بللحمر (محافظة)

في الشمال من مدينة أبها وبمسافة 40كلم تبدأ معالم منطقة بللحمر التي تعتبر محافظة من أكبر محافظات منطقة عسير نظراً لامتدادها للسهل والجبل وتهامة، ممتدة إلى الشرق لقبائل شهران وإلى الغرب بقبائل عسير وسراة وتهامة بللسمر، ويأتي سبب التسمية نسبة إلى أحمد بن حجر بن الهنو بن الأزد. يبلغ عدد سكانها أكثر من 100ألف نسمة ما بين حضر وتهامة وبادية، وعدد قبائلها 3 قبائل في 400 قرية.

في جولة اليوم نسافر إلى قمم السروات، حيث تقع حاملة قطرات المطر وعطر الرياحين (بللحمر) لنتعرف عليها وعلى مكنوناتها ونقف عن كثب على احتياجاتها.. فكانت بللحمر بتفاوت تضاريسها الجغرافية خلقت أجواء مختلفة انفردت بها عن الغير، حيث ضمت بين أحضانها السهول الممتدة والجبال الشامخة والسهول التهامية الدافئة... ومع هذا فكانت بللحمر بما منحها الله من الجمال الطبيعي سواء بأعالي جبالها أو بطون أوديتها وساحلها التهامي تتواصل مع العصر وتواكب قافلة الخير والعطاء في نموها الحضاري الذي يصور بذلك مدى نجاح خطط التنمية فيها والتي أسس قواعدها التنموية رجالها الذين يحرصون دائماً على أن تكون المنطقة نموذجية تواكب في نهضتها تطلعات الجميع خدمياً وسياحياً، وهذا ما تحقق للمنطقة الجنوبيه، حيث تتمتع منطقة بللحمر بعدد من الإدارات الحكومية كمراكز للامارات بللحمر. البلدية و 9مراكز صحية. ومندوبية تعليم البنات. ومراكز للشرطة. ومركز الدفاع المدني. ومركز سجون بللحمر. ومركز للهلال الأحمر. ومحكمة شرعية. ومستشفى بللحمر العام بواقع خمسين سريراً.

التعليم الحديث

ومع التطور الذي تعيشه جميع قرى ومدن المملكة فقد انتشرت المدارس بجميع مراحلها بنين وبنات. وقد افتتحت أولى المدارس في الثمانينات الهجرية وانتشر التعليم في جميع القرى النائية لمركز بللحمر كغيرها من قرى المملكة وامتد إليها قطار التعليم في ظل اهتمام قيادتنا الرشيدة فانتشرت المدارس بجميع مراحلها بنين وبنات على جميع قرى وقبائل بللحمر.

مدارس البنات

لقد حظيت الفتاة في هذه المنطقة كغيرها بتوفر مدارس المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وإيجاد مندوبية لتعليم البنات ومكتب للإشراف التربوي.

الآثار

وادي عياء الواقع بين منطقة بللحمر وبللسمر ذو القصور القديمة يرسم لنا لوحة قديمة لم تضف إليها مواد صناعية بل بنيت من واقع الطبيعة: الحجر، الخشب، الطين، مقاومة للظروف الطبيعية ونجدها حصوناً حصينة لأي ظروف اجتماعية.

ومن بين الآثار الموجودة في بللحمر المقابر القديمة والتي تعود إلى مئات السنين وتتكون المقابر من أدوار ما بين 2- 3أدوار صغيرة تعرف عند أهالي المنطقة ب"الرسوس" وتزخرف بأحجار المرو الأبيض وما زالت هذه المقابر تحتفظ حتى الآن بجمالها التشكيلي والتكويني.

المهن الحرفية

توجد في بللحمر كغيرها من المراكز العديد من الحرف والصناعات التقليدية فقد اهتم سكان بللحمر بالزراعة كمصدر أساسي لمعيشتهم وهذا يعود إلى المساحة الشاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة ووجود السدود التي كان لها الأثر الكبير في تخزين كميات كبيرة من المياه التي شجعت المزارع على الارتباط بمزرعته ورعي المواشي كاالإبل والأغنام.

المنتوجات الزراعية

تعتبر بللحمر بلداً زراعياً من الدرجة الأولى نظراً لتشكل واختلاف تضاريسها وأبرز المحاصيل الزراعية القمح والشعير والذرة والعدس والفواكه والخضروات بجميع أنواعها ويتم تسويقها في الأسواق المحلية وتزخر بها المنطقة عامة والوادي الأخضر بالماوين.

الأسواق الشعبية

كما هو متعارف فالأسواق الشعبية الأسبوعية هي ملتقى رئيسي لأهالي المنطقة تؤمها كل القبائل والمراكز المجاورة لتبادل البيع والشراء وتبادل الأخبار وتبادل المشورة ومن أبرزها:

@ سوق حشحش:

ويقع سوق حشحش في منتصف قرى الماوين، وهو أيضاً في وادي الماوين التي تعتبر منطقة وسط لبللحمر، ويقام سوق حشحش في يوم الخميس وتأتيه الناس من جميع القرى المجاورة ومن البوادي، ويعتبر سوق الماوين أقدم سوق في بللحمر، وقد اندثر ولم يعد يقام.

