جبلة (العراق)

مدينة جبلة" مدينة "عراقية" تسمى باسم ناحية المشروع والمشهورة بجبلة لوجود مجموعة من التلال الأثرية العائدة إلى الحقبة البابلية، اما اسم جبلة فهو يعود إلى كونها تحتوي على تلال فيها اثار تعود إلى أكثر من اربعة آلاف عام قبل الميلاد يتوسطها "أحد المقامات التي تعود إلى "إبراهيم الادهم" أحد المتصوفة أو بما تسمى "تل كوثى". يعتقد بعض التاريخيين ان هذه المدينة هي مولد النبي إبراهيم (عليه السلام)وفي الآونة الاخيرة ازدادت الدراسات حول هذه المدينة لمكانتها التاريخية ومن هذه الدراسات كتاب الاستاذ الدكتور كريم مطر حمزه الزبيدي الاستاذ في جامعة بابل وعنوان الكتاب كوثى ماضيها وحاضرها تاريخ جبله حتى عام 2010 قسم التاريخ جامعة بابل الذي طبعت الطبعة الاولى منه وينتظر طباعةالطبعة الثانية قريبا، وفي هذا الكتاب تناول تأريخ هذه المدينة التي كانت تسمى تاريخيا باسم كوثى وكانت احدى القرى التابعة لمدينة بابل في العهد البابلي القديم ومما يدل على ذلك وجود اثار تعود إلى هذا العهد في هذه المدينة باعتراف علماء الاثار، ومما تطرق له هذا الكتاب هو تطور هذه المدينة في العهد الحالي ووجهاء المنطقة وقدماء الحلاقين والعشائر التي تسكن فيها ووجهاء العشائر وتطرق إلى معلومات تفصلية عن هذه المدينة. خارطة المنطقة التاريخية موجوده في موقع الجوجل، فعند النقر على خارطة العراق وبالذات محافظة بابل فان اول مايشاهده المشاهد هو بروز منطقتين على الخارطة الرئيسة هي منطقه بابل القديمة ومنطقه تل العكير التي هي الاخرى تسمية تاريخية لمدينة جبلة في العراق او ناحية المشروع كما تسمى الان.

                                       لمحه تاريخيه عن كوثى القديمه[١]

وهي من المدن الاثريه في منطقة اكد الساميه وتعرف اطلالها اليوم ( تل إبراهيم ) تقع على بعد خمسين كيلو متر شمال شرق مدينة الحله وعلى بعد اقل من كيلو مترين من مركز ناحية المشروع (جبله) , ولكوثى ماض بعيد وقد ذكرت في التوراة مرتين تعرف كوثى بالبابليه ( كوتم ) ويمر عندها مجرى النهر القديم المسمى ( نهر كوثى ) , واشتهرت كوثى بكونها مركز عبادة الاله ( نرجال ) أله العالم الاسفل المذكور بالتوراة , وتعد مدينة كوثى من ابرز مدن بابل الشماليه قبل نهوض بابل نفسها وكانت تقع على نهر الفرات بحدود الالف الثالث قبل الميلاد وهو المجرى الشرقي القديم المعروف بمجرى كوثى ( قبل ان يتغير مجراه إلى موقعه الحالي ) الذي يسير بمحاذاة نهر دجله وكان هذا المجرى يعرج من منطقه تقع حوالي منتصف الطريق بين الفلوجه والمسيب , ان اهمية مدينة كوثى تأتي كونها مركزأً مرموقاً للفكر الديني وألهها الخاص نركال كان له معبد عظيم ( أي – ميسلام ) .

كوثى إبراهيم الخليل (ع) [٢]

كوثى في ثلاثة مواضع في سواد العراق في ارض بابل وبمكه وهو منزل بني عبد الدار , وكوثى العراق كوثيان احداهما كوثى الطريق والاخرى كوثى ربى وبها مشهد إبراهيم الخليل (ع) وبها مولده وهما من ارض بابل وبها طرح إبراهيم في النار , وينتمي إبراهيم الخليل بحسب رواية التوراة إلى القبائل الارامية وهي قبائل عربية نزحت من موطنها الاصلي في جزيرة العرب واستقرت على ضفاف الفرات في سوريا ثم نزلت بعض اسرها إلى العراق ومن جملتهم اسرة إبراهيم الخليل فاذا اخذنا بما توصل اليه العلماء حول تاريخ هجرة الاراميين , فتكون اسرة إبراهيم الخليل قد جاءت إلى منطقة بابل في حوالي الالف الثاني قبل الميلاد , وهكذا يمكن القول ان إبراهيم الخليل كان عراقياُ بالولاده عربياً في قوميته التي ترجع إلى وطنه الاصلي الجزيره العربيه وعندما خرج إبراهيم سليما من المحرقه هرب من مدينة كوثى ولغته يومئذ سريانيه فلما عبر نهر الفرات من حران غير الله لسانه فقيل عبراني وعن اهمية كوثى قال حبر الامه عبد الله بن عباس (رضي الله عنه ) (( نحن معاشر قريش حي من النبط من اهل كوثى والاصل آدم والكرم التقوى والحسب الخلق والى هذا انتهت نسبة الناس )) .

