جون ري
جون راي (بالإنجليزية: John Ray) زميل في الجمعية الملكية، هو عالم طبيعة إنجليزي (29 نوفمبر 1627 - 17 فبراير 1705)، يشار إليه على نطاق واسع من الآباء الأوائل لعلماء الطبيعة الإنجليز. كتب اسمه جون وري حتى عام 1670. ومنذ ذلك الحين استخدم «ري» بعد تأكده أن عائلته استخدمته من قبل. نشر أعمالًا مهمةً في علم النبات وعلم الحيوان واللاهوت الطبيعي. كان تصنيفه للنباتات في كتابه تاريخ النباتات «هيستوريا بلانتاروم» خطوة مهمة نحو علم التصنيف الحديث. رفض ري نظام التقسيم الديكوتومي الذي يصنف الأنواع وفقًا لنظام مسبق قائم على إما/أو النوع، وبدلًا من ذلك صنف النباتات وفقَا لأوجه التشابه والاختلاف التي نشأت عن المراقبة. ري من بين الأوائل الذين حاولوا تعريف مفهوم الأنواع بيولوجيًا.
العمل
أمضى ري معظم وقته في دراسة التاريخ الطبيعي في كامبريدج، وهو موضوع شغله طوال حياته. عندما وجد ري نفسه غير قادر على تأييد ما هو مطلوب في «قانون بارثولومو أو قانون التوحيد» لعام 1662، استقال مع 13 من زملائه الآخرين في الكلية في 24 أغسطس 1662 بدلًا من ذلك أقسموا على إعلان العصبة الرسمية والعهد والتي لم تلزمهم بما أقسموا به. اقتبس توبياس سموليت السبب المعطى عن كاتب سيرة ري ويليام ديرهام:
«السبب في رفضه لم يكن (يقول كاتب سيرته) مثلما تصور البعض، فهو قُبل في عصبة الرسمية والعهد، لذلك لم يهتم، وأعلن عن اعتقاده أنه قسم غير قانوني غالبًا، ولكن لا يستطيع أن يقول لأولئك الذين أقسموا اليمين أنه لا يوجد أي التزام عليهم لأنه يخشى من احتمال حدوث ذلك».
اتفقت وجهات نظره الدينية عمومًا مع تلك التي فُرضت في عهد استعادة تشارلز الثاني للحكم في إنجلترا، واستمر (على الرغم من انشقاقه من الناحية الفنية) كعلماني في كنيسة إنجلترا الحكومية.
من هذا الوقت فصاعدًا يبدو أنه اعتمد بشكل أساسي على سخاء تلميذه فرانسيس ويلوبي، الذي جعل ري رفيقه الدائم أثناء إقامته. رتب ويلوبي بأن يحصل ري على 6 شلن في السنة لتعليم ابنَي ويلوبي بعد وفاته.
بدأ ري مع ويلوبي وتلاميذ آخرين (فيليب سكيبون وناثانيل بيكون) في ربيع عام 1663 جولة عبر أوروبا، عاد منها في مارس 1666 مفترقًا بذلك عن ويلوبي في مونبلييه، وواصل الأخير رحلته منها إلى إسبانيا. قام ري فيما سبق بثلاث رحلات مختلفة (1658، و1661، و1662) عبر الجزء الأكبر من بريطانيا العظمى، وحرر جورج سكوت عام 1760مختارات من مذكراته الخاصة بهذه الرحلات تحت عنوان مسارات السيد ري. نشر ري بنفسه تقريرًا عن سفره الخارجي عام 1673 بعنوان «ملاحظات طبوغرافية وأخلاقية وفيزيولوجية جُمعت عبر جزء من البلدان المنخفضة: ألمانيا وإيطاليا وفرنسا». عاد ري وويلوبي من هذه الجولة مثقلين بالمجموعات، والتي قصدوا بها وضع أوصاف منهجية كاملة لممالك الحيوانات والنباتات. تولى ويلوبي الجزء الأول ولكنه توفي عام 1672 تاركًا تحرير علم الطيور وعلم الأسماك لري، في حين استخدم ري المجموعات النباتية كأساس لكتابه «طريقة جديدة لترتيب النباتات» ولرائعته «التاريخ العام للنباتات» (ثلاثة مجلدات في الأعوام 1686 و1688 و1704). وصف النباتات التي جمعها في رحلاته إلى بريطانيا في «فهرس نباتات إنجلترا» عام 1670، والذي شكل الأساس للنباتات الإنجليزية لاحقًا.
انتخِب ري زميلًا في الجمعية الملكية في عام 1667، وفي عام 1669 نشر هو وويلوبي ورقة حول التجارب المتعلقة بحركة النسغ في الأشجار. قدم بحثًا لفرانسيس جيسوب عن حمض الفورميك إلى لجمعية الملكية عام 1671.
