الهندسة الاجتماعية التدريجية

الهندسة الاجتماعية التدريجية (بالإنجليزية: Piecemeal Social Engineering). انتقد الفيلسوف السير كارل بوبر فى كتابه: عقم المذهب التاريخى (الصادر عام 1957) محاولات المذهب التاريخى (خاصة الشيوعية، والفاشية) التنبؤ بالمستقبل، وذهب إلى أن التجارب الاجتماعية الكلية التى انبثقت من تلك المذاهب والنظريات محكوم عليها بالإخفاق، لأن مسار التاريخ الإنسانى يتأثر تأثراً قوياً بنمو المعرفة، ولأتنا لا نستطيع (لا عقلياً ولا علمياً) أن نتنبأ بنمو المعرفة العلمية فى المستقبل. وأوضح بوبر أن الأصح، لو قمنا بنوع من المماثلة مع الدور المركرى للتجارب التدريجية في ميدان العلوم، أن الشكل الوحيد للهندسة الاجتماعية الذى يمكن تبريره عقلياً هو الشكل المحدود النطاق، الذى يتسم بالتصاعد والنمو، والذى يجرى تعديله فى ضوء الخبرات المكتسبة.

والنقطة الحاسمة فى هذا الاتجاه أنه يعتمد على المحاولة والخطأ، لا على رؤية مسبقة ذات نزعة تاريخية، أو حسب تعبير بوبر: "لن نستطيع أن نتقدم إلا إذا كنا على استعداد للتعلم من أخطائنا": أى أن ندرك أخطاءنا ونستخدمها بشكل نقدى، بدلا من الإصرار عليها والاستمرار فيها بشكل قطعى. لذلك ليست الهندسة الاجتماعية التدريجية سوى تبنى المناهج العلمية (وفق مفهوم بوبر) واتباعها فى التخطيط وفى السياسة على السواء.