بن بن
في الصيغة الهليوبوليسية من أسطورة الخلق في الديانة المصرية القديمة، كان بنبن هو التل الأزلي الذي ظهر على صفحة المياه البدائية نو التي استقر عليها الإله الخالق آتوم، حيث كانت المياه تغطي الأرض بالكامل طبقاً لمعتقدات قدماء المصريين. وكان الإله آتوم أول من تخطي على هذا التل، ثم خلق الإنسان وشكله من الطين. معنى اسم «آتوم» «تم» أي الكامل. وكان قدماء المصريين يعتقدون أن تل «بن بن» ظهر في أون [عين شمس = هليوبوليس] ولهذا انشأوا في هذا الموقع أول عاصمة في مصر.
حجر بنبن (المعروف أيضًا باسم البيراميديون أو الهريم) هو الحجر العلوي للهرم. وكانت المعابد القديمة تحتفظ بأحجار هرمية الشكل كتمثيل لتل بن بن. وشكلت قمم المسلات في مصر القديمة في شكل هرم صغير، وكانت تسمى «بنبنت».
التل البدائي
في نصوص الأهرام، على سبيل المثال، العبارات 587 و600، يُشار إلى آتوم نفسه أحيانًا باسم "التل". وقيل إنه تحول إلى هرم صغير، يقع في هليوبوليس ( باللغة المصرية القديمة: آنو أو إيونو )، ويقال إن آتوم يسكن فيه. طورت مدن أخرى أساطيرها الخاصة حول التل البدائي. في ممفيس، كان الإله تاتنن، إله الأرض وأصل "كل شيء في شكل طعام وقرابين إلهية، وكل الأشياء الجيدة"، تجسيدًا للتل البدائي.
حجر بنبن
حجر بنبن، الذي سمي على اسم التل، كان حجرًا مقدسًا في معبد رع في هليوبوليس. وكان المكان الذي سقطت عليه أشعة الشمس الأولى. يُعتقد أنه كان النموذج الأولي للمسلات اللاحقة، واستندت أحجار قمم الأهرامات العظيمة إلى تصميمها. يُطلق على حجر القمة (قمة الهرم) أيضًا اسم البيراميديون أو الهريم. في مصر القديمة، ربما كانت هذه الأحجار مذهبة بحيث تشع في ضوء الشمس.
توجد العديد من أحجار بنبن، التي غالبًا ما تكون منحوتة بالصور والنقوش، في المتاحف حول العالم.
تم تبجيل الإله الطائر بينو، والذي ربما كان مصدر إلهام لطائر الفينيق، في هليوبوليس، حيث قيل إنه يعيش على حجر بنبن أو على شجرة الصفصاف المقدسة.
وفقًا لباري كيمب، ربما كانت العلاقة بين بنبن والفينيق والشمس مبنية على الجناس: شروق - ويبين - الشمس التي ترسل أشعتها نحو بنبن، الذي يعيش عليه طائر البينو. تتحدث العبارات 600 و1652 من نصوص الأهرام عن أتوم الذي نهض، كالبنبن، في قصر البنو في هليوبوليس.
التطور التاريخي
منذ العصور الأولى، تم تصوير بنبن بطريقتين؛ الأول كان على شكل هرمي مدبب، والذي ربما كان نموذجًا للأهرامات والمسلات. وكان الشكل الآخر مستدير القمة. وربما كان هذا هو أصل بنبن باعتباره كائنًا نذريًا قائمًا بذاته وموضوعًا للتبجيل.
خلال الأسرة الخامسة، تم إضفاء الطابع الرسمي على تصوير بنبن على أنه مسلة صغيرة وعريضة. وفي وقت لاحق، خلال عصر الدولة الوسطى، أصبحت هذه المسلة طويلة ورفيعة.
في مقبرة بانهيسي من فترة العمارنة، يظهر البنبن على شكل لوحة كبيرة مستديرة القمة تقف على منصة مرتفعة.
