بينيدتو كروتشه
بينيديتو كروتشه (بالإيطالية: Benedetto Croce، 25 فبراير 1866 – 20 نوفمبر 1952) كان فيلسوفًا مثاليًا ومؤرخًا وسياسيًا إيطاليًا، تناول موضوعات عديدة في كتاباته، من بينها الفلسفة والتاريخ وعلم التأريخ والجماليات. تشير معظم وجهات النظر إلى أن كروتشه كان ليبراليًا، رغم معارضته للتجارة الحرة وفق مبدأ عدم التدخل وما كان له من تأثير معتبر على مثقفين إيطاليين آخرين من بينهم الماركسي أنطونيو غرامشي والفاشي جيوفاني جنتيلي. شغل كروتشه منصب رئيس نادي القلم الدولي، رابطة الكتّاب العالمية، منذ عام 1949 حتى عام 1952. ورُشح لجائزة نوبل للآداب 16 مرة.
فلسفة الروح
متأثرًا بشكل واضح بهيغل ومثاليين ألمان آخرين مثل شيلنغ، قدّم كروتشه ما سماه فلسفة الروح، وكانت التسميتان اللتان فضلهما هما «المثالية المطلقة» أو «التاريخانية المطلقة». يمكن النظر إلى أعمال كروتشه على أنها محاولة ثانية (على عكس كانت) لحل المشاكل والنزاعات بين التجريبية والعقلانية (أو بين النزعة الإثارية والفلسفة المتعالية على التوالي). وقد دعا منهجه باسم الحلولية (بالإنجليزية: immanentism)، وركز على التجارب الإنسانية المعاشة وفقًا لحدوثها في أماكن وأزمنة معينة. وبما أن جذر الواقع يتمثل بهذا الوجود الحلولي المتأصل ضمن التجربة الملموسة، فقد وضع كروتشه الجماليات بين الأسس التي تقوم فلسفته عليها.
مجالات العقل
تعبّر مقاربة كروتشه المنهجية للفلسفة عن نفسها من خلال تقسيمه للروح، أو العقل. إذ يقسّم النشاط العقلي أولًا إلى الجانب النظري، ثم الجانب العملي. وينقسم الجانب النظري بين الجماليات والمنطق؛ وأهم ما تتضمنه هذه الجماليات النظرية هو الحدس والتاريخ، في حين يتضمن الجانب المنطقي كلًا من المفاهيم والعلاقات. أما الروح العملية فتهتم بالاقتصاد والأخلاقيات، ويجب فهم الاقتصاد هنا على أنه مصطلح شامل لكل المسائل النفعية.
لدى كل من هذه الأقسام بنية ضمنية تُملي نمط التفكير الذي يتلاءم معه أو تمنحه اللون. فبينما يقود حافزُ الجمال علمَ الجماليات، يكون المنطق تابعًا للحقيقة، ويهتم الاقتصاد بالأمور المفيدة، أما الأخلاقيات فترتبط بالخير. يُعد هذا المخطط وصفيًا من ناحية أنه يحاول شرح منطق الفكر البشري؛ غير أنه تقريري في الآن نفسه، من ناحية تشكيل هذه الأفكار لأساس المزاعم والثقة المعرفية.
اقتباسات مختارة
- «كل التاريخ تاريخ معاصر».
- «بصفتي مؤرخًا، أدرك ما تتصف به نظريات العِرق من اعتباطية وخيالية وقابلية للطعن».
- «كل الناس يكتبون الشعر حتى عمر الثامنة عشرة، ولا يستمر على ذلك إلا صنفان منهم: الشعراء والحمقى».
فلسفته
فلسفة كروتشه هي فلسفة المثالية المطلقة. ومذهبه الفلسفي يضع أربع درجات في «هبوط عالم الروح» وهي الدرجة الجمالية (تجسد الروح الفرد)، والدرجة المنطقية (مجال العام). والدرجة الاقتصادية (مجال المصلحة الخاصة) والدرجة الأخلاقية (مجال المصلحة العامة).
وكان لنظرية كروتشه الجمالية تأثير بالغ على النقد الفني البورجوازي. فقد عارض الفن باعتباره معرفة حدسية بالفردي المتجسد في الصور الحسية بالاستدلال العقلي، باعتباره عملية عقلية لمعرفة العام. ويسعى مذهب كروتشه الأخلاقي إلى إخفاء الأساس الاجتماعي والطبيعة الطبقية للأخلاقيات. وتروج فلسفته الأخلاقية لمبدأ إخضاع الفرد للـ«كلي» أي إخضاع الفرد للنظام الاستغلالي السائد. وكان كروتشه ايديولوجيا بارزا وزعيما سياسيا للبورجوازية الليبرالية الإيطالية وكان خصما للفاشية.
