برنامج مكافحة الدودة الحلزونية من شمال أفريقيا


بدأ برنامج مكافحة الدودة الحلزونية (screwworm eradication Program) من شمال أفريقيا من قبل الحكومة الليبية عبر إدارة الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة عن طريق عمل المسوحات ودعم المحاجر البيطرية. ولما كانت الذبابة ذات اليرقات الحلزونية تضع يرقاتها في جروح الحيوانات ثم تأحذ اليرقات الشكل الخلزوني، (ومن هنا جاءت التسمية) فقد كان من المهم معرفة المناطق المستهدفة لعمل المكافحة البيلوجية. وعليه تم إنشاء مصائد للذباب عبر محطات في البلديات توجد بها مواشي (خراف) مجروحة ويتم التعامل مع الجروح حتي لا يتأثر الحيوان- وتؤخذ عينات من المنطقة المجروحة للمعامل وفي حال وجود اثر لليرقات فان المنطقة تعتبر مستهدفة. بعد أن قامت الحكومة الليبية (وكذا تونس والجزائر وتشاد والسودان ومصر) بعمل خطة المكافحة دخلت منظمة الاغذية والزراعة (FAO)في برنامج المكافحة الموسع وذلك بالوصول للمانحين الدوليين وتم إنشاء برنامج (Multi-donor) لرفد برنامج الحكومة الليبية والدول الاخري المجاورة. تم التعاقد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية(IAEA) وحضر بالفعل الي طرابلس خبراء من الوكالة الدولية (اذكر منهم : الدكتور دونالد آرثر لندكويست عالم الحشريات والدكتور جان كريكو والدكتور مارتنيز والدكتور هاشم) علي سبيل المثال وتم التعاقد مع دولة المكسيك (حيث انها ظلت تكافح هذه الذبابة لمدة عشرون عاما) وذلك لاستقدام اربعون الف ذبابة معقمة- عقيم بواسطة معامل تكسولا - الي مطار طرابلس ليتم حفظها في ثلاجات خاصة بذلك تحت درجة حرارة يحددها فريق الاطباء البيطريين الليبيين الذين برعوا تماما في مهامهم وكانوا مصدر فخر واذكر منهم { الدكتور مسعود سعيد أبو صوة -المدير الوطني للبرنامج وكان رجلا عمليا ومخلصا والدكتور خليفة المقدمي والدكتور جمعة الحافي والدكتور أبوبكر البلعزي والدكتور رمضان الاسطي وغيرهم من الاخوة الاكارم}. يستقدم الذباب في عمر يوم محفوظا في صناديق ورقية ذات ثقوب صغيرة وبعد يومين أو ثلاثة تنطلق طائرات رش {charters} لتقوم بالتحليق فوق المناطق المستهدفة وترمي بالصاديق التي حالما تقع تنفتح ويطير منها الذباب العقيم ليتناسل مع الذباب الاخر ناقلا اليه العقم وبعد ايام ينتهي كلا من الذباب العقيم والمتوحش (حسب العمر الافتراضي للذبابة (اقل أو أكثر من اسبوع) وقد سميت هذه التقنية بتقنية الذباب العقيم(sterile fly technique)وقد نجت ليبيا في القضاء علي هذه الآفة التي هددت الثروة الحيوانية وقد تم الاحتفال رسميا بالقضاء علي الذبابة الحلزونية في يونيو 1992 وتم عمل نصب تذكاري بإدارة الصحة الحيوانية بغوط الشعال بطرابلس وتم تكريم كل العاملين بالبرنامج. من الجدير بالذكر ان FAO لم يكن لها مكاتب بليبيا فكان التعامل مع الرئاسة في روما وعن طريق مكتب ال UNDP بطرابلس.وقد كنا نسافر الي روما عبر مالطا بعد حصار ليبيا الشهير وقد كان متب البرنامج في روما يتبع لقسم الصحة اليوانية الذي يرأسه الدكتور كانينغهام ومعه الدكتور احمد التيجاني سيد احمد (الذي انتقل الي IFAD فيما بعد والدكتور فاقاس تيران والسيد فرناندو سيلفاتوري والسيدة نادية الخربوطلي ومارتا كاسا وكارلا وغيرهم. كنت في إدارة البرنامج بطرابلس اتبع لمنظمة الاغذية والزراعة FAO وكان لدينا مكتب في ادرة الصحة الحيوانية واذكر من العاملين (الاخ نبيل المبروك والاخت ماجدة السمهوري والاخت الهام سالم والسيدة هاجرة عبد الله والاخت سوزان العزابي ومحمود حمادة(ارجو ان يكون قد عاد لرام الله) ساعود لاحقا للموضوع الجنيد موسي حسين