ثبات (إحصاء)
الثبات أو الموثوقية (بالإنجليزية: Reliability) في الإحصاء والقياسات النفسية هي التطابق العام للقياس. يُقال إن المقياس يتمتع بثبات عالي في حال نتج عنه نتائج مماثلة في ظل ظروف ثابتة. «إنّه خصائص مجموعة من درجات الاختبار التي تتعلق بكمية الخطأ العشوائي لعملية القياس والتي قد تكون مضمّنة في الدرجات. الدرجات الموثوق بها للغاية دقيقة ويمكن استنساخها وثابتة عند تكرار الاختبار. أي إذا كُررت عملية الاختبار مع مجموعة من المتقدمين للاختبار، فسنحصل على نفس النتائج بشكل أساسي، وعادةً ما تُستخدم أنواع مختلفة من درجات الثبات، تتراوح قيمتها بين 0.00 (خطأ كبير) و1.00 (بدون خطأ)، تشير إلى مقدار الخطأ في الدرجات». على سبيل المثال، غالباً ما تكون قياسات الطول والوزن للأشخاص موثوقة للغاية.
الثبات المنهجي في علم الاجتماع
حينما يبحث علماء الاجتماع فى ثبات البيانات أو ثبات إجراءات القياس، فإنهم يقصدون معرفة ما إذا كان تكرار نفس الإجراءات البحثية سيؤدى إلى التوصل إلى نفس النتائج. وتتضمن عملية الثبات شكلين أساسيين هما: الثبات المؤقت .Temporal R، أى الحصول على نفس النتيجة فى حالة تكرار القياس مرة أخرى. والثبات المقارن .Comparative R: أى الحصول على نفس النتيجة فى حالة استخدام طريقتين مختلفتين للقياس أو الاختبار. أو فى حالة استخدام نفس الاختبار أو القياس بواسطة باحثين مختلفين، أو فى حالة تطبيق نفس الاختبار أو القياس ولكن على عينتين مختلفتين مسحوبتين من نفس مجتمع الدراسة. وتثير مسالة الثبات أمام علماء الاجتماع عدداً من المشكلات الفنية. فإجراء "مقابلة" مع مبحوث ذات مرة، قد يفسد إجراء مقابلة ثانية معه، لأنها ستتأثر بخبرات المقابلة الأولى.
الفرق عن الصدق
عادة ما توضع مسألة الثبات فى مقابلة مع مسألة "الصدق"، أى ما إذا كانت عملية القياس تقيس بالفعل ما يفترض الباحث قياسه. ومع ذلك فإن مسألتى الصدق والثبات ليستا مستقلتين عن بعضهما تماماً. فقد يوجد إجراء للقياس على درجة عالية من الثبات، ولكنه لا يحقق الصدق. فلو قمنا على سبيل المثال بقياس نسبة الذكاء عن طربق وضع الأفراد على ميزان، وقراءة الأرقام الدالة على وزن كل منهم، فهذه عملية قياس تحقق درجة عالية من الثبات إلى أقصى حد، ولكن قياس الوزن مؤشر غير صادق لقياس نسبة الذكاء. ومن ناحية أخرى فإن أى قياس لا يتمتع بالثبات، لايمكن أن يكون صادقًا.
الثبات لا يعني الصدق. وهذا يعني أن المقياس الموثوق الذي يقيس شيئًا ما بشكل ثابت لا يقيس بالضرورة ما تريد قياسه. على سبيل المثال، على الرغم من وجود العديد من الاختبارات الموثوقة لقدرات محددة، فليست كلها صالحة للتنبؤ بالأداء الوظيفي.
على الرغم من أن الثبات لا يعني الصدق، فإن الثبات يضع حدًا على الصدق الإجمالي للاختبار. لا يمكن أن يكون الاختبار غير الثابت على نحو تام صحيحًا تمامًا، إما بمثابة وسيلة لقياس سمات شخص ما أو وسيلة للتنبؤ بالدرجات وفقًا لمعيار ما. في حين أن الاختبار الثابت قد يوفر معلومات صحيحة ومفيدة، إلا أن الاختبار غير الثابت لا يمكن أن يكون صادقًا.
على سبيل المثال، إذا كانت مجموعة من مقاييس الوزن تقيس بثبات وزن كائن ما على أنه 500 جرام عن الوزن الحقيقي، فسيكون المقياس ثابتًا للغاية، ولكنه لن يكون صادقًا (لأن الوزن المتكرر ليس هو الوزن الحقيقي). لكي يكون المقياس صادقًا، يجب أن يعيد الوزن الحقيقي للكائن. يوضح هذا المثال أن التدبير الثابت تمامًا ليس صادقًا بالضرورة، ولكن يجب أن يكون التدبير الصادق ثابتُا بالضرورة.