تبلور المكانة

تبلور المكانة (بالإنجليزية: Status Crystallization) مصطلح صكه عالم الاجتماع الأمريكى جيرهارد لينسكى Lenski (فى مقاله المعنون: "تبلور المكانة: بعد غير رأسى للمكانة"، المنشور فى المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع، عام 1954، وقدذهب لينسكى إلى أن عدم الاتساق فى خصائص المكانة يؤدى إلى غموض المكانة، الأمر الذى يسبب توعا من التوتر الاجتماعى. غير أن المفهوم نفسه لا يشير إلى الخصائص او التوقعات، وإنما إلى مظاهر التنافر أو عدم اتساق المكانة التى يشعر بها الفرد. ثم جاء من بعده علماء آخرون (مثل جورج هومانز) فاستعانوا بمقهومى تبلور المكانة وتكامل المكاتة، وربطوهما بمفهومى الحرمان النسبى والجماعات المرجعية، فأبرزوا بذلك أهميتها جميعاً بالنسبة لموضوع العدالة الاجتماعية.

ثم أصبح موضوع تبلور المكانة فيمابعد، فى كتابات علم الاجتماع فى أوروبا الشرقية، مثل ولدزيميرز فسلوفسكى W. Wesolowski (انظر كتابه: الطبقات، و الشرائح الطبقية، والقوة، الصادر عام 1966) أصبح بمثابة أساس نشأت حوله مدرسة رئيسية من مدارس التدرج الطبقى الاجتماعى. وعمد أولئك العلماء إلى مؤشرات المكانة، مثل الهيية المهنية، والإثنية، والتعليم، والدخل، لمحاولة قياس درجة تبلور المكانة (أو اتساق المكانة) بمعنى ما إذا كان الأفراد، أو الأدوار، أو الجماعات ترتب بشكل متسق ترتيبا تدرجيا وفقا لمجموعة من معايير المكانة، وارتباط المهن ذات الممستوى العالى من الهيبة بمرتبات عالية، وهكذا. وتكون لعملية تبلور المكانة آثارها على صراع الدور، والصحة النفسية، والتوتر الاجتماعى، خاصة إذا وعى الأفراد بمشكلة عدم اتساق المكانة.

وقد تبنى هذا الاتجاه بعض علماء الاجتماع فى الدول الشيوعية (سابقا) خلال الستينيات والسبعينيات، وذلك فى محاولتهم القيام ببحوث تتناول مدى الظلم الاجتماعى (أو اللامساواة) الموجودة فى ظل الاشتراكية الواقعية، دون الخوض فى موضوع الطبقة الاجتماعية، الذى كان يعد من المحرمات التى يحظر الاقتراب منها. وكانت وجهة نظرهم العامة فى هذا الصدد أن مفهوم الطبقة الاجتماعية بمضمونه الماركسى قد فقد، فى المجتمعات الشيوعية بعد الثورة، قدرته على التحكم فى فرص الحياة. ولكن يمكن أن تعاود الظهور أوضاع اجتماعية تشمل خصائص المكانة، المتى قدتكون غير متسقة أومتبلورة، فى صورة مكانات متسقة. ومن شأن ذلك أن يؤدى إلى انبعاث التدرج الطبقى الاجتماعى المنظم أو المحدد، الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى الانغلاق الاجتماعى.