جمعة الكرامة
جمعة الكرامة هي الجمعة الموافقة لتاريخ 18 مارس 2011 م.. وفيها وقعت مجزرة ساحة التغيير في صنعاء التي راح ضحيتها 52 شهيدا ومئات الجرحى من الشباب المعتصمين في الساحة ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح
البداية
تأثرا بنجاح الثورتين التونسية والمصرية واستمرارا للاعتصامات التي نفذها الشباب منذ 3 فبراير 2011 م في عدة محافظات يمنية أهمها صنعاء وتعز والحديدة وعدن وإب تجمع المعتصمون بإعداد كبيرة كعادتهم في كل جمعة إلى ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة التي كانت قيادات الثورة الشبابية قد أسمتها من قبل بجمعة الإنذار ثم تغير اسمها إلى جمعة الكرامة عقب المجزرة.
و سبق جمعة الانذار تصريحات عدائية من قبل بعض الساكنين في الحارات جوار الساحة بتهديد للمعتصمين عبر مقابلات بثتها قناتي اليمن وقناة سبأ الرسميتان فيما صرح الرئيس صالح وبعض أركان حكمه بحق المتضررين من سكان تلك الحارة بدفع الضرر عن أنفسهم.. بينما أكد المعتصمون أنهم على وفاق مع سكان الحارات المجاورة وأنهم يؤيدونهم وأنا ما يبثه الاعلام الرسمي ما هو الا مجرد تظليل وتأليب للسكان عليهم للضغط عليهم للخروج من الساحة التي تقع في منطقة الدائري وجامعة صنعاء.. وهدد المعتصمون بنقل الاعتصام إلى ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة التي يقيم فيها الرئيس صالح بعد أن كان أنصار صالح قد منعوهم من الاعتصام في ميدان التحرير وسط العاصمة, الذي سيطر عليه أنصار الرئيس وأقاموا فيه خيام اعتصام دعما للشرعية الدستورية كما يقولون وللرئيس صالح.
المجزرة
كان اهالي الحارات المجاورة للساحة قد بنو حواجز من الطوب تفصل شوارع الحارات عن الساحة منعا لتمدد المعتصمين وتوسيع ساحتهم كما حدث في الجمعة التي سبقت جمعة الكرامة.. وبعد الانتهاء من صلاة الجمعة حدثت مناوشات بين المعتصمون وبعض المسلحين (قال النظام أنهم من أهالي الحارات وقال المعتصمون أنهم بلاطجة وحرس جمهوري يرتدون ملابس مدنية) وقام هؤلاء بحرق مجموعة من الاطارات من خلف جدران الحواجز (من جهة الحارات) وبعد اعتلاء الدخان الكثير تم إطلاق النار من خلف الدخان بإتجاه المعتصمين من خلف الحواجز وكذا من فوق أسطح بعض البنايات المجاورة للساحة ومنها بيت محافظ المحويت الذي استطاع المعتصمون فيما بعد اقتحامه وقاموا بتخريبة وهدمة انتقاما للضحايا.. وقد تركزت الاشباكات في محيط الساحة من جهة شارع الرباط وشارع عشرين وجولة المركزالطبي الإيراني.
الضحايا
كانت مجزرة جمعة الكرامة أبشع مجزرة تشهدها اليمن في تاريخها الحديث.. ليس لعدد الضحايا وانما لبشاعة طريقة القتل والذي نقلته قناة الجزيرة مباشرة على الهواء.. حيث كانت معظم الاصابات في الرأس والرقبة والصدر مما دل على أن عملية إطلاق النار كانت عملية قنص منظمة..و لم تكن مجرد طلقات عشوائية.. وقد كانت الاحصائية : مقتل 52 شهيد وجرح 617 آخرين.
تداعيات المجزرة
مدن اليمن : ساد الغضب محتلف مدن اليمن وخرجت المظاهرات العفوية تنديدا لما حصل في عدة مدن يمنية ومنها مدينة عدن التي انطلقت الدعوات من مأذن مساجدها للخروج تنديدا لما حصل في صنعاء..
الرئيس صالح: وبسبب هذا الغضب العارم خرج الرئيس صالح في مؤتمر صحفي قصير نفى تهمة قتل المتظاهرين عن قوات الأمن أو الحرس الجمهوري واتهم سكان الحارات المجاورة للساحة بأنهم وراء ما حدث..كما قدم تعازية للشعب اليمني في الضحايا وأعتبرهم شهداء الديمقراطية ودعاء إلى حداد رسمي على أرواحهم، كما أعلن الرئيس صالح فرض حالة الطوارئ لمدة شهر تبدأ من يوم اقرارها من البرلمان.
المعارضة : كما عبرت المعارضة عن غضبها وتنديدها بالمجزرة وقالت أنه لم يعد هناك مجال للتوصل إلى تفاهم مع النظام، وأدان الرئيس الدوري للتحالف ياسين نعمان الهجوم على المتظاهرين في صنعاء واعتبره "جريمة" ودعا الرئيس إلى التنحي. كما حدثت سلسلة انشقاقات في الجيش اليمني, وأعلنت المعارضة أنها ستزحف في الجمعة التالية نحو القصر الجمهوري للقبض على الرئيس ومحاكمته.
تنديدات دولية : كما توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالقمع الدامي للاحتجاج مطالبة بالسماح بسير المظاهرات السلمية. ودعت جميع الأطراف اليمنية للتحاور للوصل بالبلاد إلى بر الأمان. وأتت الإدانات من الرئيس الأميركي باراك أوباما, وزارة الخارجية الفرنسية, مسؤولة الشؤون الخارجية فيالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون, وزارة الخارجية الروسية, وزارة الخارجية القطرية, تونس, الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, منظمة هيومن رايتس ووتش.
الاستقالات : وعقب المجزرة بدأت سلسلة من الاستقالات بدأها وزير السياحة نبيل الفقية ورئيس وكالة الانباء اليمنية سبأ نصر طه مصطفى وتوالت الاستقالات على استحياء إلى أن جاء يوم الاثنين 21 مارس الذي أعلن فيه اللواء علي محسن الأحمر (ابن عم الرئيس صالح) قائد الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية والرجل الأقوى في الجيش اليمني والاكثر تأثيرا عند القبائل أعلن انظمامه للثورة الشبابية ومساندته لها.. لتشكل ضربة موجعة للرئسس صالح ونظامة لا سيما بعد سيل الاستقالات التي تلى هذا الانظمام من عدد كبير من السفراء والقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام.. وكاد الجميع يوشكون على أن نهاية نظام صالح سيسقط نهائيا خلال أيام إلا أن تراجع الشباب عن الزحف بضغوط من احزاب المشترك وتدخل السعودية والولايات المتحدة وتقديم المبادرة الخليجية منح الرئيس صالح وقتا أعاد فيه ترتيب أوراقه ليستمر في صموده أمام ثورة الشباب وليضيع الشباب فرصة انجاح الثورة.
انظر أيضاً
المصادر
- الجزيرة نت
- 26 سبتمبر
- رويترز