@ سوق الحيمه:

ويقع سوق الحيمه في قرية الحيمة ويقام يوم الثلاثاء ويعتبر حالياً من أكبر الأسواق الشعبية في المنطقة، وقد حظي بشعبية واسعة ويقام من عصر يوم الاثنين حتى يوم الثلاثاء، ولا يزال قائماً حتى الآن.

@ سوق بيحان:

من أهم الأسواق في بللحمر ويقام في كل يوم خميس ولا زال قائماً حتى الآن ويجمع البادية والحضر ومن السراة والحجاز وتهامة لموقعه الاستراتيجي.

الأودية والسدود

نظراً لأن بللحمر تقع بين قمم جبال السروات فحتماً لا بد أن يكون هناك أودية ومجاري للسيول ومن الأودية المشهورة:

- وادي الضحى - وادي الماوين - وادي بهوان - وادي عبل - وادي حضرب - وادي مره التابع لأهل فرشاط بتهامة بللحمر - سد وادي خضار بالحيمة - سد وادي الماوين - سد الحفاة بآل زيان - سد الغرابة الملتقى بوادي ال حسين وآل عمر- وادي ذات يومين بقرية شظى

المأكولات الشعبية

تعتبر المأكولات الشعبية في بللحمر متميزة لاختلافها من قرية لأخرى سواء في النكهة أو طريقة الصناعة ومن الأكلات الشعبية المشهورة بها بللحمر: العريكة والعصيدة والمقرص (بتشديد الراء)وخبز البر.

الفنون والرقصات الشعبية

الرقصات الشعبية ميزة تفرد بها سكان المنطقة الجنوبية عامة وقبائل منطقة عسير بصفة خاصة، حيث تؤدى في الأفراح والأعياد والمناسبات العائلية ومناسبات كبار الزوار للمنطقة فأصبحت تراثاً مميزاً يشعل الحماس في قلوب مودية ونذكر هنا بعضاً من الألوان والرقصات الشعبية في بللحمر: العرضة والمداقيل، الخطوة واللعب.

السياحة في بللحمر

كان لبللحمر موعد مع السياحة تستقبل زوارها صيفاً بطبيعتها التي منحها الله والتي تشكلت في بساط أخضر يمتد من الماوين وعبل وصبح وقرى وادي آل حسين ووادي آل عمر وتربطها جميعاً العديد من شبكة الطرق الحديثة ذات الجسور المعلقة المتعددة التي تمر فوق جبالها تسهل للمواطن الوصول إلى مدينة أبها وضواحيها.

ومن أهم المنتزهات:

@ منتزه ومطل آل مشاعر:

ويقع في الغرب من "صبح" ويمتاز بجباله الشاهقة وقممه التي تعانق السحاب في منظر خلاب.

@ منتزه ومطل آل كامل:

وهو مُطل منخفض عن بقية الجبال المحيطة به ويشرف على سهول تهامة ويقع في الشمال الغربي من "صبح".

@ منتزه وشعف آل عزة:

وهو منتزه يطل على سفوح الجبال الخضراء ويمتاز بالزراعة مثل زراعة القمح ويعتبر من أكثر المنتزهات اخضراراً طوال العام.

@ منتزه شعف بيجان وآل معلوي:

وهذا المنتزه يقودك عبر خط مسفلت بين أودية جميلة تنساب فيها جداول الماء التي تمتد بين أشجارها لتوصلك إلى جبل تكسوه الخضرة ينتهي بك إلى عقبة "الجعدة" التي توصلك إلى محافظة محايل.

@ منتزه وادي مرة:

ويقع في تهامة بللحمر ويمتد هذا الوادي حتى يصب في مياه البحر الأحمر كما أنه يمتاز بأشجار السدر والمياه الجارية.

عقبة الجعدة

لعل ما يؤرق الأهالي هناك طريق عقبة الجعدة الموصلة إلى تهامة بللحمر وعسير وصولاً إلى محافظة محايل، بوجودها اختصرت مسافة 170كلم للنزول إلى تهامة ليستغرق عابرها الوقت إلى 15دقيقة من أعالي السراة إلى تهامة هذه العقبة تفتقد الصيانة الدورية وتفتقد تحديثها وتوسعتها.

كلية للبنات

يعاني أهالي بللحمر من عدم وجود كلية تجمع شتات بناتهن المتفرقات ما بين محافظة النماص 70كلم شمال، وموقع كلية أبها 80كلم جنوباً.

خدمات البلدية

يوجد ببللحمر بلدية تم استحداثها في عام 1429 هـ.كما تعاني سهول بللحمر المتمثلة في الماوين والحيمة وبهوان التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 50آلاف نسمة من عدم وجود مواقع أمنية سواء مركز شرطة أو جوازات.