وهو خير من يمثل النزعة التعبيرية في فلسفة الجمال إذ يرى أن الجمال في التعبير، وعنده الفكر أربعة أنواع
- الحدس أو التصور الصادق
- عملية الإدراك: – أي الحدس والإدراك – يمثلان الجانب النظري للفكر ويقابله الجانب العملي وهي:
- الإرادة الفردية
- الإرادة الجماعية 0[١]
أهم مولفاته «فلسفة الروح» (1902-1917).
كروتشه
فيلسوف ومؤرخ وناقد أدبي إيطالي.
ولد في ٢٥ فبراير سنة ١٨٦٦ في Pescasseroli بالقرب من نابلي ودرس في أحد المعاهد الدولية بهذه المدينة الأخيرة. وفي سنة ١٨٨٠ بدأت أزمته الدينية. وفي ٢٨ يوليو سنة ١٨٨٣ حدث زلزال في Casamicciola راح ضحيته أبواه
وأخته، وظل هو مدفونا تحت الأنقاض طوال عدة ساعات، كذلك وأصبح سلفيواسبافنتا Spaventa وصياً عليه وعلى أخيه الأصغر منه، وانتقلا إنى روما ليعيشا في بيت اسيافنتا.
دخل بندتو جامعة روما لدزاسة القانون. وفي سنة ١٨٨٤ حضر محاضرات أنطونيو لابريولا Labriola في لفلسفة الخلقية . ثمعاد إلى نابلي في سنة ١٨٨٦ عاكفاً على الدراسات التاريخية والتحصيلية. وسافر إلى المانيا واسبانيا وفرنسا وانجلتره. وألف مقالات تاريخية جمعت فيما بعد بعنوان: «ثورة نابلي في سنة ١٧٩٩. ». ودعاه لابريولا إلى روما في سنة ١٨٩٥، وبدأ يهتم بدراسة الاشتراكية والماركسية، وكان لابريولا م, كبار دعاتها في إيطاليا انذاك وواصل كروتشه اهتماماتهالسياسية في هذا الميدان بين عامي ١٨٩٥ و١٩٠٠، وكانت ثمرة ذلك مجموعة من المقالات نشرها في سنة ١٩٠٠ تحت عنوان : «المادية التاريخية والاقتصاد الماركسي»، وفي نفس السنة نشر ثمرة عنايته أيضاً بعلم الجمال وعلم اللغة، في كتاب بعنوان : «المقالات الأساسية في علم الجمال بوصفه علما ولغويات عامة». وقد أعاد كتابته وشره في سنة ١٩٠٢ بعنوان: «علم الجمال بوصفه علم التعبير ولغويات عامة» . وفي نفس السنة تباحث مع جيوفاني جنتيله Gentile من أجل إصدار مجلة متخصصة في الفلفة، وأعنن عن برنامجها-
في ٢٠ يناير سنة ١٩٠٣ أصدر العدد الأول من مجلة Critica التي سينشر فيها بعد ذلك معظم أبحاثه ودراساته الفلسفية والتاريخية والجمالية.
وفي سنة ١٩٠٦ تعاون مع جنتيله للاشر ف على إصدار مجموعة : كلاسيكيات الفلسفة الحديثة» -0ا1 Classic¡ della sofia moderna لدى الناشر Laterza في مدينة باري Bari (شرقي إيطاليا) وهي مجموعة ستكون ذات أثر عظيم في نشر الفلسفة في إيطاليا، ولا تزال دار لاترتسا حتى اليوم من أكبر دور نشر كتب الفلسفة في العالم كله.
وفي سنة ١٩٠٦ ظهر كتابه الشهير: « ما هوحي وما هو ميت في فلسفة هيجل» .
وفي سنة ١٩٠٨ نشركتابه : «فلسفة العمل» .
وفي سنة ١٩٠٩ نشر نشرة موسعة لكتابه في «المنطق» الذي كان قد نشر منه طبعة موجزة في سنة ٠٥ ١٩.
وفي سنة ١٩١٠ نشركتابه : مشاكل في علم الجمال» .
وكان كروتشه شديد الإعجاب بفيلسرف التاريخ الإيطالي في القرن الثامن عشر جان باتستا فيكو Vico ويشعر بواشجة قرب فكرية بينه وبينه، فأصدر عنه في سنة ١٩١١ كتاباًبعنوان: ,خلفة جان باتستا فيكو،.
