جدعان بن مانع الحسان

الابن الثالث من حيث الترتيب للشيخ مشايخ قبيلة الأسلم مانع بن حمد بن حطاب بن دندن بن غانم بن حسان بن محمدالحسان، ولد عام1865 ميلادي، من أمه بنت الطليعة من الفضيل هذا الفخذ الذي مشاهير شيوخ وفرسان قبيلة شمر منهم ابن عجل والشريم وأبو الميخ من ال يحيا من عبدة من شمر، وهو من قاتل الفرس وقاد ضدهم تحالف يضم قبائل بني زيد والعزة في شرق ديالى من خلال المعارك والمناوشات على الحدود، وكان يصول ويجول بين القبائل وفي عهده بلغت قبيلة الأسلم عظمتها حتى أعتبره البعض العصر الذهبي للقبيلة، عقد تحالف مع الشيخ ابن حميد شيخ قبيلة عتيبة في بادية السماوة، قاتل قبيلتي الدليم وقبيلة عنزة، وكانت تخشاه السلطة العثمانية وترتهب منه بعد أن كبد الفرس الخسائر الموجعة وأضرار مادية ومواقع بالغة الأهمية بالنسبة للشاه الصفوي. وقد ورد ذكره في كتاب الجربا في التاريخ والأدب للمؤرخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، قال الأمير محمد بن أحمد بن محمد السديري:حصل اختلاف بين العاصي وبين مطنى الصديد رئيس فخذ الصبحي، فانضم آل جار الله من الجربا إلى الصديد، وانضم جدعان بن مانع الحسان شيخ الأسلَمْ إلى العاصي. فقال العاصي بهذه الَمْناسبة:

ولْدَ الَمْحَزَّمْ عاشره جَدْعَانْ... كِلِّ يَوْم يَصْفِقْ لِهْ عَرَبْ

الحرْب ثَار وذِبْحِ بهْ شِجْعَانْ... والْيَوم اخُو شَاهةْ حَرَبْ

يوضح من خلال هذه الأبيات وقائع معركة العصيبية الشهيرة في سنة 1897 م بين شيخ مشايخ قبيلة الأسلم الشيخ جدعان بن مانع الحسان الذي تحالف مع الشيخ شبرم بن دبيسان بن نهار بن عفيصان شيخ عشيرة القواسم من قبيلة الظفير من جهة وبقية شمر من عبدة وسنجارة من جهة أخرى.وفيها يقول شاعر القواسم، هذه الأبيات:

أنا أحمد اللي لمكم *** العبدي والصايح فزيع

تسعين من غوش اليمن *** بسهيلة ناموا جميع

وذات يوم تقهقرت قبيلة الاسلم من شمر في معركة حصلت في البادية الشامية عبر نهر الفرات بقيادته، وحينها تحالفت ضده كلاً من قبيلة العمارات بقيادة الشيخ فهد بيك ال هذال وقبيلة الرولة بقيادة الشيخ ابن شعلان وقبيلة الدليم بقيادة علي سليمان البكر ،فاستجار بقبيلة الكبيسات ومنهم الدريعات من قبيلة الفضول من بني لام،وكانوا يسكنون بالقرب من مدينة هيت ولما سمعوا الدليم وارسلوا على الكبيسات في طلب الشيخ ابن حسان وقبيلته الأسلم لان بينهم وبين شمر عداوه وعلى أولهم علي السليمان شيخ الدليم ورفضوا الكبيسات، ولكن صقارالفضلي الكبيسي اعترضهم ومنعهم من دخول كبيسة، ويجب من يفعل طيب بشمر ان يذكر وقال صقار هذه الابيات

ياعلي مانمشي لك الحق بالضيـف الضيف ضيف الله ولا أحد مشى به


الضيف له حق ونحمـاه بالسيـف عند المحـارم ما نهـاب الحرابـه

انتم جلوف ولابكم عرف تصريـف مثل الكديش ليا ركض جاب مابـه

والله لـولا ركبـنـا للهفاهـيـف ما نعطي البدوان عـوج الطلابـه

وقال

ثم رد صقار على محمد علي سليمان وعلى ولده علي سليمان ويذكره بالابيات بطيب شمر واهل حائل ويذكره بعادات العرب، كما يذكره بما فعله سكان كبيسة بجيش ابن سعود عندما اغارو عليهم في إحدى السنين وانتصرو على ابن سعود. حيث كان سكان كبيسة يجرحون ايدهم ويرشوها بالملح حتى لاينامون لحراسه كبيسة من جيش ابن سعود.

