جان ماري جويو
فيلسوف فرنسي ذو نزعة حيوية ، وشاعر.
ولد في مدينة لافال سنة ١٨٥٤، لكن بسبب اعتلال صحته عاش فترة في السودان الفرنسي (مالي وانيجر حالياً).
وتوفي سنة ١٨٨٨ في مدينة منتون بفرنسا.
فلسفته
الأخلاق
نزع جوييو منزعا وضعياًوطبيعياً وحيوياً. وتركز اهتمامه على الأخلاق. وأراد أن يبنيها على النوازع الطبيعية، دون الزام ولا جزاء.
يقول جوييو: «استشر أعمق غرائزك وأكثر عواطفك حيوية، واكثر كراهياتك اعتياداً وإنسانية، نم ضع بعد ذلك ف وضاً ميتافيزيقية عن أساس الأشياء، والمصير الخاص بالكائنات وبك. أنت» («مجمل أخلاق بلاإلزام وبلا جزاء»،ص ٢ ، باريس سنة ١٨٨٥).
ويعرف الأخلاق بأنها «علم موضوعه كل وسائل ا لحافظة على الحياة المادية والعقلية وتنميتها» . و لأخلاق ذهي الملتقى الذي تتماس فيه - وتتحول باستمرار بعضها الى بعض- القوتان الكبيرتان للوجود وهما: الغريزة ، والعقل. وينبغي على لأخلاق أن تدرس فعل هاتين القوتين: الواحدة في الأخرى، وأن تسعى الى تنظيم انتأثير المزدوج للغريزة في الفكر، وللفكر والمخ في الأفعال الغريزية أو الأفعال المنعكسة» (الكتاب نفسه ص ٢٤٥).
والأخلاق التي يدعو اليها أخلاق تجمع بين لاثرة وبين الايثار. ذلك أن حياة الفرد ينبغي الى جانب ايثارها لما يقدمها، أن تفيض على الغيروتجود بما لديها من طاقة زائدة وليس هذا الفيض مضاداًلطبيعتها بل هوعلى وفق طبيعتها، بل هو الشرط في الحياة الحقة. ومثل الحياة مثل النار: لا تحافظ على نفسها إلا بالتواصل مع الغير. وهذا يصدق على العقل كما يصدق على البدن. يقول جوييو: «ان الحياة ليست مجرد اغتذاء ، بل هي انتاج وخصوبة. فالحياة، انفاق بقدرما هي اكتساب».
والمبدأ الأساسي لهذه الأخلاق هوأن «الواجب ليس إلآ تعبيراً منفصلاً عن القوة التي تنحو انى الانتقال ضرورة الى الفعل. لقد قال كنت: ٠ يجب علي ، اذن أستطيع». أما جوييو فعلى عكس ذلك يقول؟ «أستطيع، اذن يجب علي» (الكتاب نفسه ص ٢٤٨).
ويؤكد جوييو دور الغرائز في مو:جهة دور العقل، ولهذا يفسح المجال للاشعور.
وجوييو لا يمل من تمجيد الحياة والدعوة الى توسيع مداها، ومضاعفة شدتها. ومن هنا التشابه الكبير بينه وبين معاصره نيتشه، الذي لا بد أن يكون جوييو قد تأثر به.
«ان الواجب يرجع الى الثعور بقوة باطنة ذات طبيعة أسمى من سائر القوى . فالشعور باطنياً بما يقدرعليه المرء من أفعال أعظم : هذا هو أول شعور بما يفعل وبما يجب عليه أن يفعله. والواجب، من وجهة نظر الوقائع وبغض النظر عن المعاني الميتافيزيقية هو فيض من الحياة يطلب ان يتحقق وأن يبذل ذاته. وقد اسرف الذين فسروه بأنه ضرورة أو قسر وقهر. والحق انه قوة Puissance قبل كل شيء» (الكتاب نفسه، ص ٠٦ ١ ).
علم الجمال
وهذا التوكيد للحياة نجده عند حوييو في نظراته في علم الجمال أيضاً . فهو يقول : «1 ان الموضوع الحقيقي للفن هو التعبير عن الحياة»، («الفن من وجهة النظر الاجتماعية» ، ص ٥٧ باريس سنة ١٨٨٩ ، نشرة فوييه). ويقول ايضأ : «الجمال ، في جزثه لأكبر، فعل واشعاع مستمر من الداخل الى الخارج، والجمال الحق يخلق نفسه فيكلآن، وفي كل حركة من حركاته، وله الوضوح الحي، الذي للنجمة. والجمال، بغير التعبير، ربا كان-كما يقول بلزاك - خداعاً وتمويهاً» (الكتاب نفسه ص ٥٩).
