جبال منجد


جبال منجد تقع جبال منجد وهي جزء من منطقة - ساق الغراب - في الشرق من منطقة جازان في المملكة العربية السعودية وتبعد عن العاصمة الإدارية (مدينة جازان) حوالي 150 كلم تقريباً ,كما أنها تبعد حوالي 12 كلم عن محافظة هروب التي تعتبر الحاضرة الأقرب لجبال منجد والمركز التجاري لجبال منجد. ويقطن في هذه الجبال قبائل أطلق عليها لقب الـحُساب وهي تنتسب إلى خولان بن عامر :

  1. بنو قراد ( القرادي ) وهي قبيلة عدنانية نسبهم يعود في الحسن بن علي رضي الله عنه عن طريق يحيى بن حسين أحد سادة الدهناء في جازان ( المخلاف السليماني قديما ً ) ولكنهم بعد هجرتهم إلى جبال منجد وبعد المصاهرات التي حدثت أستقر قراد بن يحيى بن حسين في جبل منجد وأنتسبوا إلى حلف فروذ خولان بالصيحة .
  2. بنو أحمد ( الأحمدي ) وهي قبيلة خولانية النسب ويعتبرون من القبائل القريبة لبني قراد وبينهم مصاهرات وتراحم شديد جدا ً.
  3. بنو مجهل ( المجهلي ) إحدى القبائل الخولانية العريقة التي تنتسب إلى خولان دما ً وحلفهم في فروذ خولان وترتبط مع بني قراد وبني أحمد بمصاهرات وروابط عائلية كبيرة قوية .


هذه القبائل التي قطنت منجد لفترة طويلة أرتبطت مع بعضها وتكاتفوا وكانوا على قلب رجل واحد في السراء والضراء يتقاسمون اللقمة الطيبة فيما بينهم وما زال فيهم الجار يحرص على جاره بل ويبديه على نفسه

ولشدة تكاتفهم وترابطهم أطلق عليهم لقب الـحُساب أهل الصف الواحد .

كان هؤلاء هم سكان جبل منجد

ملف:منظر لطيف للشمس وهي تداعب منزل أحد القاطنين فوق السحاب.jpg
منظر لطيف للشمس وهي تداعب منزل أحد القاطنين فوق السحاب




المناخ

جبال منجد كباقي المناطق الجبلية في المنطقة يكون طقسها معتدل طوال السنة يميل إلى الحرارة النسبية في فصل الصيف والبرودة الشديدة في الشتاء وتكثر الأمطار في موسم الربيع، وتكتسي تلك الجبال وشاحاً أخضر من الأعشاب المتنوعة تأخذ بالألباب لجمالها وروعتها كما تعانق السحب قمم تلك الجبال وتخيم عليها أغلب فصلي الربيع والشتاء تزيد البرودة في هذين الفصلين إلى درجة كبيرة ولكون المنطقة جبلية شاهقة الارتفاع فإن الهواء يأتي من كل جانب ويتحول إلى موجات من البرودة الشديدة في الربيع وإلى نسمات باردة عذبه في فصل الصيف.

التضاريس

تصنف جبال منجد من المناطق الوعرة شديدة الوعورة، جبالها شاهقة الارتفاع ووديانها سحيقة القاع والوصول إليها قديماً كان من الصعوبة بمكان، وبعد أن تم شق الطرق بمجهودات أبناء جبال منجد أصبح الوصول إليها سهل نسبياً ولكنه أيضاً حكراً على أبناء الجبل والمناطق الجبلية المجاورة لمعرفتهم التعامل في الطرق الجبلية.



       Youtube

- مقطع يوضح الطبيعة الجبلية لجبال منجد .

- مقطع أخر كذالك للطبيعة الجبلية في منجد .


بعض أهم أعمال السكان في جبال منجد

الزراعة

إشتغل سكان جبال منجد منذ القدم بالزراعة وبالرغم من وعورة الأرض إلا أنهم قاموا بتطويعها واستصلاحها حتى أصبحت صالحة للزراعة فأنشؤوا المدرجات الأسطوانية التي تشكل رسماً هندسياً رائعاً وإصلاحها لتكون صالحة للزراعة وكذلك لحفظ التربة لكون المنطقة جبلية والتربة فيها سرعة الانجراف من جراء السيول وحفروا الخزانات الأرضية لاحتواء مياه الأمطار للاستفادة منها وتعد الزراعة في جبال منجد من المقومات الأساسية لحياة الساكنين فهم يزرعون كل أنواع الحبوب مثل :

(الذرة الصفراء، الذرة الحمراء، الدخن، الشعير، البن، الموز) 

ولا يخفى على أحد القهوة الخولانية التي تتميز بأنها من أفضل وأجود أنواع القهوة العربية والأكثر طلبا ً على مستوى الجزيرة العربية .

وتكون تلك المنتوجات اكتفاء ذاتي من الحبوب كما يتم تصدير الفائض إلى الأسواق المحلية لبيعها. ومن المزروعات أيضاً الأشجار العطرية مثل :

(الفل، الكادي، الياسمين، الريحان، النرجس).

الرعي وتربية الماشية

الرعي في حياة أهل الجبال من الأمور المألوفة فالطبيعة في جبال منجد تساعد على ذلك والحياة الطبيعية الجميلة تساعد القاطنين هناك فمهنة الرعي من أصعب المهن ولكن للضرورة وطبيعية الحياة كانت بالنسبة لأبناء منجد من أفضل الأعمال التي يزاولوها الكثير وبالذات صغار السن بل ومن أخف الأعمال مقارنة بالأعمال الشاقة الأخرى مثل البناء وحرث الأرض وما إلى ذلك وبالإضافة إلى الرعي فإن تربية الماشية من الأمور المهمة التي أعتنى بها سكان جبال منجد وإلى يومنا هذا عناية خاصة، فالأبل والضأن والغنم والبقر تحظى بعناية خاصة حيث يتم الاستفادة من لحمها ولبنها وبيعها أيضاً في الأسواق ووجودها مهم في كل بيت ولا يكاد بيت يخلى منها إلا ما ندر.

البناء

كما في كل المناطق الجبلية فإن تعلم البناء والإبداع فيه ضرورة من ضروريات الحياة الجبلية فالواحد منهم يبني بيته بيده ويبني مدرجات أرضه التي يزرعها بيده وبالتالي كان من الضروري جدا تعلم مهنة البناء وقد أبدعوا فيا كثيراً وقد شيد أبناء منجد منازلهم بأيديهم وطوال السنين عملوا من تلك الجبال الشاهقة الصعبة موطناً صالحاً للسكن وبنوا البيوت الكبيرة على أشكال مختلفة جميلة منها المربعة والأسطوانية بل وتعدوا في ذلك إلى بناء أدوار عديدة ويكاد يكون غالبية سكان جبال منجد يجيدون البناء وذلك لطبيعة الحياة وضرورة تعلم البناء لبناء المساكن وتطويع البيئة الصعبة لتكون صالحة للسكن.