جنوح

الجنوح أو الجُناح (بالإنجليزية: Delinquency) حرفياً هو إثم و جرم، أو إخلال بالواجب، ولذلك لا تنص القوانين على تعريف دقيق محدد له. ومع ذلك، فعندما يخصص للإشارة إلى جناح الأحداث، نجد المصطلح يتسع ليغطى طائفة عربضة من أنواع السلوك، بدءاً من السلوكيات التى تعد خروجاً على القيم المحترمة (كالإزعاج الناجم عن تجمع المراهقين، والهروب من المدرسة) انتهاء بالجرائم البسيطة أو تلك التى قد تصبح أحياناً خطيرة (كسرقة المحلات، أو تحطيمها والدخول إليها، وسرقة السيارات).

والنظرة التقليدية إلى الجانح تتمثله عادة ذكراً من سكان المدن، ينتمى إلى الطبقة العاملة فى الغالب، ويقع فى الفئة العمرية بين 12 - 20 عاماً، وبجمع بين عدة أنماط من السلوك غير الاجتماعى، وعضو فى عصابة، وله سوابق فى مجال إزعاج السلطات، ولذلك يغلب أن يكون مجرماً عائداً. حيث أثبتت الشواهد الإحصائية أن نسبة كبيرة من الجرائم الخطيرة (التى جرى فيها توجيه اتهام وعرض على القضاء) قد ارتكبها أناس فى مثل هذه الفئة العمرية، ولهم باقى السمات التى سلف ذكرها لذلك، تعد "مشكلة" الجناح — من ناحية - واحدة من تلك المشكلات التى تبدو دائما شديدة الوضوح، ومن ثم تتطلب تفسيرات واضحة كذلك. وكنا نلاحظ — من ناحية أخرى - أن التراث السوسيولوجى و المداخل التفسيرية وفيرة، وهى تعتمد على سبيل المثال، على نظريات متعددة مثل نظرية الأنومي ومدرسة شيكاغو، ودراسات العصابات (الزمر المنحرفة)، وتيار الانحراف، ونظرية تضخيم الإنحراف ونظرية المخالطة الفارقة، وبناء الفرصة المتباينة، والذعر الأخلاقى، ونظرية الثقافات الفرعية. كذلك قدم علم النفس والطب النفسى عدة مداخل أخرى أسهمت فى دراسة الجناح. ومن العوامل التى اعتبرت مؤثرة فى هذا الصدد: الحرمان من الأب، أو الحرمان من الأم، ومقابيس الذكاء و الشخصية (قد عولجت هذه الموضوعات أيضاً فى مواد مستقلة فى هذه الموسوعة). وكثيرا ما كان يعتقد أن مشكلة الجناح طارئة ومستحدثة أو أنها تتفاقم مع الأيام، رغم أن المجتمع البريطانى والأمريكى قد شهدا فى أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين موجات مماثلة من الجناح.

وقد قدم بيرسون، هوليجان فى كتابه: تاريخ المخاوف الجديرة بالاهتبام، عام 1983، عرضا ممتازاً لهذا الميدان). غير أنه يلاحظ أن الدراسات التى اهتمت بالشباب الجانح فى الماضى قد أهملت إلى حد بعيد مشكلات الانتماء السلالى، والنوع فى علاقتها بالانحراف. وقد تم بعد ذلك تدريجيا تدارك ذلك التقصير.