الولاتي

محمد يحيى بن محمد المختار بن الطالب عبد الله الشنقيطي الولاتي (1259هـ 1841 م ولاتة - 1330هـ/1912م ولاتة).

حياته

هو عالم بالحديث، من فقهاء المالكية. كان كبير القضاة بجهة الحوض بصحراء موريتانيا, كان يتردد على تونس. نشأ في بيت علم وكان تعالى جادا مجتهدا في طلب العلم وبدت عليه علامات علو الهمة والحرص على عدم تضييع الوقت، وروي عنه قوله ان ضوء النهار أعز من أن يضيع في غير المطالعة. واستكمل العلوم على المشايخ في بلده، بل ان مشايخه كانوا يستفيدون منه وهو طالب يأخذ العلم عنهم, لذكائه واجتهاده.

توجه الشيخ إلى البلاد المقدسة سنة 1311 هـ. وكانت رحلته هذه رحلة علم ومناظرات مر خلالها في ذهابه وإيابه ب المغرب وتونس ومصر. توقف الشيخ أولا في الرباط والتقى بسلطانها الذي أكرمه وأحسن وفادته, وأثناء إقامته في المغرب فقه علماء المغرب ماكانو يجهلون من علم البيان من تلخيص القزويني وبعض علم أصول الفقه كما درسوا عليه تأليفا له يسميه : منبع الحق والتقى الهادي إلى سنة النبي المنتقى وغيره من مؤلفاته الأخرى. لما وصل الشيخ إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، جلس في حلقة التدريس في المدينة المنورة ودرس فيها موطأ الإمام مالك وعقود الجمان للسيوطي في علم البيان، وورقات إمام الحرمين رحمهم الله جميعا. مر الشيخ خلال رحلته بالإسكندرية وناقش بعض علمائها في مختلف الفنون وأخذ عنه بعض أولئك العلماء، ومن بينهم العالم حسن شحاته الذي أجازه إجازة شاملة، (توجد نسخة من الإجازة في أعلام الزركلي ج. السابع ص 142), وهي اجازة تستحق القراءة لغرابتها وطرافتها. التقى الشيخ في تونس بكثير من العلماء الذين درسوا عليه علوم الحديث وأجاز عددا منهم. في وطنه وفي بلاد شنقيط أخذ عنه عدد من علماء تشيت من أبرزهم محمد أحمد الصغير التيشيتي ومحمد بن انبال ومن ولاتة أخذ عنه عدد آخر من العلماء من أبرزهم المرواني بن حماد.

مؤلفانه

نظم معاني الحروف من مغني اللبيب وعمره لم يتجاوز السابعة عشر

- وشرح ألفية السيوطي في علم البيان وعمره في حدود 18

- وشرح مراقي السعود في الأصول، لسيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، وهو ابن 25 سنة,.

- الرحلة الحجازية وقد ضمنها كل الأجوبة والمسائل التي طرحت عليه أثناء رحلته العلمية إلى الحج التي استمرت سبع سنوات.

وله مؤلفات كثيرة في فنون أخرى منها:

  • نور الحق الصبيح في شرح الجامع الصحيح (4 أجزاء)
  • شرح اختصار ابن أبي جمرة
  • تأليف في مصطلح الحديث
  • الأجوبة المهمة عن الوقائع الملمة - فقه
  • منبع العلم والتقى وشرحه في فروع الفقه وأدلتها من الكتاب والسنة
  • اختصار كتاب البزدوي – اصول
  • اختصار الموافقات للشاطبي

وغير ذلك من المصنفات في الفقه والأصول واللغة....

وقد بلغت مصنفاته حوالي المائة.

عبادته وقوته في الحق

كان الشيخ عابدا مداوما على تلاوة القرآن، لا ينام من الليل إلا قليلا,

وكان قوالا للحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. ولما ولي القضاء اشترط على الذين ولوه أن ينفذوا كل الأحكام التي يحكم بها ولو كان الحكم قتلا وقد كان له ذلك.

وفاته

توفي بمدينة ولاته سنة 1330هـ

رثاه بعض علماء تونس عندما علموا بوفاته، مثل محمد السنوسي الذي يقول في مرثيته له:

رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد مثل شنقيط أحسن تمثيل ونشر العلم حيثما توجه، كان شديد الحرص على وقته فاستثمره أفضل استثمار وخلف للأمة مجدا تعتز به, وكتب لنفسه عمرا طويلا من الذكر الحسن والثناء عليه والدعاء له

مصادر