تحليل المنطقة الاجتماعية
تحليل المنطقة الاجتماعية (بالإنجليزية: Social Area Analysis واختصاراً SAA) نوع من تحليلات الإيكولوجيا الحضرية يرتبط باعمال أشرف شيفكى وويندل بيل وزملائهما (انظر بصفة خاصة كتاب: أشرف شيفكى ووليامز: المناطق الاجتماعية فى لوس أنجلوس، الصادر عام 1949) وانظر أيضاً مؤلف: شيفكى وبيل: تحليل المنطقة الاجتماعية الصادر عام 1955) وتقدم صياغتهما الأصلية وصفاً شاملاً تقريباً لكل تباينات المناطق السكانية فى حضر لوس أنجلوس، مميزة بين مناطقها الاجتماعية فى ضوء ثلاتة أنواع من المؤشرات (تركيبها غير واضح بالمرة) وهى: مؤشرات التراتب الاجتماعى، ودرجة التحضر، والعزل أو الاتقسام بين الجماعات. ويستند الأساس النظرى لها، والذى ظهر خلال الدراسة اللاحقة لمدينة سان فرانسسكو، إلى التصور الأساسى لما أطلق عليه المقياس المجتمعى، و الذى يقصد به عددالناس الذين تقوم بينهم علاقات، وكثافة هذه العلاقات. وقسد ارتبطت درجة الزيادة حسب هذا المقياس بالافتراضات التى قدمها لويس ويرث عن الحضرية كطريقة حياة. وفى النموذج الذى قدمه كل من شيفكى وبيل ربطا بين الزيادة فى درجات هذا المقياس وبين ظهور المجتمع الصناعى الحضرى، الذى ساهم فى تحوله بصفة إساسية ماحدث فيه من تغيرات اقتصادية (ترجع بدورهسا الى الابتكارات التكنولوجية). وفى مراجعة لهذا النموذج على يد دينيس مك إلراث فى مقاله: المقياس الممجتمعى وا لتباين الاجتماعى، والذى نشر فى كتاب من تحرير جرير تحت عنوان التحضر الجديد، عام 1968)، ابتعد مك إلراث عن تلك الحتمية الاقتصادية، وربط التغيرات فى هدا المقياس بالتغيرات فى التتظيم الصناعى وتوزيع المهارات من ناحية، وبدرجة تجمع السكان وإعادة توزيع الموارد لصالح المدن من ناحية أخرى. وهناك كم كبير من الدراسات التى أجريت خلال الخمسينيات والستينيات وطبقت نموذج تحليل المناطق الاجتماعية هذا (وبصفة خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية) والتى انطلق معظمها من الإيمان بصلاحية هذا المقياس. وسوف يلاحظ القراء -كما لاحظ النقاد في ذلك الوقت -أنه على المرغم من كم التحليلات الكمية المعقدة المتضمنة فى هذه الأعمال، فإن العديد من المفاهيم الأساسية و العلاقات السببية التى طرحتها تفتقر إلى التحديد الواضح. فمناقشة التيارات الاجتماعية المصاحبة للتحضر لم تتجح فى توضيح كيف ولماذا حدثت التباينات الاجتماعية بالفعل. ولم ينجح النموذج فى النهاية فى إقامة علاقة بين تأثيرات التحديث وبين محاور التمايز الاجتماعى لسكان المناطق، ومن ثم فلابدمن ربط هذا. التمايز بنظرية أخرى، إذا كان لنا أن نتقدم إلى خطوة أبعد من مجردتقديم وصف لها. ويقدم كتاب دنكان تيم: التتوع الحضري الصادر عام 1971 أفضل عرض علم لنظرية تحليل المناطق الاجتماعية، التى أصبحت الآن ذات أهمية تاريخية فقط.