تكنولوجيا القرن 17

في القرن السابع عشر، قامت تكنولوجيا المعلومات بتطوير كل من التليسكوبات والميكروسكوبات ومقاييس الضغط الجوي (البارومتر) والترمومترات الحديثة والوسائل الرياضية المساعدة مثل اللوغاريتمات والمسطرة الحاسبة والآلات الحاسبة البدائية والساعات الدقيقة والمضخة الهوائية وأجهزة القياس الدقيقة، مثل القدمة ذات الورنية الميكرومتر. رغم ذلك ، كان تأثير هذه الأدوات المتطورة لا يذكر على الحياة اليومية للإنسان. كما أن معظم جوانب الحياة الاجتماعية والصناعية لم تتأثر بهذه التكنولوجيا الحديثة. إذ ظلت الطرق التقليدية تستخدم في العديد من مجالات الحياة اليومية، مثل: صناعة الأغذية وإنشاء المباني وغزل النسيج ونسج القماش ووسائل النقل والاتصال وكيفية المحافظة على الصحة وعلاج الأمراض.

تعد مجتمعات المثقفين الجديدة مثل الجمعية الملكية في لندن صاحبة الفضل في تطوير الفنون والعلوم التطبيقية. ولقد كان معظم الباحثين في هذا الوقت مبدعين ومبتكرين، رغم أن أفكارهم لم تطبق على أرض الواقع ولم تخرج عن نطاق غرف الاجتماعات والمعامل. هذا، وغالبا ما تكون التطورات التدريجية نتاج حسن بصيرة وخبرة العمال البارعين. على سبيل المثال ، اكتشف عمال المناجم طرق أفضل لعمل الأسلاك والسلاسل، ولكن تم عمل أول مخرطة دقيقة للمعادن في نهاية القرن السابع عشر.

كانت هناك بعض الأدلة والإشارات التي مهدت للتطورات التي ستحدث فيما بعد. فقد تم اكتشاف كل من فحم الكوك والغاز القابل للاشتعال عن طريق تسخين فحم مسحوق في إناء مغلق، على الرغم من أنه لم يتم استخدام أي منهما في هذا الوقت. كما أن التجارب الخاصة بضغط الغازات مثل الهواء وبخار الماء ساعدت العالم الفرنسي دينيس بابن في صناعة وعاء محكم الغلق للغلى والذي يسمى الآن جهاز الطهي بالبخار. هذا، فضلا عن أن هذه التجارب قد ساعدت العالم الإنجليزي توماس سافري في عمل المضخة البخارية الأولية لاستخراج الماء من المناجم. ومن الجدير بالذكر أن جهاز الطهي بالبخار يعمل من خلال رفع الضغط. أما المضخات فتعمل عن طريق خفض نسبة الضغط. ولقد استغرق الأمر من الناس وقتا حتى يدركوا حقيقة أن زيادة وتقليل الضغط قد تفيد في القيام ببعض الأعمال الميكانيكية المفيدة كما تم إثبات ذلك عن طريق المحرك البخاري في القرن القادم.

تدخل الأعمال الهندسية في إنشاء معظم المباني، على سبيل المثال، المباني التي تمت إعادة إنشائها بعد الحريق المدمر الذي حل بلندن في عام 1666 أو مشروعات صرف الماء، مثل مجموعة القنوات التي حولت المستنقعات الإنجليزة إلى أراض جافة. ولأسباب واضحة، كان الهولنديون هم الخبراء هناك. بالإضافة إلى ذلك، قامت آلات أخرى بإمداد الماء في النافورات الموجودة في حدائق القصور العريقة مثل القصر الموجود في فرساي بالقرب من باريس.

بطبيعة الحال، كانت هناك العديد من الأفكار الجديدة في تلك الفترة، مثل استخدام ورق الحائط لأول مرة حوالي عام 1945 والأقلام الحبر في عام 1657 بدلا من استخدام الريش كأقلام واليايات التي تستخدم لتسهيل قيادة السيارات في الطرق غير الممهدة في عام 1663. هذا، بالإضافة إلى استخدام القنابل اليدوية كأسلحة في عام 1667 والميكانيكا الحديثة المستخدمة في الساعات الكبيرة وساعات اليد في عام 1670 وخراطيم الحريق المرنة التي سادت في سبعينيات هذا القرن. كما تم استخدام الزجاج الصواني الذي يعد أكثر صلابة من زجاج الصودا التقليدي في عام 1675 وعلب الثقاب الصغيرة التي تستخدم الفسفور المكتشف حديثا في عام 1680؛ علاوة على التقنيات المستخدمة من أجل صناعة الزجاج اللوحي الممتاز في عام 1688 والنسيج الجديد الذي يسمى كاليكو - قماش قطني أبيض - من الهند في عام 1690.

رغم ذلك، كان إيقاع التغيير في التكنولوجيا بطيئا مقارنة بالقرون السابقة، وبالتقدم العلمي الهائل في ذلك الوقت. إن الثورة الصناعية كانت بمثابة الرباط القوي الذي يربط بين العلم وكيفية تطبيقه.