تركي بك النجرس


الأمير تركي بن علي بن نجرس بن علي بن حسين بن نصر الله، أمير قبائل الثلث

ولد البيك في العشارة حوالي عام 1875م وهو ابن الشيخ علي النجرس من زوجته الثالثة تزوج من ابنة عمه الروح بنت الشيخ حسين النجرس وقد انجبت له الشيوخ النوري وويكنى به وعلي وهاشم الملقب بالنشمي والد الأميره فاطمه النجرس زوجة الأمير مساعد بن عبد العزيز آل سعود ولتركي بيك ثلاث بنات هن علية ونورا وفاطمة وهو جد الشيخ فيصل النجرس من جهة امه.

قضى طفولته الأولى في كنف والده وتشرب منه ومن اخوته الاخلاق العربية الاصيلة إذ تربى في بيت الكرم والجود والشجاعة والاقدام في بيت الشيخ علي النجرس. التحق بمدرسة العشائر في استانبول في تركية والتي انشاها السلطان عبد الحميد لأبناء شيوخ العشائر والقبائل العربية وقضى فيها تركي بيك سنوات كان فيها مثال العربي الاصيل الذي يحافظ على كرامته في ظل كل الظروف وكان محبوبا من زملائه ومدربيه وربطته معهم صداقة ومودة حتى اخر ايام حياته تخرج منها ليلتحق بالكلية الحربية ويتخرج ظابطا برتبة غول اغاسي وبلقب بيك أي سنجق بكي زعيم لواء في الجيش العثماني واتقن عدة لغات منها الفرنسية والتركية والانكليزية وكان قائداً لحملة عسكرية قمعت تمردا ضد الدولة العثمانية في ارمينيا قلده السلطان عبد الحميد على ضوئها نيشان شجاعة واقدام ثم عين في منطقة حلب ثم في مناطق حمص وحماه وكانت تربطه أواصر الصداقة والاخوة مع شيوخ القبائل في البادية السورية مثل النوري بن شعلان وبرجس بن هديب وراكان المرشد ومجحم بن مهيد ودهام الهادي الجربا وصداقة مع سلطان باشا الاطرش رحمهم الله جميعا.

ترك الخدمة العسكرية بعد أن قتل ضابطا في الجيش العثماني أثناء سباق للخيول وقد وجه اهانة لتركي بيك فقتله على اثرها وسجن سيفه ثلاثة ايام وسرح من الجيش. عاد إلى دير الزور لخدمة اهله وخدمة قبائلة حيث تولى المشيخه بعد وفاة اخيه عبد الكريم باشا النجرس حوالي عام 1917م وكان له الدور الأكبر والرئيسي بين الشيوخ في الدفاع عن مصالح القبيلة وتلبية حاجات افرادها لدرجة أن السلطات العثمانية لم تجند أبناء قبائل الثلث في حياة تركي بك تكريما له وإجلالا لقدره لقد وهب البيك وقته وحياته لخدمة الناس وتقضية حاجاتهم وقد شكل حكومة وطنية في العشارة بعد انسحاب الاتراك حيث سميت سنة الفلت وكان الرقم الصعب في وجه المستعمر الفرنسي فقد كان أحد أبرز قادة الكتلة الوطنية في دير الزور مع كل من الشيخ محمد سعيد العرفي ومحمد العايش ومحمد الفتيح وكانوا قادة الكتله الوطنية بوجه المستعمر البغيض وكان أهل دير الزور يهتفون في تظاهراتهم ضد المستعمر

محمد ومحمد والعرفي * ما فيهم واحد يختلفي * وتركي النجرس يوم يلفي * مثل الليث الساكن بالبر *

كان له كونه المثقف الوحيد بمنطقته اراء خاصة حول التعامل والنظال والجهاد ضد المستعمر الفرنسي والانكليزي وما مساعدته لرمضان باشا الشلاش في حركته وامداده بالمال والسلاح ومساعدته للضابط فايز غصين والمجاهد فوزي القاوقجي الا أكبر دليل على وطنية تركي بيك وأبو النوري أول نائب للعقيدات في مجلس النواب وكان عضوا في مجلس النواب السوري من عام 1923 م إلى عام 1949 م دون انقطاع وكان له الدور الأكبر بانقاذ رؤساء القبائل السوريه من المندوب السامي الفرنسي عندما طلب منهم بنات للجيش الفرنسي إثر أجتماع تم في بيروت فما كان من البيك إلا أن انتفض وخرج رافعا مسدسه والشيوخ خلفه إذ كان شجاعا مقداما لا يهاب الموت وكان من ابطال الاستقلال بعد انسحاب الفرنسيين حيث شكل حكومة وطنية في العشارة لضبط الامن وحماية السكان ونجح في ذلك حتى قدوم الحكومة الوطنية ومايزال تركي بيك المثل والقدوة لكل الشيوخ من بعده فكان حامل بيرق الثلث والنجرس بجدارة منقطعة النظير.