تضامن

التضامن ، (بالفرنسية: Solidarité‏)، هو الاندماج في مجتمع ما أو بين مجموعة من الأشخاص وجيرانهم ونوع ذلك الاندماج ودرجته. وهو يشير إلى الروابط في المجتمع التي تصل بين شخص وآخر. يتم أحيانا تصنيف التضامن الاجتماعي كنوع من الاشتراكية السياسية، حيث يُرَى كأنه القوة المحركة التي تصنف القوى العاملة بشكل مثالي. ويستخدم المصطلح في علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية.

والأساسيات التي يتشكل عليها التضامن الاجتماعي يختلف من مجتمع لآخر، ففي المجتمعات البسيطة يقوم التضامن على أسس القرابة والقيم المشتركة، بينما في المجتمعات الأكبر والأكثر تعقيدا يوجد العديد من النظريات حول ما يقوم بتفعيل التضامن الاجتماعي. قد لا نبالي في حياتنا اليومية بما يعانيه بعض الناس من حالات الفقر أو المرض أو العاهة المستديمة٬ الا انه بالتضامن مع هؤلاء يمكن التخفيف عنهم ومساعدتهم.

ابن خلدون

طالع أيضاً: عصبية

العصبية كما أسماها بن خلدون، تشير إلى التضامن الاجتماعي بمفهوم أقرب للوحدة، والضمير الجماعي والتماسك الاجتماعي، وهي في الأساس نوع من القبلية أو العشرية، ولكن يتم استخدامها كمثال للقومية بشكلها الحالي أيضًا.

ويصف ابن خلدون العصبية في مقدمته كاللبنة الأساسية في المجتمع الإنساني والقوة الدافعة لعجلة التاريخ. فالعصبية لا تحمل بالضرورة شكلا بدائيا أو تقوم على صلات الدم. ففي الوقت الحالي، يتوازى المصطلح مع التضامن. يطرح بن خلدون فكرة أن كل سلالة حاكمة تبذر بنفسها بذور انهيارها. ويشرح أن البيوت الحاكمة تقوم على صراعاتها مع الإمبراطوريات الكبرى ويعتمدون على تأييد الأقاليم الموالية لهم لتثبيت أنفسهم في الحكم ووضع قيادات جديدة، والتي ما أن تثبت أقدامها في الحكم حتى يتراخوا شيءًا فشيئًا ويعطون الاهتمام الأكبر لمحافظتهم على مراكزهم، وبالتالي تقوم سلالات جديدة تحت وطأة تلك الأساليب في الحكم وتبدأ في الدائرة من جديد.

وتقارن تلك النظرية بنظرية إميل دوركايم حول التضامن الميكانيكي خلافًا للتضامن العضوي الذي يقول بوجوده في المجتمعات الحالية.

دوركايم

بالنسبة إلى إميل دوركايم، فأنواع التضامن الاجتماعي ترتبط يأنواع المجتمع. لقد قدم دوركايم مصطلحي «التضامن الميكانيكي» و«العضوي» كجزء من نظريته حول تطور المجتمعات في تقسيم العمالة في المجتمع (1983). ففي المجتمع الذي يحتوي على تضامن ميكانيكي، يأتي تماسكه واندماجه من تجانس الأفراد عن طريق العمل المتماثل، والتدريب التعليمي والديني، وأسلوب الحياة. ويتواجد التضامن الميكانيكي عادة في المجتمعات التقليدية والصغيرة. ففي المجتمعات البسيطة (مثال: القبائل)، يقوم التضامن على روابط القرابة والشبكات العائلية. فالتضامن العضوي يأتي من الاستقلال الناتج عن تخصصات العمل وتكاملها، وهو ما يحدث في المجتمعات الحديثة والصناعية. وتعريف ذلك هو: التماسك الاجتماعي الناتج عن اعتماد الأفراد في المجتمعات المتقدمة على بعضهم البعض، بالرغم من ممارسة أولئك الأفراد لأعمال مختلفة وحملهم لقيم واهتمامات مختلفة. العضوية هنا تشير لتراكب العناصر المختلفة على بعضها البعض، وعليها يقوم التضامن الاجتماعي في ال المجتمعات المعقدة.

  • (مثال: ينتج الفلاحون الغذاء الذي يأكله العمال الذين يقومون بإنتاج الآلات الزراعية التي تسمح للفلاحين بالزراعة).

ويمكن التفريق بين هذين النوعين من التضامن عن طريق المورفولوجيا والصفات الديموغرافية، وأنواع العادات الموجودة، وكثافة ومحتويات الضمير المتكامل.

المؤسسات الوطنية والدولية التي تساهم في عملية التضامن بالمغرب

توجد بالمغرب عدة مؤسسات تعمل على نشر ثقافة التضامن ومنها:

على الصعيد الوطني

على الصعيد الدولي

انظر أيضًا

التضامن

التضامن، ويقال أيضا: التكافل وهذاالاصطلاح أصله قانوني. وقد ورد تعريفه في القانون المدني الفرنسي (الكتاب الثالث، الباب الثالث، المادة ٠ ١٢٠) هكذا: «يحدث التضامن من جانب المدنيين حين يكونون ملزمين بنفس الشيء، بحيث أن كل واحد منهم يمكن أن يكون ملزماً بالنسبة إلى الكل، بأن يكون الدفع من جانب واحد منهم يخلي سائر الأطراف تجاه الدائن، وينظر إلى التضامن على أنه تأمين يمكن الدائن الذي له مدينون عديدون من أن يختار بين هؤلاء واحداً منهم يطالبه بتمام دينه. والأسباب التي من أجلها يضع المشرع علاقة تضامن بين ملزمين - عديدة منها فكرة الاشتراك في المصلحة بين المدينين، ومنها فكرة المشاركة في الخطأ، ومنها أيضاً فكرة الضمان الخاص بالنسبة إلى الدائن. وقد توسع فيه القانون المدني فبعد أن كان ينطبق فقط على التضامن بين المدينين، جعله يشمل أيضاً التضامن بين الدائنين (المادة ١١٩٧ )، ثم التضامن بين أصناف أخرى من الأشخاص

