جبه



قرية جبه: هي بلده تبعد 103كم شمال(غرب) مدينة حائل يبلغ عدد سكانها عشرة آلاف نسمه مساحتها تقريبا 15كم طولا و24عرضا يعود عمرها إلى الآف السنين حيث تعددت الاجيال طوال الاطوار الماضيه حيث سكنها الفرعونين ومن ثم اجدادنا العرب قرية جبه هي عباره عن منطقه رمليه وتحتوي على تضاريس صخريه مناخها يكون حار صيفا وبارد شتائا وتعتبر منطقه زراعيه لوفرة المياه الجوفيه تكثر فيها زراعة النخيل لقد عاش اجدادنا مئات السنين هنا بجوار هذا الجبل (جبل ام سلمان) وهم يجهلون انهم يعيشون بجوار كنوز اثرية لا تقدر بثمن !!. فحتى القرن الماضي لم يكن أحد يعرف شيء عن نقوش جبه الصخرية المدهشه !. لطالما الهبت والهمت اثار جبه خيال الرحاله علماء الاثار الذين زاروا هذه البلدة التي ترجع إلى عصور موغله في القدم !!. تقول الليدي آن بلنت (جبه أحد أكثر الأماكن غرابه في العالم وبالنسبة لي هي من اروع الأماكن) والليدي بلنت هي حفيدة اللورد الإنجليزي بيرون Byron وصلت إلى مدينة جبه في يناير عندما قطعت النفود الكبير في طريقها إلى مدينة حائل لزيارة ابن رشيد حاكم حائل آنذاك ومعها زوجها ويلفريد Wilfrid ربما لشراء بعض الخيول العربية الاصيله ذات الشهرة العالمية التي كان يمتلكها ابن رشيد. وصلت الليدي بلنت برفقة زوجها إلى جبه في يناير 1879 ميلادي وهي من اوئل المستكشفين الغربيين الذي حطوا رحالهم في هذه المدينة. وبالرغم من أن الليدي بلنت وزوجها لم يكونوا علماء جيولوجيا (علم طبقات الأرض) الا انهم استنتجوا للوهلة الأولى ان موقع جبه هو عبارة عن بحيرة مندثره منذ آلاف السنين (يقال ان الجزيرة العربية في العصور السحيقه كانت عباره عن سهول معشوشبه (سافانا) وانه نتيجة عوامل مناخية تحولت تدريجيا إلى الجفاف والتصحر).لقد كان المستكشفين وعلماء الاثار الغربيين لا يعيرون اي اهتمام سوى للمخطوطات والحفريات الاثاريه ويتجاهلون تللك النقوش الصخرية (التي هي النمط الاثري الموجود في جبه) ولكن الآن حصل العكس فهذه النقوش المنحوته على الصخور تعتبرمن الادلة الاثاريه الدامغه والحاسمه لوصف العصور الموغله في القدم. وبعد قرن تقريبا من زيارة الليدي بلنت عرف علماء الاثار اهمية جبه التاريخيه، فأرسلت الحكومه السعودية أول بعثه اثريه لمسح موقع جبه (جبل ام سلمان والمنطقه المحيطه به) وذلك في عام 1976 ميلادي وقامت هذه البعثه بتسجيل وتصوير آلاف النقوش الصخريه..

لقد وجد علماء الاثار ادله على وجود اربع عصور استيطان بشري في جبه تعود إلى العصر الحجري الوسيط اي قبل ثمانين الف إلى ثلاثين الف سنه مضت !! ووجد العلماء كذلك ادلة على العصر الحجري الحديث. تمثل الاثار الموجودة وهي عبارة عن نقوش صخريه مشهدا غنيا جدا ومثيرا للدهشة فهي تمثل صور لحيوانات كانت متوحشه وتم ترويضها وتدجينها مثل الجمال والبقر والكلاب. وتشير بعض النقوش إلى تحول المجتمع من مجتمع صيد بدائي إلى مجتمع زراعي بدائي وتشير النقوش إلى ان أول ماكن تم فيه ترويض وتدجين الجمال (البعارين) كان في شمال الجزيرة العربية وليس في جنوبها، فهناك آلاف النقوش الصخرية للجمال (البعارين) في الجزيرة العربية ولكن تلك النقوش الصخرية في جبل ام سلمان في جبه تعتبر أقدمها على الإطلاق (يبدو أن الجمال كانت حيوانات متوحشه تعيش في البراري والسهول المعشوشبه في تلك الازمنه الغابره). ويعود تاريخ بعض النقوش الصخريه إلى اربعة آلاف سنه إلى الوراء اي بدايات العصر البرونزي. ومعظم هذه النقوش هي نقوش ثمودية واحدث هذه النقوش يعود إلى ثلاثة آلاف سنه !!!!!!، فالنقوش الصخريه في جبه هي من أقدم النقوش الصخرية في الجزيرة العربية والشرق الأوسط بلا منازع !!! يقول الدكتور العلامه مجيد خان ابرز خبراء العالم في النقوش الصخريه والذي قضي ثلاثين سنه يدرس هذه النقوش الصخريه وهو يعمل مستشار لوكالة الاثار والمتاحف يقول (: ان النقوش والمنحوتات الصخريه خصوصا الثموديه الموجودة في الجزيرة العربية كانت هي وسيلة للتواصل قبل أن يعرف الناس الكتابه أو حتى الحروف الابجديه وهي تعتبر الطور الجنيني الذي تطور فيما بعد وظهرت الحروف الهجائيه باشكالها البدائيه انتهى كلامه. ان هذه النقوش الصخريه المذهله ليست عبثيه ولكن كانو يستخدمونها للتعبير عن مشاعرهم وأحوالهم وما يجري حولهم وهذه النقوش بالتاكيد لا دلالات وهي بالنسبة لنا في منتهى الاهمية الآن. فهذه النقوش والمنحوتات الصخريه المذهله في جبه تشير إلى امور في غاية الاهمية فالبعض منها يشير إلى الهه يعبدونها ربما تكون الشمس أو أحد الاجرام السماويه وبعض النقوش يقدم نصيحه وإرشاد أو تحذير معين وبعضها الاخر ينعى بعض الاحبه الذين فقدو بسبب الموت وبعضها الاخر يذكر الاحبه والولع بهم وبعض النقوش يشير إلى اساطير موغله في القدم وبعض النقوش يشير إلى ملكية موقع معين.