وفي عامي ١٩١١، ١٩١٢ شرع في كتابة ابحاث ستجمع بعنوان «نظرية كتابة التاريخ».
وفي سنة ١٩١٣ اصدر كتاباً صغيراً في علم الجمال اشتهروانتشرانتشاراًواسعاً، وعنوانه: اجوهرة مبادى* علم الجمال، ، Breviario di Estética .
وفي سنة ١٩١٥ اصدر كتابه: «دراسة التاريخ في إيطاليا منذ مستهل القرن التاسع عشرحتى اليوم».
وفي سنة ١٩٢٠ صار وزيراً للمعارف، وواجه مشكلة اصلاح التعليم الثانوي وتعليم الدين في المدارس، وذلك في وزارة كان يرئسها Giolitti . فلما سقطت هذه الوزارة في ٤ يوليوسنة ١٩٢١، وتلتها وزارة Bonomi ترك الوزارة وعاد الى نابلي.
وتولى موسوليفي الحكم في اكتوبر سنة ١٩٢٢ فآثركروتشه الانتظار والترقب وكان زميله القديم جيوفافي جنتيلم قد صاب وزيراً للمعارف في حكومة موسوليني وتقدم إلى البرلمان بمشروع لإصلاح التعليم الثانوي فدافع عنه كروتشه.
لكنه في سنة ١٩٢٥ بداً يعارض الفاشستية فاشترك مع المئات من المثقفين المعارضين للفاشستية في توقيع بيانضد النظام الفاشستي، وذلك في أول مايوسنة ١٩٢٥.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى سنة ١٩٤٣ ظل يعارض في صمت وحذر النظام الفاشستي، لكنموسوليفى تركه وشأنه ولم يمسنه بأي سوء طوال هذه الفترة، وتركه حراً في نشر انتاجه وإصدار مجلة 13 Critica . وكروتشه بدوره لم يسى ء استغلال هذه الحرية، فلم تصدر عنه مقالات مضادة للفاشستية ولم يثترك في أي نشاط معارض.
وفي سنة ١٩٣٦ اصدر كتابه عن: الشعر» La Poesia.
وفي سنة ١٩٣٨ اصدر كتابه: «التاريخ بوصفه فكراً
وبوصفه عملا».
وفي سنة ١٩٤١ أصدر كتابه: «طابع الفلسفة الحديثة ي.
ولما سقط الحكم الفاشسي في جنوب إيطالياوقبض على موسوليني سنة ١٩٤٣ هض كروتشه للاشتغال بالسياسة من جديد، وراح يعيد تكوين الحزب الليبرالي المنحل، وأخذ يلعن النظام الفاشسي الراحل، وكان الحلفاء قد احتلوا جنوب ايطاليا بقيادة الجنرال الأمريكي W.J. Donovan.
وفي ٢٤ ابريل سنة ١٩٤٤ تكونت أول حكومة ديمقراطية في جنوب إيطاليا بعد احتلالها وعقدت أولى جلساتها في سالرنو، واشترك في تشكيلها كروتشه، واسفورتسا Sforza ورودينو 00^800والزعيم الشيوعي تولياقي Togliatti - بوصفهم وزراء بدون وزارات. لكنه ما لبث في ١٤ يوليو سنة ١٩٤٤ أن استقال من الوزارة.
بيد أنه في الفترة ما بين ١٩٤٤، ١٩٤٧ كان رئيساً للحزب الليبرالي Partito Liberale وفي ٣٠ نوفمبر سنة ١٩٤٧ استقال من رئاسة هذا الحزب.
وفي سنة ١٩٤٩ أصدر كتابه: ,فلسفة وتاريخ».
وفي سنة ١٩٥٢ نشر اخر كتبه بعنوان: Iأبحاث عن هيجل وإيضاحات فلسفية».
وتوفى كروتشه في مدينة نابلي في العشرين من شهر نوفمبر سنة ١٩٥٢.
فدفته
تنعت فلسفة كروتشه بأنها «تاريخية مطلقة» storicismo absoluto ويمكن تلخيص المعافي الأساسية في هذه اسة ي يلي:
١ - لا توجد حقيقة بخارج العقل الإنساني، ولهذا فإن الموضوع باطن في الذات. والعقل نظر وعمل.