نشر ثلاثة مجلدات عن الدين في تسعينيات القرن التاسع عشر، أكثرها شعبية هي حكمة الله متجليةً في أعمال الخلق (1691)، وهي مقالة تصف الدليل على أن كل ما في الطبيعة والفضاء من إبداع الله مثلما يؤكد الكتاب المقدس. انتقل في هذا المجلد من تسمية وفهرسة الأنواع مثل خليفته كارل لينيوس. وبدلًا من ذلك نظر ري في حياة الأنواع وكيف عملت الطبيعة ككل، مع إعطاء الحقائق التي تعتبر برهانًا لإرادة الله المعبر عنها في خلقه للجميع «ما يُرى وما لا يُرى» (الرسالة إلى أهل كولوسي 1: 16). أعطى ري وصفًا أوليًا لعلم تحديد أعمار الأشجار، موضحًا كيفية حساب عمر شجرة المران من حلقاتها.
توصل جون راي إلى وجود الخالق من خلال الطبيعة
كان للإنجليزي جون راي دوره الرائد والبارز كعالم طبيعة في ذلك الوقت. ولمدة حوالي أربعين عاما منذ عام 1660، قام راي بإصدار دراسات منهجية تفصيلية حول النباتات والثدييات والأسماك والحشرات والتي قام بتجميعها على نطاق واسع في إنجلترا وأيضا في أوروبا. ولقد اكتسب راي حبه للطبيعة من والدته التي كانت طبيبة تداوي بالأعشاب.
لقد كان لعمله البارز سمعة طيبة وتأثير قوي. وكان راي ضمن أعضاء الجمعية الملكية ولكن هدفه الرئيسي في الحياة كان تعظيم الخالق من خلال دراسة الخلق. ولقد رأى راي أن كل شيء في الطبيعة دليل واضح على قدرة الخالق وإبداعه وعظيم صنعه. ولقد وضح رأي آراءه في عام 1991 في كتابه المعروف باسم The Wisdom of God Manifested in the Works of Nature.
سعی راي إلى عمل نظام لتصنيف النباتات والحيوانات ويعكس أيضا وجود الخالق وعظيم صنعه. وللتغلب على مشكلة اللغة ، اقترح راي استخدام اللغة اللاتينية. ولقد قام راي بتحديد الأنواع أكثر مما نقوم الآن. ولقد قام راي بتصنيف النباتات المزهرة إلى قسمين نبات أحادي الفلقة ونبات ذو فلقتين) ؛ وذلك حسب عدد الأوراق التي تنبثق (ورقة أو اثنتان من البذرة النابتة. ويحتوي كتابه على وصف له 18000 نوع من النباتات. هذا ، وقد شجع عمله في مجال الطبيعة أجيالا من علماء التصنيف من بينهم العلامة الكبير كارل لينين في عام 1730.
في عهد راي، أثار علماء الطبيعة جدة حول موضوعات خاصة بالطبيعة وأصل الحفريات - التي كان يتم التنقيب عنها بشكل متزايد - وخاصة تلك الحفريات التي تشبه النباتات والحيوانات الحالية. ويرى الكثير من العلماء أن هذه الحفريات ما هي إلا أصل كائنات الحية التي لن تعود للحياة مرة أخرى أو بقايا مخلوقات هلكت نتيجة الفيضان العظيم. ذهب راي إلى نفس ما ذهب إليه العالم نيقولاس ستينو في عام 1667 حيث اعتقد أن مثل هذه الحفريات كانت في الأصل كائنات حية، ولكن لم تهلك جميعها نتيجة الفيضان. وشأنه شأن دافنشي في عام 1517، تساءل راي: لماذا جرف الفيضان هذه الحفريات تحت الأرض وليس بعيدا عنها؟ ولماذا تم ترسيب هذه الحفريات في صورة طبقات وليس بشكل عشوائي؟
في نهاية حياته، كان راي يتساءل عما إذا كانت هذه الحفريات تمثل المخلوقات التي نقرضت على مدار السنين أو لا. ونجد أن هذه الفكرة تتحدى رؤية راي الخاصة بالخلق كامل، ولكنها مهدت الطريق لأفكار جديدة عن عمر وتاريخ الأرض.
إسهامات جون راي في علم التصنيف
أسهم عالم الطبيعة الإنجليزي جون راي (١٦٦٠) بالكثير في علم التصنيف، ففي كتابه الذي صدر بعنوان In Historia Plantarum في أربعة مجلدات من عام ١٦٨٦ فصاعداً، قام بفحص النباتات الموجودة في كل أنحاء العالم وقام بتصنيفها حسب الخصائص المختلفة لها. ونجد أن تعريفه المعروف للنوع بأن: "كل كائن حي يقوم فقط بإنتاج النوع الذي ينتمي إليه" يظل مفيداً وذا أهمية كبيرة حتى وقتنا هذا.
استخدم راي نظام التسمية الثنائية لتسمية الأحياء الحيوانية والنباتية على حدٍ سواء فقد أطلق على كل من الأسود والنمور والقطط الأليفة أسماء ثنائية توضح أن تلك الحيوانات ترتبط ببعضها البعض، لكن اسم النوع هو الذي يجعل كلا منها مميزاً عن الآخر. ظهر نظام راي الخاص بتصنيف الحيوانات في عام ١٦٩٣ . ويقوم هذا النظام باستخدام سمات مثل أعداد الأسنان وأصابع القدم لمعرفة أكثر الحيوانات ارتباطاً ببعضها البعض.