تعتبر جبه من أقدم أماكن الاستيطان البشري على وجه الأرض وهذه النقوش الصخريه لا تقدر بثمن !. ان اي تخريب أو ضرر لهذه النقوش الصخريه هو خساره كبرى لا يكمن تعويضها باي ثمن (لانه يستحيل ترميمها مثل بقية الاثار) فهذه النقوش هي جزء من الارث البشري الذي ربما لا زال مجهولا !.

اري انه يجب حماية هذه النقوش الصخريه، بل ارى ان يزج في السجن اي شخص يتعرض لها بالضرر !! مع العلم ان هذا النوع من النقوش ليس موجود في جبه فقط ولكن منتشر في أنحاء من شمال الجزيرة العربية ولكن موقع جبه يعتبر هو أقدمها واضخمها وهنا تكمن اهميته. والله اعلم !!. تقع مدينة جبه على اطراف المملكة الثمودية التي يقع مركزها في مدينة الحجر (مدائن صالح) حاليا التي تبعد حوالي عشرين كيلو عن مدينة العلا. وبالتالي نستنتج ان جبه ربما تكون جزء بعيدا من المملكة الثموديه. كان الثموديين يسكنون في مايسمى الآن شمال الجزيرة العربيه وكانوا يسكنون داخل الجبال حيث كانت مساكنهم فلم يعرفو (النمط الحالي المدن والقري) ولهذا كانوا بارعين جدا في نحت الجبال !! وكانوا مسلمين !!! ولكن مع مرو الايام والسنين انتشر الشرك وعبادة الاوثان بينهم واصابهم الكبر والغطرسه بقدرتهم على نحت الجبال (لانهم كانوا هم فقط من تللك الشعوب القادرين على ذلك) ولذا ارسل الله اليهم رجلا ثموديا منهم وهو النبي صالح عليه السلام واسمه الكامل هو صالح بن عبيد بن آسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود بن عامر بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام وقد بعث الله سيدنا صالح في (سنة 2100 قبل الميلاد تقريبا) وكان مكان بعثته مدينة الحجر مداين صالح الآن.ولكن للاسف رفض الثموديين دعوته بشده وطالبوا بمعجزه (على سبيل التعجيز والمراوغه !) فاخذ منهم عهدا ووعدا بان يؤمنوا به إذا جائهم بمعجزه وان الله سوف يعذبهم عذاب شديد إذا كفروا !، وبما ان الثموديين هم أول من قام بترويض وتدجين الجمل العربي !! (ولكن كان هناك الكثير من الجمال المتوحشه ربما عددها كان بالاف !) وكان الجمل العربي يمر من فترة الوحشيه إلى مرحلة الاستئناس والتدجين وكان هذا الامر بالنسبة لهم شيئا مذهلا وغير مسبوق فكانت المعجزه التي ايد الله بها نبيه صالح هي (الناقه) وكانت هذه الناقه تاخذ بالبابهم وعقولهم !! ولكن هذا لم يعجبهم ! فاستمروا على عصيانهم وشركهم ولم يؤمن مع صالح الا القليل، فعقروا الناقه فمنع الله عنهم المطر لمده وكان هذا بودار العذاب واخبرهم سيدنا صالح عندما عقروا الناقه ان الله سيعذبهم وكانوا يسخرون من ذلك، فلما منع المطر عنهم وفي أحد الايام تلبدت السماء بغيوم شديده فظن الثموديين انها علامات على قدوم الأمطار فزاد استهزائهم وسخريتهم واستمر هذا التلبد الشديد للسماء بالغيوم لعدة ايام !! فكان سيدنا صالح مكان للسخريه بين جميع الثموديين حتى الذين في مدينة جبه !! وعندما حانت ساعة العذاب نشر الله في قلوبهم الرعب من تلبد السماء بالغيوم فعذبهم الله بالصاعقه ولا يمكنني التكهن كم ساعه أو يوم استمرت هذه الصاعقه الرهيبه !! ولكن هناك احتمال قوي ان جبه تعرضت للصاعقه السماويه !! فادرك القوم العذاب ولكن كان الوقت متاخر جدا !! وانجى الله سيدنا صالح ومن آمن وكانوا قليل. يبدو أنه من الصعب التكهن في نمط هذه الصاعقه الرهيبه ! ولكن بالتاكيد انها نزلت من السماء وكانت نتائج هذا العذاب الصاعقه (راجع صورة الاعراف) ان تعرض الثموديين للانقراض فمن المعلوم ان الثموديين هم من العرب البائده !! (لقد ابادهم الله نتيجة عتوهم والعياذ بالله) فأصبحوا اثرا بعد عين !!، ولم يبقى منهم الا آثار مساكنهم واطلالهم التي منها جبه !! لقد مضى على عذاب الثموديين حوالي (4000 سنه) اربعة آلاف سنه ولكن الله سبحانه ابقى لنا مساكنهم وآثارهم لتكون لنا موعظه وتذكره !!! (فيارب ارحمنا !!) وبكى الرسول محمد لما مر بالحجر عندما فتح تبوك ,