تاريخ أربانت


شبكة ARPAnet

قبل الانتشار الكبير لشبكة الإنترنت العالمية، كانت أغلب شبكات الاتصال محدودة - بطبيعتها - لتسمح بالاتصال بين المحطات في الشبكات المحلية فقط، وكانت الطريقة السائدة التي تدار بها الشبكات مبنية على نموذج المخدم المركزي. بدأت برامج البحث بالانتشار متضمنتة مبادئ واضحة عن التشبيك بين المكونات الفيزيائية للشبكات المنفصلة، انتهاء بتطوير نقل المعلومات بين الشبكات الرقمية. تضمنت تلك الأبحاث جهودا من مختبرات Donald Davies (NPL)، ومختبرات Paul Baran (RAND corporatoin)، إضافة إلى مختبرات MIT برعاية Leonard Kleinrock. وقد أدت تلك الأبحاث إلى تطوير عدة أنظمة تحكم بالشبكات مقدمة حلولا في اواخر الستينات والسبعينات (1)، متضمنة ARPANET وبروتوكولات X.25. إضافة إلى ذلك، نمت شعبية الشبكات العامة وأنظمة شبكات الهواة، متضمنة نسخة unix-to-unix (UUCP) إضافة إلى FidoNet. وكانت تلك الشبكات ما تزال شبكات منفصلة مخدمة بعدة بوابات فقط بين تلك الشبكات. وهذا قاد إلى ولادة تطبيقات نقل المعلومات من أجل تطوير عدة بروتوكولات للشبكات العالمية، حيث يمكن وصل عدة شبكات مختلفة مع بضعها، في شبكة واحدة عالمية. فعبر تعريف نظام واحد مشترك للشبكات - the internet protocol suite - أمكن فصل مفهوم الشبكات عن مكوناتها الفيزيائية. وهذا الانتشار للشبكات بدأ يشكل فكرة عن شبكة عالمية تمت تسميتها في بعد بالإنترنت، مبنية على بروتوكولات تم تبينها رسميا في عام 1982. هذا وقد تم تبني وربط هذه المفاهيم في العالم الغربي، وانتشرت في وسائل الاتصالات بسرعة، ثم انتشرت إلى باقي العالم مشكلة شبكة عالمية. وقد شكل فرق نمو هذه الشبكة بين العالم المتقدم ودول العالم الثالث فجوة رقمية ما تزال تعد مشكلة رئيسية حتى يومنا هذا. و مع انتشار الإنترنت، لأغراض تجارية وإعلانية في الثمانينات ووصولها إلى كل بيت في التسعينات، فقد أثرت تأثيرا دراميا على الثقافات والأعمال والتجارة. وهذا التأثير يتضمن نهوض الاتصال اللحظي عن طريق البريد الإلكتروني، منتديات المناقشة وشبكة الوب العالمية. و مع تأثيرها الضخم في مجال الأعمال، بدأت توقعات المستثمرين بالازدياد في السوق الحديثة مدفوعة بتلك الابتكارات وهذا ما أدى إلى تضخم مفاجئ ومن ثم تراجع لما سمي Dot-com bubble. ولكن بالرغم من ذلك فإن شبكة الإنترنت تستمر بالنمو.

ثلاثة طرفيات و ARPfb

في العدد الخاص من مجلة Man-Computer Symbiosis في عام 1960، قدم المهندس المبدع J.C.R licklider فكرة عن الشبكة العالمية : "شبكة مماثلة بمثل تلك الأجهزة، موصولة لبعضها بخطوط اتصال عالمية، قادرة على تقديم ربط مذهل لجميع مكتبات المعلومات مع بعضها، متضمنة تخرين هذه المعلومات واسترجاعها إضافة إلى خدمات تكافلية مماثلة " (2) في شهر تشرين الأول من عام 1962 تم تعيين Licklider رئيسا لوكالة أبحاث الدفاع المتقدمة في الولايات المتحدة أو ما يعرف بـ DARPA. حيث تم تشكيل مجموعة رسمية في تلك الوكالة مختصة بأبحاث الحوسبة، وتم تنصيب ثلاثة طرفيات : واحدة من أجل تطوير النظام في سانتا مونيكا، واحدة لمشروع Genie في جامعة كاليفورنيا في بيركلي وواحدة في معهد ماساتشوستس للتقنية. برر Licklider الحاجة لشبكات داخلية بأنها ستوقف الهدر الواضح الناتج عن : "وضعت ثلاثة أنظمة تحكم للمستخدمين، من أجل كل واحدة من تلك الطرفيات. فإذا كنت أتحدث ضمن الشبكة مع شخص ما في S.D.C وأردت أن أناقش احدهم في بيركلي أو M.I.T في ذلك الموضوع فقد كنت أضطر أن أقطع اتصالي مع الأول ثم أغير إلى الطرفية الثانية. أما الآن فإنه من الواضح أنه يمكنك التحدث مع الاثنين سوية، لأن كل طرفية هي موصولة بكل الاتجاهات مع باقي الطرفيات وهذه هي فكرة ARPAnet "(3).

Arpanet

بعد ترقية Robert Yaylor لرئاسة مكتب معالجة المعلومات في DARPA، عزم روبرت على تطوير فكرة Licklider عن نظام الشبكات المتصلة ببعضها. حيث أحضر Lary Roberts من جامعة M.I.T وبدءا سوية بتطوير تلك الفكرة وبدء مشروع شبكة الـ ARPAnet. أولى خطوات تلك الشبكة بدأت بوصل جامعة كاليفورنيا، جامعة لوس أنجلوس ومعهد الدراسات في ستاندفور. في تمام الساعة العاشرة والنصف مساء في 29 تشرين الأول 1969 تم وصل شبكة مؤلفة من 4 عقد وذلك بإضافة جامعة أتوا وجامعة كاليفورنيا وجامعة سانتا باربرا. وقد نمت شبكة ARPANET بعد تطبيق الأفكار التي طورت في ALOHAnet. وفي عاد 1981 نما عدد المراكز المضافة إلى تلك الشبكة إلى 213 بمعدل مركز جديد مضاف كل عشرين يوم. (4)(5) أصبحت ARPANET النواة التقنية للإنترنت لاحقا، وأداة أساسية في تطوير التنقيات التي استخدمت لاحقا لبناء شبكة الإنترنت. بنيت شبكة ARPANET وطورت حول مفهوم RFC الذي ما زال يستخدم حتى يومنا هذا في طلب وتوزيع بروتوكولات الإنترنت وأنظمتها. مفهوم RFC كان قد ألف وطور على يد Steve Crocker من جامعة كاليفورنيا ولوس أنجلوس ونشر في 7 نيسان 1969. وهذه السنوات المبكرة لنشأة تلك الشبكة قد وثقت في عام 1972 في فيلم : Heralds of Resources Sharing. كانت المشاركات العالمية في تلك الشبكة ضئيلة ومحدودة. لعدة أسباب سياسية، حيث كان الباحثون والمطورون الأوربيون معنيين بتطوير شبكة X.25. كانت النرويج هي الاستثناء، بمشاركتها في تطوير مع يعرف بـ NORSAR وذلك في عام 1972، ثم تبعتها السويد في عام 1973 ثم بريطانيا في وقت لاحق.(6)

المراجع

  • Ruthfield, Scott, The Internet's History and Development From Wartime Tool to the Fish-Cam, Crossroads 2.1, September 1995.
  • J. C. R. Licklider (1960). Man-Computer Symbiosis.
  • Robert W. Taylor, co-writer with Licklider of "The Computer as a Communications Device", in an interview with the New York

Times,