تناقض (منطق)

التناقض (بالإنجليزية: Contradiction) في علم المنطق الصوري هو اختلاف القضيتين بالإيجاب والسلب، بحيث يقتضي لذاته صدق إحداهما وكذب الأخرى، كقولنا: زيد إنسان، زيد ليس بإنسان.

وقد استعار هيجل هذا المصطلح لكى يفسر طبيعة الحركة الجدلية فى تاريخ الفكر الإنسانى حيث أن كل قضية تولد -بالضرورة- نقيضها، ثم يترتب عليها تركيب جديد، يحتوى على الفكرتين الأوليين المتعارضتين ويتفوق عليهما. وبعد أن تطورت أفكار كارل ماركس استطاع أن يتزود بوسائل لتجاوز هذا الأسلوب المجازي فى فهم التطور الاجتماعى، وتجاوز مضامينه التطورية. ولو أنه لم يعترض عندما جعله فردريك إنجلز فيما بعد أساساً للمادية الجدلية. ويعد استخدامه له فى هذه الحالة المبرر الأساسى للمكانة المقدسة التى احتلها المصطلح بعد ذلك فى الخطاب الماركسى الكلاسيكى.

وقد أصبح المصطلح يستخدم اليوم على نطاق و اسع (وبصورة فضفاضة) فى نظرية علم الاجتماع بصفة عامة. فقد ذهب عالم الاجتماع الأمريكى دانيل بل فى كتابه: الثناقضات الثقافية للرأسمالية، الصادر عام ١٩٧٩(٤١٤-٢)، إلى أن التناقض المتنامى فى المجتمعات الغربية المتقدمة، تكمن جذوره فى الانفصال بين البناء الاجتماعي (الاقتصاد، التكنولوجيا، النسق المهنى)، وبين الثقافة (التعبير الرمزى عن المعانى)، حيث تحكم كل منها محاور أساسية متباينة. فالبناء الاجتماعى يتطلب الرشد الوظيفى، والكفاءة، والضبط الذاتى، والإشباع المؤجل، والولاء للمستقبل المهنى، بينما يربى الثانى -الثقافة- اتجاهات الاستعراض والتباهى أمام الآخرين، والإسراف، والاستمتاع.

انظر أيضًا