بدر مولي عبد الرحمن الداخل

قال عنه ابن الخطيب في الإحاطة : يكنى أبا النصر وهو رومي الاصل، وكان شجاعا داهية حازما فاضلا مصمما تقيا علماً من اعلام الوفاء، لازم مولاه في أعقاب نكبة بني امية في المشرق وصحبه إلى المغرب مختصا به ذاباً عنه مشتملا عليه وخطب له الامر بالاندلس فتم له بما هو مذكور. وقال عنه صاحب المقتبس : ان عبد الرحمن بن معاوية لما شرده الخوف إلى قاصية المغرب وتنقل بين قبائل البربر ودنا من ساحل الأندلس يستخبر عن قرب فعرف ان بلادها متفرقة بفرقتي المضرية واليمانية فزاد ذلك في اطماعة فأدخل اليهم مولاه بدراً يتحسس عن خبرهم وأتصل بموالي بني اميه في الاندلس وعرض عليهم بدراً امر سيده عبد الرحمن فأجمعوا على نصرته وطاعته. وكان بدر من أكبر من امضى عليه الامير عبد الرحمن لما حفضه له من صنائع ولأنه خاض معه الاهوال والغمرات المرهوبه، إلا أن بدرا أسرف في التبسط مع الامير واكثر من تذكير الامير بما بذله من اجله في محنته وتشرده من المشرق وكان الامير عبد الرحمن يكبح عنان غضبه إلا أن انتهى الامر إلى عقابه وسلب نعمته وانتزاع دوره واملاكه ونفيه إلى الثغر الأقصى فأقصاه عن قربه إلى ان هلك وصير خبره مثلا وعبرة في الناس.

نقل بتصرف عن كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة و كتاب المقتبس من أنباء الأندلس