تاريخ الحياة (علم الاجتماع)
تاريخ الحياة (بالإنجليزية: Life History) اتجاه يعتمد على الوصف المكثف لوقائع الحياة، من خلال الاستعانة بالمقابلات غير المقننة، وتحليل الوثائق الشخصية مثل الخطابات والصور والمذكرات الخاصة. وهكذا ييدو واضحاً أن هذا الاتجاه قريب من عملية جمع وتحليل السير الذاتية (التى يكتبها الشخص عن نفسه)، وترجمات الأشخاص (التى يكتبها شخص عن شخص آخر). وثمة أمثلة مبكرة لهذا المنهج، لكن يبرز فى هذا الصدد مثالان كلاسيكيان، أولها لاديك Wladek، الذى تم عرض سيرة حياته فى حوالى ثلاثمائة صفحة من كتاب: "الفلاح البولندى فى أوربا وأمريكا"، 1918. والمثال الثانى هو ستانلى Stanley الذى صدر عن حياته كتاب The Jack Roller من تحرير كليفورد شو عام ١٩٣٠. ويرتبط هذان العملان بمدرسة شيكاغو فى علم الاجتماع. وقد حقق اتجاه تاريخ الحياة مكانة بارزة خلال العشرينيات والثلاثينيات فى أمريكا الشمالية، وفجر مناقشة و اسعة حول قيمة الاتجاهات الفردية فى مقابل الاتجاهات التعميمية. وفى أواخر الثلاثينيات انتقلت التيارات المسيطرة فى علم الاجتماع إلى تبنى الاتجاهات النظرية المجردة، كما ظهر فى مؤلفات تالكوت بارسونز أو تبنى المناهج الكمية على نحو ما ظهر فى أعمال بول لازارسفيلد، لذا أصبح مدخل تاريخ الحياة أقل حضورا داخل البحث السوسيولوجى. ثم حدث بعد ذلك أن شهدت الفكرة منذ أواخر الستينيات حتى الآن محاولات لإحياء الاهتمام بتواريخ الحياة. كما أشارأحدالكتاب إلى أن منهج تاريخ الحياة قد جرى أحياؤه أكثر من مرة فى أحضان العديد من التخصصات الأكاديمية، كجزء من اهتمام ما بعد البنيوية بالسرد وتشكيل النص.
ويمكن التفرقة بين مدخلين أساسيين فى الاستعانة بمنهج تاريخ الحياة. حيث يسعى المدخل الأكثر تقليدية إلى تقديم وصف موضوعى للحياة بهدف إلقاء الضوء على العمليات الاجتماعية: وربما يساعد ذلك فى تفسير الأبعاد الذاتية للحياة، والكشف عن الروابط المتاريخية بين الحياة والبناء الاجتماعى، أو يقدم دلائل تقربنا من الوصول إلى تفسير الغموض، والسيرورة، والتغير الاجتماعى. ولهذا السبب نجد أن هذا المنهج يستخدم غالباً لإضاءة مجالات بحثية جديدة وإكمال الدراسات الاحصائية والتعميمية. ويهتم المدخل الأكثر حداثة من منهج تاريخ الحياة بالإجراءات التفسيرية التى يتضمنها العمل تفرقة واضحة بين هذين المدخلين يقدمها كتاب نورمان دنزين: «سيرة الحياة التفسيرية".