ويبدو واضحاً ان منطقة كوثى كانت عامره ومتحضره وازدادت اهميتها عندما ظهر دين الله بين شعبها وحمل رسالة التوحيد واحد من رجالها البارزين هو إبراهيم الخليل عليه السلام , لاشك ان المدينة موغله بالقدم ومرت عليها ادوار تاريخيه عده في عدة عصور السومريون والاكديون والبابليون والفرس ومن ثم العهد الاسلامي ولذلك من الصعب على الباحث رسم صوره واحده لتاريخ كوثى لقدمها وللادوار التاريخيه المختلفه والمتعاقبه التي مرت بها ولكننا نرى ان كوثى كانت متحضره جدا ومهمه تاريخيا وعلى الباحثين والآثاريين سبر اغوارها والكشف عن كنوزها .

تتبع هذه المنطقة اداريا لمحافظة بابل و تقع هذه المدينة شمال شرق محافظة بابل، وتبعد عن مركز محافظه بابل(الحلة) 50 كيلومتر (تماما)، وتقع جنوب بغداد وتبعد عنهاحوالي 82 كيلومتر، يجاور هذه المدينة عدة مدن من الجنوب ناحية الامام وتبعد عن مدينه جبلة 16 كيلومتر ومن الشمال الشرقي قضاء الصويرة 25 كيلومتر ومن الغرب مدينتي المحاويل والمسيب بمسافات غير معروفة لاسباب ادارية حيث تم اقتطاع مسافات من مدينة جبلة والحاقها ضمن هاتين المدينتين، اما من الشمال فتحدها مدينة اللطيفية التي تمتاز هي الاخرى بطبيعتها الزراعية.

هذه المدينة معروفة بالزراعة حيث تحيط بها الاراضي الزراعية وكذلك مجموعة من الغابات وعندما يذكر اسم هذه المدينة يذكر "مشروع مسيب الكبير" الذي افتتح في عام 1956 إلى عام 1989، وكان هذا المشروع من أهم المشاريع الزراعية في العراق والشرق الأوسط حيث كان يهتم بتطوير المنتوجات الزراعية والحيوانية وكان من أهم المراكز الطبية للحيوانات. حيث يلاحظ وجود مخازن كثير، لكن بعد حرب الخليج الأولى بعام واحد انهار الاقتصاد العراقي، مما أدى إلى اغلاق هذا المشروع، وتحولت المخازن إلى ثكنات للجيش وبعد سقوط الطاغية على يد قوات الاحتلال في العام 2003 تحولت المخازن إلى مساكن عشوائية (حواسم). وما تزال هذه المخازن مسألة خلاف بين وزارتي الزراعة( شركة مابين النهرين) والبلديات والاشغال كل منها تدعي ان هذه المخازن ملك لها.

وتوجد في هذه المدينة نهر يسمى "نهر المشروع" الذي يقسم المدينة إلى قسمين ويربط الطرفين بثلاث جسور.وتتكون المدينة من عدد كبير وشاسع من المناطق الزراعيه ففي شمالها مناطق فرع الامام وفي غربها الحميري والدليمي وابي شعير والحيدري ومن جنوبها الخربانه ومن شرقها الزبيدي والعكير و الرشايد ومدينة الباقر. وتبلغ مساحتها أكثر من 892 كم حسب إحصائيات الدوله وبذلك تعتبر المدينة الأكبر مساحة من بين مدن محافظة بابل ويبلغ عدد سكانها أكثر من 120 الف نسمة حسب التتقديرات، واناسها طيبون واهل كرم ( حيث يعدون من اكرم الناس في محافظة بابل واجودهم) ومثقفون بثقافة الإسلام الاصيل وسميت عند افتتاحها سنه 1954 جبله ومن ثم حولت في زمن الطاغيه صدام إلى صداميه المشروع تضم المنطقة عدد من الوجهاء ابرزهم السيد الشهيد هيثم الحسيني الذي تم قتلة على يد فلول القاعدة وازلام النظام البعثي، وقد خرجت الكثير من المبدعين واصحاب الكفاءات ورجال العلم والدين والادباء منهم الخطيب الشيخ عقيل الحمداني والاديب المرحوم قاسم عبد الامير عجام والدكتور الشهيد علي فليح والاستاذ الشاعر طه عبيد حمدان وعشرات من الاطباء والمهندسين والاساتذه الذين ملاءوا جامعات العراق ففي جامعة بابل يوجد عدد كبير من التدريسين من هذه المدينة وخاصة في كلية التربية صفي الدين الحلي و كلية التربية ابن حيان و كلية الهندسة و كلية العلوم ...الخ ومنهم من يتولى مناصب ادارية ومناصب رفيعة في هذه الجامعة.

تعتبر مدينة جبلة غير مستقرة امنيا حيث تشهد حوادث عنف وقتل بين مدة واخرى بسبب طبيعتها المذهبية حيث انها تتألف من اغلبية شيعية تمثل مايقارب 86 بالمئه مقابل اقلية سنية تمثل مايقارب 14 بالمئة مع عدم وجود ديانات اخرى. وتمتلك مقعدين في مجلس محافظة بابل،ومقعد واحد فقط في مجلس النواب العراقي. وتفتقر هذه المدينة لعدد كبير من الخدمات الرئيسة مثل المجاري و ونقص الطرق بين مدنها الريفية حيث ان اغلب المشاريع سرقت منها لصالح مدن جنوب بابل بداعي عدم استقرارها امنيا.

مراجع

  1. ^ كوثى ماضيها وحاضرها تاريخ جبله حتى عام 2010، كريم مطر حمزة
  2. ^ http://www.kitabat.info/subject.php?id=9479

وصلات خارجية

ملف:Flag-map of Iraq.svg هذه بذرة مقالة عن موقع جغرافي في العراق تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.