وكان التضامن هو الأساس في المجتمعات البدائية والقديمة يقول رينان: «كانت الحالة الأولية هي التضامن وحتى الجريمة نفسها لم تكن فردية؛ وكان إبدال البريء بالمذنب أمراً يبدو طبيعياً جداً؛ والخطيئة كانت تنتقل بالوراثة وصارت وراثية» («مستقبل العلم ص٣٠٧)

ومن هذا المعنى القانوني المحدود اتسع التضامن فشمل معاني عديدة جداً وفي ميادين مختلفة كل الاختلاف، لكنها تشترك في معنى عام هو الاعتماد المتبادل بين أفراد أو مفهومات أو أشياء بحيث أن ما يحدث لواحد منها يؤثر في الآخر. ففي علم الأحياء (بيولوجيا) مثلاً يقول كلود برنار («المدخل إلى دراسة الطب التجريبي" ، القسم الثاني، الفصل الثالث) : «يوجد في تجليات الأجسام الحية تضامن بين الظواهر خاص جداً ينبغي علينا أن نلفت إليه انتباه القائم بالتجريب» . وتحدث أوجست كونت عن «التضامن الحتمي بين

التقدم

الأخلاق واللاهوت"» («قول في الروح الوضعية«، بند ٥٠) ويتكلم كورنو Cournot («بحث في تسلسل أفكارنا. ..» الكتاب الأول، فصل ٢٦ بند ٥١) عن التضامن في «الساعة» بين عقرب الساعات وعقرب الدقائق، بينما حركة عقرب الدقائق مستقلة عن حركة عقرب الساعات،

ومن التضامن كواقعة، ثم الانتقال إلى التضامن كواجب أخلاقي يقضي بالمساعدة بين أعضاء المجتمع أو الهيئة من حيث أنها تمثل كلأ. ويمتد هذ التعاون من الجماعة في الزمان إلى الجماعات في الأزمان المتوالية، وهو ما يسمى بتكافل الأجيال فالجيل الحالي مدين للجيل الماضي وللجيل المقبل إنه مدين للجيل الماضي بما ورثه عنه، ومدين للجيل المقبل بما يجب عليه أن ينقله إليه ومن أوضح الأمثلة على ذلك في عصرنا الحاضر ما تقوم به دولة الكويت من تخصيص صندوق للأجيال المقبلة توقعاً لنفاد النفط أو قلته.

وبهذا المعنى الواسع خص ليون بورجر! كتابه المشهور، وعنوانه: «التضامن» (باريس ط١٨٩٩١ ، طه ١٩٠٦) La solidarité ٠ رأى بورجوا أن بني الإنسان من حيث أنهم يولدون ويعيشون في مجتمع فإنهم ملتزمون نحوه بالتزامات، لأنهم في كل عمل من أعمال حياتهم يستفيدون من التراث الذي خلفته الأجيال السابقة وعليهم إذن ليس فقط أن يحافظوا عليه، بل وأيضاً أن ينموه وأن يحسنوه وهذه الالتزامات المتعلقة بالنظام الاجتماعي الذي هو فوق كل إرادة - ليست ذات طبيعة تجاوزيه، بل يمكن عدها نوعاً من شبه التحقق صنعه القانون، مستقلاً عن أي إجماع واتفاق ٠ وكما أنه في كل التزام خاص أو عام يوجد دائماً - إلى جانب المسؤولية - دين، كذلك التبادل والانتفاع بالخدمات الاجتماعية وعدالة التوزيع في الافعال والعمل الملازمين لها - تمثل ما نسميه عقد المشاركة، الذي هو، بما هو كذلك، يخلق ليس فقط واجبات أخلاقية بسيطة بل وأيضاً التزامات من طبيعة قانونية، قابلة للأفعال والجزاءات.

ثم جاء إميل دوركهايم في كتابه: «تقسيم العمل الاجتماعي» ففرق بين شكلين من أشكال التضامن الاجتماعي: الأول هو «التضامن الميكانيكي» القائم على المشابهات، وهو بالجملة تضامن بالانضمام الكامل للفرد

إلى مجتمعه، وامتصاص كل ألوان الوعي الفردي في الوعي الجماعي. والثاني هو «التضامن العضوي" ، ويقوم على الاختلافات، وهو ضمان يتم بالتعاون (راجع «تقسيم العمل الاجتماعي» فصل ٧>. بيد أن هذه الاختلافات ليست اختلافات شكلية خالصة، بل هي تغيرات في العلاقات الاجتماعية، ذات دلالة تاريخية، تناظر التطور الفعلي، وهي ناتج تغيرات في البنية راجعة إلى تطور تقسيم العمل. إنها مرتبطة بمورفولوجيا الجماعات.

وألف سلستان بوجليه Bouglé كتاباً بعنوان: «التضامنية» Solidarisme (سنة ١٩٠٧، باريس) يعرض فيه مذهباً سماه بهذا الاسم، وهذا المذهب يجعل من التضامن المبدأ في الأخلاق، وفي السياسة، وفي علم الايصاد.