جايتانو موسكا

غايتانو موسكا (1 أبريل 1858 - 8 نوفمبر 1941)، هو عالم وفيلسوف ومنظر سياسي وصحفي إيطالي من مؤيدى نظرية هيمنة الصفوة. يُنسب إليه تطوير نظرية النخبة وعقيدة الطبقة السياسية وهو أحد الأعضاء الثلاثة الذين يشكلون المدرسة النخبوية الإيطالية جنبًا إلى جنب مع فيلفريدو باريتو وروبرت ميشيلز.

حياته

وُلد في صقلية 1 أبريل 1858، ونشأ وهو يستمع إلى قصص القتال بين الدولة الدينية المقدسة والدولة المدنية المستقلة، وتلقى في صباه أقاصيص الرواة عن غريبالدي وفكتور عمانويل، وهي من أعجب الأقاصيص عن العلاقة بين القائد «الدكتاتور» والملك المختار، ثم شهد القارة الأوروبية وهي تنتقل من نظام إلى نظام من أنظمة الحكم على اختلافها بين ملكية مطلقة وملكية مقيدة، وبين جمهورية وإمبراطورية، وبين انتخابية تضيق فيها حقوق التصويت إلى انتخابية تتسع فيها هذه الحقوق غاية مداها من الاتساع. وعاصر فرنسا وهي تتحول من جمهورية إلى إمبراطورية، ثم من إمبراطورية إلى جمهورية كرة أخرى، وشهد قيام الدولة الجرمانية الموحدة كما شهد قيام غيرها من الدول الصغيرة في أوروبا الشرقية، ولم تمضِ في حياته فترة دون أن يسمع بنبأ من أنباء الثورات أو الفتوح.

حصل موسكا على إجازة في القانون من جامعة باليرمو عام 1881. في عام 1887 انتقل إلى روما وتولى منصب رئيس تحرير وقائع مجلس النواب الإيطالي. بعد أن درّس من حين لآخر في باليرمو وروما، أصبح موسكا رئيسًا للقانون الدستوري في جامعة تورين عام 1896. شغل هذا المنصب حتى عام 1924، عندما استقر بشكل دائم في روما لشغل كرسي القانون العام في جامعة روما. شغل موسكا العديد من المناصب الأكاديمية الأخرى طوال حياته.

آراؤه

ذهب موسكا فى أشهر كتبه: الطبقة الحاكمة، المنشور عام ١٨٩٦، إلى القول بأن هناك بالضرورة طبقتان من الناس هما: الحكام والمحكومون، وتتسم الأولى بدرجة عالية من الثبات والاستقرار وتحظى بالامتيازات، فهى التى تتمتع بالثروة والقوة والتشريف. بعبارة أخرى، انتقد موسكا الماركسيين الذين فشلوا فى تفسير استمرارية الهيمنة، كما انتقد الليبراليين الذين افترضوا أن التحول نحو المجتمع الصناعى سوف يفضى إلى تراجع حكم الصفوة المعزولة عن الجماهير.

وبينما يمكن للطبقة الحاكمة أن تصبح غير متجانسة كنتيجة لزيادة الحراك الاجتماعى ودورة الصفوة، إلا أنها تظل بالنسبة لموسكا أوليجاركية (أى تمثل حكم الأقلية). وحتى فى المجتمعات الشيوعية، توجد حاجة تنظيمية للقيادة ومن ثم إلى هيمنة الصفوة.

وشأنه شأن روبرت ميشلز، اعتقد موسكا أن الليبرالية الديموقراطية تعد عارا، وأن مثلها تستعصى على التحقق. وهى تخفى فى الواقع حتمية هيمنة الصفوة الحاكمة. و لقد اتخذ موسكا موقفا نقديا من الدور الرمزى للقادة السياسيين على وجه الخصوص، الذين أقنعوا الجماهير لكى تؤيدهم من خلال الشعارات السياسية. ويدعم مثل هذا التبرير الذاتى هيمنة الصفوة. إلا أن موسكا أقر فيما بعد بأن المجتمع الصناعى يتكون من قوى اجتماعية متعددة، ينبغى على الطبقة الحاكمة أن تحاول على الأقل أن تستوعبها. ولا تكون هذه المجتمعات مغلقة كلية حيثما يكون هناك عدد من المصالح التى يتوجب استيعابها: ويحول هذا دون تطور بيروقراطية مركزية بصورة متضخمة. وقد اتضح بعد ذلك صعوبة الدفاع عن نظرية موسكا وتأييدها بالشواهد، لأسباب عدة لعل أبسطها أن تعريفه للطبقة الحاكمة يتسم بالغموض. (انظر كتاب ج ه ميزل (محررًا)، باريتو وموسكا، (عام ١٩٦٥).

من مؤلفاته

  • الطبقة الحاكمة.
  • تاريخ المذاهب السياسية.
  • «عناصر العلم السياسي» (سنة 1923).

انظر أيضاً