٢-لا ينفصل الفرد عن الحقيقة الكلية، بلهو تجسيد لها. «والفرد، مهما يفكر أو يفعل، فإنه في حياته الأرضية يشعر بأن العمل الإلهي يتم في داخل ذاته،.
٣ - وتطور العقل لا يسير على خط، بل على شكل دورات: دورة وعودة دورة على نحو ما ذهب إليه جان باتستافيكو. فالعقل ينتقل من الفكر إلى الفعل، ثم من
كروتثه
الفعل إلى الفكر بيد أنه يتجدد في كل مرحلة. ويستعين هنا بفكرة الهيولى والصورة عند أرسطو. فما هو صورة يصير هيولى، في المرحلة التالية، بالنسبة إلى صورة أكمل وأغفى.
٤ - الوحدة والتمييز حدان متضايفان : فلا وحدة بلا تمييز، ولا تمييز بلا وحدة. فوحدة العقل لا تفهم الا بتنوع الأفكار، وتنوع الأفكار لا يفهم إلا بوحدتها في العقل.
ويميز كروتشه في نثاط العقل بين: اتجاه نظري، واتجاه عمي. والاول ينقسم بدوره الى تخيل، وعقل منطقي. والثاني، العملي، ينقسم إلى اقتصاد، واخلاق. في الاقتصاد تتجم العناية إلى المصالح الفردية، وفي الأخلاق تتجه العناية إلى خير الناس جميعا.
والتاريخية هي عند كروتشه القول بأن الحياة والواقع هما تاريخ ولا شيء غير تاريخ. وتقوم التاريخية عند كروتشه على المبادىء التالية:
١ -إنكار بقاء الطبيعة عالم قائماً بذاته.
٢ - الاعتراف بالطابع العقلي للواقع، كل الواقع..
٣ - تفسير العقل على أنه عملية تطورية ديالكتيكية، أي عملية لها في ذاتها مبدؤها الخاص في الفهم.
٤ - رفض كل نوع من العلوالبعد تارني -دل31 د٠ق0٢أ35أ٦٠ل] لقألهك وتوكيد عحايثة الكون، العقل في التاريخ، وبعبارة أخرى: توكيد الهوية بين العقل وبين التريخ.
ه - رد المعركة إلى معرفة تاريخية ورد الفلسفة إلى لحظة منهجية في التاريخ.
والعقل عند كروتشه تطور، والتطور تغلب متمر على الذات وتجاوز لها، وهو في الوقت نفسه محافظة مستمرة عليها. والعقل تقدم، وكل لحظة من لحظاته لها قيمة ايجابية، من داخله تتدرج وقائع الطبيعة كما تتدرج وقائع الحياة الإنانية، لان الطبيعة تكوين وحياة تاريخية، «والواقع، الواقع الوحيد (الذي يشمل في داخله الإنسان والطبيعة، وهما لا ينفصلان إلا تجريييا وتجريدا فقط) كله تطور وحياة» (نظرية وتاريخ كتابة التاريخ» ص ١١٨ ).
وقد اهتم كروتشه بفلسغة الفن وعلم الجمال امما اعتمام. وهويضع للفن الخصاثص التالية:
١ - لا يقوم الفن في مضمون معين، ولا في شكل محدد بالذات. فما يكون الجمال في الأثر الغني ليس معناه الأخلاقي أو الديفي او المتعة القي يجلبها للمشاهد. كذلك لا يوجد شكل جميل - أو تماثل أو انسجام - بدون مضمون. وإذن لا يقوم الجمال الففي في هذا المضمون أو ذاك، ولا في هذا الثكل اوذاك، وانما يقوم في الرابطة بين المضمون والشكل معاً.
٢ - وهذه الرابطة تقوم في العاطفة والخيال معاً ٠ إنا تركيب قبلي للعيان الجمالي الحسي. ولا يوجد موضوع ففي خارج الوحدة العضوية ين الخيال والعاطفة. والصورة الخالية من العاطفة هي شكل خاو، وكذلك العاطفة بدون صورة هي مادة عمياء.
٣ - كذلك يوحد كروتشه بين الخيال العقلي وبين التعبيرعنه، فلا توجد صورة جميلة بدون ألوان ولا خطوط؛ كما لا توجد صورة موسيقية بدون نغمات وتوافقات.
٤ - الفن لا يستغني ص صناعة فية (تكنيك) ، أي أن ثمة صعوبات فزيائية لا بد للفنان أن يتغلب عليها وهو بسبيل التعبير عن العاطفة في عمله الففي.