وهذي هي ابيات صقار الفضلي :

ياركبـا مـن عندنـا فـوق مذعـار من فوقه اغلام يوصل الهـرج منـا ويلحق قرانيص القطا حيـن ماطـار ويلفـي لبـو علـي زبـن المجنـه هديـب لحمـل الثجيـلات صـبـار وملازمـه بالضيـق مـاراغ عـنـا غير أمر سديته ياعلي عقب ما صار تبون شنـط ضيوفنـا غصـب منـا وش عذرنامن لابسات الخصر واسوار وللـي يخضبـن الذوايـب بحـنـه عند المحارب لو تشبـون بهـا نـار أخيـر وأحسـن مـن علـوم الطنـه وللي زبنـا بعالـي الـراس سنجـار والحـرب يبغـي واحـد مايتـونـى عـار علينـا ضيفنـا تمسـه النـار واسيوفـنـا بايمـانـا ينهـضـنـا تر الخوي والضيف والثالـث الجـار شبه الصلاة مابيـن فـرض وسنـه وليا عطينا ضيفنا ماضل بنـا كـار ونقعد عن زيـن المضاييـف بعنـه رجالنـا يفـرح اليـا جـوه خطـار عجلـن قراهـن حـيـن مابـركـن أول قراهـن مـن حاليـات لثمـار يسايـر طلـعـت سهـيـل وفــن وثانـي قراهـن شبـة البـن ببهـار في دلـة ريـح المسـك فـاح منـا خمس دلال حاضبـات علـى النـار ونجـر يلاعبهـن علـى كـل فـن وثالث قراهـن حايـل يـوم تنمـدار بمنـسـف دب الـدهـر مايتـونـى ماخبرت بابن سعود يوم الدخن ثـار اكفـوا فـوده مننـا بــس ونــه تسعين ليلـه وأشـب الملـح ينـدار وللـي ينـام نطيـر النـوم عـنـه صحنا عليهم صيحـة تجلـي لمـرار ميتـيـن نـقـال الفتـيـل دفـنـه وابن حميدان بنى السـور محصـار وهلهل علـى درب السلامـه وغنـى ياليت بطـن شالتـه تجافـي النـار ويجعـل مقامـه فـي نعيـم وجنـه


كان الشيخ كريماً وعفيفاً، وهناك تذكر بإنه كان مدمناً في التدخين، وفي إحدى الليالي كان يدخن على رأس تاة صغيرة مختلياً بنفسه بعيداً عن مضارب القبيلة أتت إليه فتاة من جهة هبوب الرياح وعن طريق رائحة التبغ إستدلت عليه وتمشي بغير وعي، فوصلته وأعرضت عليه نفسها مقابل أن يعطيها صرة من التبغ فلما راى ذلك بالرغم من كونه وحيداً، غضب كثيراً وكسر القليون وطير التبغ على الهوا وأقسم بإن لا يدخن بعد اليوم ووفى بقسمه مماته، بعد طعنة رمح في فخذه من يد الفارس ابن مطيرة الملقب (ذباح الشيوخ)من مشاهير فرسان الرسالين من السبعة من عنزة في معركة غير متكافئة من حيث الأعداد، وكان وقت المعركة في شتاء قارص، في أواخر شهر كانون الثاني سنة1903م وبعد ليلة توفي ودفن في مكان يقال له الذريعين وهو عبارة عن تلال صغار متقابلة ،يستدل بهما أبناء القبائل والمارين من هناك لعدم وجود علامات ثابتة غيرها البادية الشامية في محافظة الأنبار،وبعدها أصبحت المشيخة عند ابن أخيه الشيخ ذياب الحسان