بوكلاب



بوكلاب منطقة اشتق اسمها من اسم الجد الأول الذي سكن "دوار" (ريف) "بركان حوالي سنة 1670 م, (تقدير الفترة كان من خلال شهادات الميلاد التالية على الترتيب والتعاقب في النسب إلى غاية ابن المنطقة الأستاذ بوطاس الحاسن بن مختار بن قويدر بن أحمد بن عمار بن أحمد المستخرجة من بلدية الميلية بولاية جيجل (كانت تابعة لقسنطينة قبل التقسيم الإداري الذي ألحقها بولاية جيجل)الجزائرية). وقد تشتت أحفاده بين منطقة وأخرى من المناطق المجاورة مشكلين "دشرات" (مجمعات سكنية تقليدية صغيرة) متواجدة كل واحدة منها بمحاذاة العيون, هذه "الدشرات" (القرى)هي: بني ميمون, وأولاد عمر التي بها بدورها: الرمان, بوطاس، أينان, الفوكية, تالفت.

الغطاء النباتي والتضاريس

نظرا لغلبة الطابع الجبلي على تضاريس المنطقة من جهة ومتاخمتها لحواشي ساحلية بحوالي 70 كيلومتر, فقد نتج عن ذلك رطوبة عالية النسبة بالغابات الكثيفة بالمنحدرات ومجاري الوديان, مثل غابة ويزان الكثيفة جدا الشهيرة التي يمر بها وادي بني عيشة, وو ادي الرمان وبالقرب منها وادي تالفت.

يسودها أساسا شجر البلوط الذي تقدم ثماره غذاء للحيوانات التي يربيها السكان, هذه الثمار مفضلة كثيرا لدى الخنازير البرية وفئران الغابة, و"عروسة الخير" (حيوان شبيه بالقط بطول حوالي 20 سم), وينمو فوق جدوعها الميتة القديمة نوع من الفطريات مواسم جنيها تزامن الفترة المشمسة الدافئة التي تعقب المطر الثالث من الشتاء. كما تنمو أشجار "ساسنو" المفضلة ثمارها الحمراء لدى القردة, وكذا لدى السكان.

و إلى جانب الغابات الطبيعية تنحجب المنطقة بما فيها القرى بأشجار الزيتون التي تمثل المصدر الأساسي لأموال أرباب الأسر بعد جنيهم الثمار وعصر الزيتون في بيوتهم من قبل النسوة باستعمال خمس أدوات هي "القرطلة" (دلو مضفور من القصب) و"المختافة" (قضيب طوله حوال مترين طرفه يشبه الحرف حـ لتقريب الأغصان ونزع الحب يدويا منها, "و القرقابة" وهي صخرة تستعمل في طحن الحب, و"آصناج" وهي "قرطلة" كبير يوضع فيها الطحين "اللمش" لينفذ منه الزيت, والباقي يستخلص في "الجابية" وهي بئر صغير قطره متر ونصف وعمقه بطول الخصر, تعبأ ماء ثم يسكب فيها "اللمش" ليبقى الزيت وحده طافيا بعد أن يصير اللمش إلى قاع "الجابية", ثم يجفف اللمش ويستعمل في الطبخ وتدعيم صناعة الفخار, التي يقاس بها مدى نشاط وفحولة المرأة إلى جانب قدرتها على جلب أكبر كمية من الحطب وامتلاك أكبر عدد من "المحايط" (الحطب الجاف المكدس الموجه للتدفئة و...)

أغلب الأحراش التي تغلب على الطابع النباتي بها, نباتات الخنج (الخلنج) والكندول, والحلموش (الريحان) اللذان تفوح منهما روائح ممتازة, ذلك فضلا عن نبات يسمى "آليّة" ايمثل الغذاء الأمثل للماعز, و"آفالتشو" الذي يستعمل في صناعة البرادع, وفي أعلالي الجبال نجد نبات الديس الذي يلقي رواجا تجاريا منقطع النظير لاستخدامه في صناعة الأسقف والأفرشة والحبال والبرادع (جمع بردعة, وهر سرج الحمار).

كما تنمو نبتة "كريوة" بالمناطق المرتفعة الروبة والظل, ولها ثمرة تستخرج من تحت التراب باستعمال قضبان "الخنج" القاسية, تشبه هذه البذرة حبة البطاطا شكلا وطعما, وتستعمل وحدها مع كثير من زيت الزيتون في تحضير "العصيدة" الشبيهة بالعجين.

ونظرا لكون المنطقة مندرجة ضمن أعلى مكان للمغياثية في الجزائر, فإن جبالها تزخر بينابيع دائمة العطاء مستغلة في الشرب والسقي للمجمعات السكنية (الدشور) مثل: عين مجراب - آنساي - العين دي لحميرة - العين أم النغاور - العينديقلاسن...