٥-الفن لا يتوقف على المنفعة أو اللذة أو الأخلاق أو الدين والباسه أو الفلسفة، وإنما هومستقل بذاته، الالم يكن فناً.
٦ - الشعر هو الدرجة الأولى في الفن، إنه لغة الأم لكل الجنس ا لبثري» («علم الجمال بوصفه علم التعبير,. ٠٠ ص’٣، باريسسنة١٩٥٨). ولهذا يمكن ان يوجد الشعر، دون أن يوجد النثر، لكن لا يمكن أن يوجد النثر دون أن يكون الشعر موجوداً.
أما في الأخلاق فإنه ينقد مذهب المنفعة الماركسي، كما ينقد الصوريةفيالأخلاق عند كنت.. والحكم الأخلاقي يقرر أن أمراً ما هو واجب لانه ينطوي على قبمة عقلية كلية تنتسب إما إلى الجمال أوإلى الحق أرإلى المنفعة الاجتماعية.
مؤلفاته
A) Filosofía della 501110:
1 . Estética 0110 scienza dellespressione e Linguisti-ca generale. Palermo. Sandrun, 1902. Milano 1971.
- F. Capanna: La religioneinB.Croce. Bari, 1965.
- . Borsari: L’opera di B. Croce. Napoli, 1964.
كروتشي، بينيديتو
كروتشي، بينيديتو (1866-1952م). فيلسوف إيطالي يُعدّ من أكثر فلاسفة إيطاليا تميزًا في القرن العشرين. وكان يؤمن بوجود نوعين من المعرفة: المعرفة التي تأتي عن طريق الفهم، والمعرفة التي تأتي عن طريق الخيال. والخيال عند كروتشي يوجِّه الفن. وكان يؤمن بأن الفن لا يحاول تصنيف الأشياء، كما يفعل العلم، لكنه يُحسّ بها ويمثلها فقط.
ساعد كروتشي في إعادة إحياء الاهتمام بأعمال المفكر الإيطالي غيامباتيستا فيكو. وكان له أثر في إعادة تقويم أفكار المفكر الألماني ج. و. ف. هيجل. كما أثر كروتشي في فلسفة الفن والتاريخ في بريطانيا إلى حد كبير، وذلك من خلال تأثيره في كتابات الفيلسوف والمؤرخ البريطاني ر. ج. كولينجوود. كذلك أسس كروتشي مجلة لاكريتيكا وهي مجلة تعنى بالأدب والفلسفة والتاريخ، كما قام بدور المحرر فيها. ومن أهم كتبه: علم الجمال (1902م)؛ الفلسفة العملية (1908م)؛ المنطق (1909م)؛التاريخ بوصفه قصة الحرية (1938م).
ولد كروتشي في بيسكا سيرولي بالقرب من بيسكارا. وعين في منصب سيناتور عام 1910م، وساعد في إصلاح المدارس الإيطالية في العشرينيات، وكان من المناوئين لحكومة بنيتو موسوليني الفاشية، وزعيمًا للدوائر الليبرالية الفكرية في إيطاليا.
- ^ *تلخیص كتاب النقد الأدبي الحدیث. للمؤلف الدكتور محمد غنیمي ھلال. تلخیص عبد الله أحمد الباكري. أسس الجمال الفلسفیة للنقد الحدیث. حيث يقول ان عند كروتشة الفكر في حالة نتاجه الفني عن طریق الحدس یخلق الجمال بالتعبیر ولیس له مصدر سوى الفكر عن طریق الحدس. * وأساس النقد عند كروتشه ھو عاطفة الشاعر في شكلھا التي ظھرت فیه، إذ العاطفة لا معنى لھا إلا في الشكل التي ظھرت فیه. * ویرى كروتشه أن الفن لیس محاكاة للطبیعة بل ھو خلق مستقل عنھا فلا جمال ولا قبح في موضوع الفن فھو یصف الخیر ویصف الشر ووصفه جمیل في كلتا الحالتین 0 * وفي الحق یبدو الفیلسوف كروتشه فریداً في نقده الجمالي فھو ضد التفریق بین اللفظ والمعنى والشكل والمضمون، ویرى القیمة كلھا في التعبیر والأسلوب على أنه لا یرید بالصنعة والشكل أن یكون العمل الأدبي مصطنعاً ولكنه یھتم بصدق الفنان وصدوره في تجربته عن ذات نفسه 0* ویقرر كروتشه أن العمل الفني مصدره قوة الحدس التعبیري الذي ھو قوة فكریة والعمل الفني خلق حر.