بوشتى البغدادي



بوشتى البغدادي مـجرم حرب قام بإبادة عرقية في الريف - شمال المغرب سنة 1898 بأمر من السلطان العلوي المولى عبد العزيز، ذبح مئات من الريفيين داخل المسجد وأثناء الصلاة.

وقد جاءت هذه الحملة الإرهابية المخزنية على الريف بعد هزيمة الجيش المخزني بقيادة المدعو مولاي عبد السلام الأمراني الملقب ب »بوثمنت« وطرده من بلاد الريف. مع وصول الإمدادات المخزنية ودخول السفاحين بوشتى البغدادي وبوبكر بن الشريف إلى العاصمة أجدير، يقول الأنتربولوجي والمؤرخ دافيد مونتكمري هارت

إنه أثناء انتظار وصول مزيد من الإمدادات الأخرى »دخل عم السلطان
مولاي بوبكر بن الشريف والقائد بوشتى البغدادي في مفاوضات مع
أهل بقيوة لكسب الوقت، بعد أن تيقنا بعدم جدوى مقاومة
القبيلة بالسلاح. واتفق رؤساء الجيش على كتابة رسالة مغلوطة
باسم السلطان وقراءتها على أهل بقيوة لتمويه القبيلة
أن السلطان لم يرسل المحلة قصد الهجوم عليها، بل أرسلها فقط 
للدخول في الحوار معهم للوصول إلى حل يرضي الطرفين« (158).

وفي إطار تنفيذ الخطة المخزنية الماكرة، ذهب الغادر بوشتى البغدادي إلى سوق أحد الرواضي نواحي إزمورن وتلا عليهم تلك الرسالة المنسوبة إلى السلطان، غير أن أحد كبار إبقوين وهو علي اللوه (توفي في سنة 1927 بعد مشاركته في حرب الريف) فطن بالرسالة والمكيدة البوشتتية وحذر رجال إبقيوين من المكر والغدر المخزني حيث قال لهم: »

إنكم إن أقدمتم على الاستسلام الأعمى فسوف تتركون نساءكم ثكالى،
وأبناءكم وأموالكم نهبا للصوص المعتدين، وقبل هذا وبعده سوف
تجنون على قبيلتكم عارا لا ينمحي أبد الدهر... أطيعوني هذه
المرة وأعصوني في كل شيء.. « (159). 

لكن بعض أهالي إبقيون لم يقتنعوا بتحذيرات علي اللوه، وصدقوا كلام المخادع السفاح بوشتى البغدادي، الذي استدعى حوالي 200 رجل من كبار إبقوين إلى العاصمة أجدير، مكان المعسكر المخزني، ففتك وبطش وقتل أولئك الريفيين الذين حضروا إلى أجدير للمفاوضات، حيث ضربوا هناك بوابل من الرصاص وهم ساجدون يؤدون الصلاة، واستشهد عشرات المصلين الريفيين إضافة إلى الاعتقالات ولم ينج منهم إلا القليل جدا، وعن هذه الخطة الإرهابية التي رسمها السفاحان بوبكر الشريف وبوشتى البغدادي كتب العربي اللوه نجل علي اللوه الذي نجا من من مجزرة ومكيدة أجدير يقول: »

وهنا لابد من الإشارة إلى أن ابن البغدادي قد توجس خوفا من
أن يصاب من رجال »بقيوة« بمثل النكسة والهزيمة التي كبدوها نظيره
السابق »بوثمنت« (عبد السلام الأمراني) فلذلك نزع إلى الأسلوب
المعتاد في ذلك العهد لدى رجال الدولة، وهو المكر، والخداع والغدر،
متى استعصى عليهم الأمر، وتوقعوا العجز عن القضاء على أي ثائر
متمرد، مثل المنهاج الذي سلكوه للقبض على الريسوني كما تقدم،
على أن قصة القبض على ولد البشير امسعود ليست بغريبة على القراء،
فهي أشهر من أن تعرف، ذلك أن السلطان مولاي الحسن الأول، احتياطا
منه وحذرا من استفحال أمره، قد تصدى بنفسه لقمع ثورته، ولكن بعد
معارك قاسية، كان الفوز والانتصار فيها لولد البشير، فلم يسع صاحب 
الإلا أن ينتهج طريق المكر والخداع والغدر(...) أما بوشتى البغدادي
فإنه احتياطا من أن يصاب بنكسة هزيمة في هجومه على أهل »بقيوة« قد رسم
لجيشه خطة فريدة من نوعها للمكر والغدر والفتك بأولئك الذين حضروا
إلى المحلة لتجديد الولاء والطاعة لصاحب الجلالة، حيث أعلمهم بأنه حين يؤذن
المؤذن لصلاة المغرب، وتقام الصلاة، ويدخل القوم في صفوف الصلاة فإنه يجب أن
يكونوا على حذر واستعداد، حيث ستعطي لهم علامة بالنفخ في البوق وعند انطلاق
صوت البوق، يجب أن يبادروا إلى الفتك والبطش بهم بكل ما يمكن من السرعة« (160).

المصادر والمراجع

  • (انظر) العربي اللوه نجل علي اللوه الذي نجا من من مجزرة ومكيدة أجدير
  • (انضر) (مولاي محند والحركة الريفية (الجزء 13 و 14) للكاتب القجيري محمد.
  • كتاب : الريف بين القصر، جيش التحرير وحزب الاستقلال - للكاتب مصطفى أعراب.

وصلات خارجية

  • ا