«ومع ذلك، فإن الفن ليس فقط مجموعة من إلوقائع ذوات المعنى، بلهو قبل كل شيء مجموع من الوسائل الايجابية. وما يقوله يستمد قيمته في الغالب، عا لا يقوله بل يوحى به. ويثير التفكير فيه والثعور به. والفن الكبير هو الفن ال موحى المثير، الذي يعمل بواسطة الايحاء. وموضوع الفن هو احداث انفعالات تعاطف، ومن أجل هذه فإن مهمته ليست ان يمثل لنا موضوعات خالصة للاحساسات أو الأفكار، بواسطة وقائع ذات دلالة، بل ثارة موضوعات انفعالات وموضوعات حية تستطيع ان تدخله معها في مشاركة اجتماعية. فلا يهم أذن أن يكون الكاثن جميلاً، ما دمت تجعله لطيفاً في نظري. والحب يأقي معه بالجمال» (الكتاب نفسه ص ٦٦).
«والفن الكبير يقوم في إدراك روح الأشياء والتعبير عنها أعني ما يربط الفرد بالكل وكل قسم من الآن بالديمومة الأبدية» (الكتاب نفسه ص ٨٠). 8 والغتان يفهم الطبيعة همساً، او بالأحرى هي التي تفهم نفسها منه. والفن يعبر عما تزمزم به الطبيعة. انه يصرخ فيها: هذا ما أردت أن تقوليه» (الكتاب نفسه ص ٨٢) .
الدين
ويبحث جوييو مستقبل الدين في كتاب ضخم بعنوان: «عدم الدين في المستقبل: دراسة اجتماعية» (باريس، عند الناشر ألكان، سنة ١٨٨٧ ،). وفيه يؤكد انه لا مجال للدين في المستقبل، لأن العلم سيحل محله. يقول: «ينبغي ان يقوم العلم، في المستقبل، بما كان يقوم به الدين في الماضي . ينبغي عليه أن يؤمن - مع خصوبة الجن - تربيته الجنسية والأخلاقية والاقتصادية الحسنة» (الكتاب نفسم ص ٢٩٨). ذلك أنم يرى ان العلم «لم يعد متفقا مع الوحي الخارق للطبيعة ومع المعجزات التي تكون أساس الأديان» (الكتاب نفسه ص ٢ ٣٠) .
لكن ان يكون الانسان غير ذي دين أو بمعزل عن لدين ليس معناه أنه عدو للدين. «وعدم التدين في لمستقبل ممكن، مع هذا، أن يحتفظ من الشعور الديفي بما كان ظاهرا فيه من اعجاب بالكون والقوى اللانهائية المنتثرة فيه، ومن بحث عن مثل أعلى ليس فقطفردياً، بل واجتماعيا، بل وكونيا، يتجاوز الواقع الفعلي» (الكتاب نفسه ص 1٧)
ويفسر جوييو الدين بأنه «تفير فيزيائي، ميتافيزيقي، وأخلاقي لكل الأشياء، في تناظر مع المجتمع الانساني، على شكل خيالي ورمزي. انه، في كلمتين، تفسير اجتماعي كلي، ذو شكل أسطوري» (الكتاب نفسه ص111)
ويقول ايضاً: «الشعور الديني ليس فقط الشعور الاعتماد الفيزيائي الذي نجد أنفسنا فيه، بازاء كلية الأشياء. انه خصوصاً الشعور بالاعتماد النفي والأخلاقي، وفي النهاية: الاجتماعي» (ص ٧1). والشعور الديني يحدث «حين يتع الثعورباجتماعية الحياة، وهو يتع الى كلية الكائنات الواقعية والحية» (ص 1).
في تاريخ الأخلاق
ولجوييو كتابان أساسيان في تاريخ المذاهب الأخلاقية هما:
١ - «أخلاق أبيقور وعلاقتها بالمذاهب المعاصرة» باريس سنة ١٨٧٨ .
٢ - «الأخلاق الانكليزية المعاصرة»، باريس سنة ١٨٧٩.
ولا يزال الكتاب الأول من أفضل ماكتبعن مذهب أبيقور.
مؤلفاته
- 12 Morale d’Epicure 0205 525 rapports avec les doctrines, contemporaines. Paris, Alcan. 1878.
- لهساً Morale anglaise contemporaine. 02115. Alcan, 1879.
- Vers d'un philosophe. Paris. 1881.
-Problèmes d’esthétique contemporaine, Paris. 1884.
- Esquisse d'une morale sans obligation ni sanction, Paris. Alcan, ,884.
- ٠س Irréligion de !'avenir. Paris. 1887 00ا٨.
d'apres Guyau, Paris 1889.4 ed. augmentée 1901.
- G. Asian: 12 Morale selon Guyau. Paris, 1906.
- Jankelévitch: « Deux philosophes 0ع la vie: Guyau et Bergson», en Revue philosophique, vol. 97
.449 -404.م0 .(1924)
- L’Art 2لا point 0ع٧1 ع social. Paris, 1889.
- Education 1ح hérédité. Paris. 169.
- هسا Genèse de L'idée عل temps. 0215,1890.
والكتب الثلاثة الأخيرة . نثرت بعد وفاته ، نثرها
Fouillée:
■ Josiah Royce: « J ٠ M, Guyau » in his book: Studies of Good and Evil. New York, 1925.