفراد الذين كانوا يقومون ببناء قلعة جديدة في فيرونا بعض الحفريات على شكل أصداف سمك في بعض الصخور، وضح جيرولامو وجهة النظر التي أثارت الكثير من الجدل (والتي يشاركه فيها أيضا دافنشي) والتي تقول إن هذا الصدف هو عبارة عن بقايا حيوانات كانت تعيش في هذه المنطقة من قبل.
لقد شملت أعمال هذا العالم على نظرية الجراثيم والميكروبات الخاصة بالأمراض، وذلك للمرة الأولى أي قبل أن يتم اكتشاف هذه الكائنات بمائة عام (1673) وقبل أن يقدم العالمان لويس باستور وروبرت كوخ نظرياتهما في هذا المجال بحوالي 300 عام (1876). ولقد لاحظ فراكاستورو أن العدوی تنتقل بسرعة كبيرة بين الناس والحيوانات روشهد هذا العالم أحد الأوبئة التي أصابت أرجل وفم الماشية المحلية). كما اقترح فراکاستورو عام 1546 أن مثل هذه الأوبئة يتم حملها عن طريق "جذور المرض" المقصود بها البكتريا التي يصاب بها الإنسان عن طريق الانتقال المباشر أو تلويث الملابس والأدوات أو حتى عن طريق الهواء. وقد توصل فراكاستورو إلى هذه الاكتشافات في الوقت الذي كان يرى الناس أن مثل هذه الأوبئة نتيجة غضب الخالق على شر الإنسان وسوء تصرفاته.
لكن، لم يتمكن فراکاستورو من تقديم الأدلة التي تدعم آراءه، فقد كانت هذه الآراء مجرد تأملات لم يقبلها الكثير. ومع ذلك، فقد اقتنع البابا بوجهة نظره وبآرائه وقام بالفعل بنقل مجلس المدينة عام 1545 إلى مدينة بولونيا لتجنب الإصابة بإحدى العدوى ، التي شخصها بعد ذلك على أنها مرض التيفوس.
لقد قام فراكاستورو عام 1530 بتأليف قصيدة تتحدث عن أحد الأمراض الفرنسية، وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وهو المرض الذي يطلق عليه الآن مرض الزهري وجاء هذا الاسم نسبة إلى عنوان القصيدة. وبعد مرور حوالي أربعة قرون، وصفت الجريدة الطبية The Lancet هذا العالم في السطور التالية : "لقد نشر فراكاستورو معرفة واسعة في مجال الطب وقدم العلاج لعدد من الأمراض التي ظهرت في أوروبا التي تفشت فيها الأمراض والأوبئة في هذه الفترة".