تشارلز داوسون

تشارلز داوسون (11 يوليو 1864 - 10 أغسطس 1916) عالم آثار بريطاني هاوٍ ادعى أنه قام بعدد من الاكتشافات الأثرية والمتحفظة التي تم الكشف عنها لاحقًا على أنها عمليات احتيال. ومن بين هؤلاء رجل بلتداون (Eoanthropus dawsoni) ، الذي قدمه عام 1912.

انتقل داوسون، الابن الأكبر لثلاثة أبناء، مع عائلته من بريستون، لانكشاير، إلى هاستينغز، ساسكس، عندما كان لا يزال صغيرًا جدًا. درس تشارلز في البداية كمحامٍ بعد والده وسعى إلى جمع الأحافير ودراستها.

قام بعدد من الاكتشافات الأحفورية التي تبدو مهمة. ومن بين هؤلاء أسنان من نوع غير معروف سابقًا من الثدييات، سميت فيما بعد بلاجياولاكس داوسوني تكريما له. ثلاثة أنواع جديدة من الديناصورات، سمي أحدها لاحقًا Iguanodon dawsoni؛ وشكل جديد من النباتات الأحفورية، Salaginella dawsoni. منحه المتحف البريطاني لقب جامع فخري. لهذه الاكتشافات المهمة، تم انتخابه زميلًا في الجمعية الجيولوجية وبعد بضع سنوات بعد اكتشاف آخر، في جمعية الآثار في لندن عام 1895. توفي داوسون مبكرًا بسبب تسمم الدم في عام 1916 في لويس، ساسكس.

إسهامات تشارلز دوسون في مجال الحفريات

نادراً ما يكون هناك مجال للخداع في مجال العلوم بشتى أنواعها. ففي الوقت الذي ارتكب فيه الكثير من الباحثين - حتى النخبة البارزة منهم - أخطاء، ادعى عدد قليل من الأشخاص باكتشاف أشياء لم يقوموا باكتشافها في الواقع، وإذا افترضنا نجاحهم في هذا الادعاء، فسرعان ما سينكشف أمرهم. وتؤدي هذه الشفافية، بالرغم من عدم خلوها الكامل من العيوب، إلى استمرار المجال لعلمي في المضي قدما. وتنبثق هذه الشفافية من الانفتاح تجاه الأدلة ونشرها، حتى يمكن لآخرين تكرار هذه التجارب وفحص النتائج بأنفسهم. أما إذا لم يتم تكرار تلك النتائج، فإنه يتم تجاهلها في الأغلب.

في عام ١٩١٢، قام تشارلز دوسون الذي يعمل كمحام وباحث في مجال الأجناس البشرية ببعض أعمال الحفر فوجد جمجمة غريبة في حفرة ممتلئة بالحصى في مدينة بلتداون في إنجلترا فقام على الفور بالإبلاغ عما توصل إليه للمتحف البريطاني وبمرور عدة سنوات بعد هذه الحادثة، تم العثور على المزيد من العظام، التي كان من بينها فك. وعندما عقد اجتماع بخصوص هذا الشأن، تسببت جمجمة "إنسان بلتداون" في تحدي النظريات الموجودة في ذلك الوقت حول أصل البشر. فهيئة الجمجمة الحديثة بالإضافة إلى فكها الذي يشبه القرد كانت تختلف إلى حد ما عن مظهر الجنس البشري الذي كان من المفترض أنه كان يعيش في تلك الفترة نفسها تقريبا، أي منذ حوالي خمسمائة ألف سنة، حيث تم تقدير تلك الفترة في ضوء العمق الذي تم اكتشاف بقايا "إنسان بلتداون" فيه.

بالرغم من الصراع من أجل كشف أسرار إنسان بلتداون ، وبالرغم من وفاة مكتشفه دوسون في عام ١٩١٦، استمر الآخرون في محاولة العثور على تفسير لما يعرف علميا باسم الإنسان البدائي الذي اكتشفه دوسون. وكان يصلح لتفسير الحلقة المفقودة بين القرود والبشر، حيث أصبح للبريطانيين إنسان بدائي يعبر عن هويتهم. وقد تم التوصل إلى العديد من الاكتشافات والنتائج المهمة بصدد الكرومانيين وسكان نياندرال في كل من ألمانيا وفرنسا (١٨٥٦).

لمدة أربعة عقود من الزمن، تمت إزاحة هذه العظام بعيدا عن الدراسة والفحص، لدوافع أمنية بشكل ظاهري، بالرغم من إمكانية وجود دوافع جديدة للقيام بذلك. وفي عام ١٩٥٣، أظهر عنصر الفلور المشع أن كلاً من الجمجمة والفك كانا مختلفين بدرجة كبيرة من ناحية العمر؛ حيث قد ترجع الجمجمة إلى خمسمائة ألف سنة ماضية، بينما يرجع الفك إلى عقود قليلة ماضية. وأثبتت إختبارات أخرى أن الفك تمت معالجته كيميائيا بصورة معينة حتى يبدو أثريا كذلك، فإنه في الوقت الذي تم فيه إثبات أن الجمجمة تنتمي للبشر، فإن الفك قد أثبت أنه ينتمي لقرد يسمى بإنسان الغاب، بالرغم من أن الأسنان كانت تنتمي لشمبانزي، وقد تم وضع كل هذه الأشياء لتتناسب معا.

بدا من كل ذلك أن شخصا ما قد خاض الكثير من المشاق من أجل أن يجعل العظام تبدو حقيقية، وقام بدفنها في المكان الذي يسمح باكتشافها. واستمرت المناقشات الجدلية حتى يومنا هذا حول من ارتكب هذه الخدعة وما سبب فعله لهذا الأمر، بالرغم من أن دوسون نفسه كان المشتبه الأول. وقد تمسك المعارضون لفكرة التطور والتقدم بهذا الأمر، من أجل التشكيك في صحة الأدلة الأخرى، بالرغم من تأكيدنا على أن هذه الحالة تظهر أن الأمر سهل نسبيا لأي شخص لعرض أدلة مزيفة وغير حقيقية، وذلك عندما تتاح له الفرصة المناسبة.