تعريف المواقع التاريخية

يتم التركيز هنا على ملاحظة, وصف, وتسجيل المواقع التاريخية المفتوحة؛ ومن ثم تقييمها من حيث أهليتها للإدراج في السجل الوطني للتراث, أومن حيث علاقتها وتأثرها في مشروع شامل للحفاظ على التراث, أو من حيث تقييم مثل تلك المواقع التي قد تكون منفصلة- قائمة بحد ذاتها- أو ضمن مشروع – موقع- كبير.

ونظرا للتنوع الهائل في أشكال الأراضي المفتوحة - الطبيعية أو التي من صنع الإنسان-, فإن حماية وتسجيل المواقع التاريخية هو أمر هام لتكامل المحتوى التاريخي الشامل. نحن في العادة نهتم ونلاحظ عددا محدودا من الطرز التي يمكن تقييمها, أو التوصية بأهليتها, ونهتم بحمايتها لأسباب جمالية (تصويرية), علمية, أو تاريخية. كما يتم غالبا حماية وإدارة المواقع الزراعية, الغابات, أو الأراضي المعدنية تبعا لحدود معاييرها النفعية فقط، وأية مميزات تاريخية أو جمالية ضمن فعاليات هذه المواقع هو أمر عرضي ونادر. يمكن القول -وحتى الآن- أن الحماية غير كافية؛ وبالرغم من حماية المتنزهات الوطنية والمحميات, الظواهر الطبيعية الخاصة كنتوءات وقمم الجبال والمغر, الحمّة (الينابيع الساخنة), مساقط المياه, والغابات البدائية والأحراش, لم يتم التفكير بإدراجها في السجل الوطني باعتبارها مواقعا معمارية هامة, طالما أن هذه التشكيلات هي من "صنع الله". إذ يلاحظ أن التراث الطبيعي مهدد بتدمير متزايد, ليس بالأسباب التقليدية للاندثار فحسب, وإنما بالأحوال الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة, نظرا لأن حجم هذه الموارد التي تتطلب الحماية كبير مع نقصان الموارد الاقتصادية والتقنية في البلاد. وهنا نرى أنه من الضروري- ولو على أقل تقدير- تسليط الضوء على هذه الموارد بتعريفها, تقييمها ومن ثم تسجيلها, وإن أظهرت إمكانية للتأهل أن يتم تسجيلها في السجل الوطني للتراث.

في عام 1972 عرّفت اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي والتي أقرها المؤتمر العام في باريس في المادة 1: "التراث الثقافي". وفي المادة 2: "التراث الطبيعي" لأغراض الإتفاقية على النحو التالي:

  1. المعالم الطبيعية المتالفة من التشكلات الفيزيائية أو البيولوجية, أو من مجموعات هذه التشكلات التي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة النظر الجمالية أو الفنية.
  2. التشكلات الجيولوجية أو الفيزيوغرافية, والمناطق المحددة بدقة وتؤلف موطنا للأجناس الحيوانية أو النباتية المهددة, والتي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر العلم, أو المحافظة على الثروات.
  3. المواقع الطبيعية أو المناطق الطبيعية المميزة بدقة, التي لها قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر العلم أو المحافظة على الثروات أو الجمال الطبيعي.

وفي عام 1982 خصصت الـ ICOMOS-IFLA شرعة فلورنسا لحماية الحدائق التاريخية

واحتوت على تسعة بنود للتعريف والأهداف, واختص البند الرابع بتحديد مكونات هذه الحدائق على النحو التالي:

  1. أسلوب أو نمط التخطيط (التنسيق), والطبوغرافية.
  2. النباتات بما فيها تحديد الأجناس, النسب, اللون والتوزيع اللوني, المسافات البينية والفراغات, وارتفاعاتها (احترام الارتفاعات مع التضاريس).
  3. منشاءات ومعالم تزينية.
  4. المياه, الجارية أو الساكنة, انعكاسات السماء.

تطورت هذه المفاهيم حاليا, وتوسعت لتشمل أنماطا مختلفة من المواقع أطلق عليها "المواقع التاريخية". ففي مطلع عام 1980 عرفت خدمة المتنزهات الوطنية(NPS National Park Services). أربعة أنواع أساسية من المواقع التاريخية: المواقع Sites, المواقع الفطرية Vernacular Landscapes, المواقع العرقية Ethnographic Landscapes, والمواقع المنسقة أو المصممة Designed Landscapes ولا زال هذا التعريف مستخدما لحد الآن. والمواقع التارخية هي التي تحتوي على قيم هامة لمدى واسع من تاريخ البشرية, بما في ذلك قيم من التراث الحضاري والعرقي. وغالبا ما يستخدم مصطلح المواقع التاريخية المفتوحة- هندسة المواقع التاريخية- لوصف وتعريف المواقع التاريخية المنسقة. ويتم استخدام مصطلح "المواقع التاريخية Historic Landscapes" ليشمل كافة المواقع الحضارية, بما فيها المواقع الأثرية وبغض النظر عن حالتها الخدمية. كما أن مصطلح "المواقع الريفية Rural Landscapes" يعبر بشكل عام عن جميع المواقع الطبيعية أو الفطرية Vernacular Landscapes, وبما يعني عكس المواقع المنسقة. ولأن تعريف المواقع التاريخية المفتوحة واسع وغير مفهوم بدقة, فإن تعريف وتقييم مثل هذه الممتلكات يجب أن يتم بعناية فائقة, وبالاعتماد على مستوى عالٍ من الأبحاث والتحاليل الموقعية.