النزعة الفردية العاطفية

النزعة الفردية العاطفية (بالإنجليزية: Affective Individualism) تغير مفترض (وإن كان محلاً للاختلاف) فى حياة الأسرة يقال إنه صاحب الثورات الديموجرافية والصناعية والرأسمالية التى شهدتها أنجلترا فى القرن الثامن عشر، وعرفتها منذ ذلك الحين كثير من المجتمعات المتقدمة والنامية. ويطلق مصطلح النزعة الفردية العاطفية على هذه العملية، حيث يتم تأسيس علاقات الزواج اعتماداً على الجاذبية الشخصية التى تسترشد بمعايير الارتباط الرومانسى.

وقد ذهب عدد من كبار المتخصصين (بمن فيهم ستون فى كتابه: الأسرة والجنس والزواج فى انجلترا فى الفترة من 1500 إلى 1800، الصادر عام 1977) إلى القول بأن القرن الثامن عشر شهد ثورة فى المعايير الأسرية. فقبل ذلك الحين، كانت الأسر (بما فى ذلك الأسر النووية) مستغرقة، تمام الاستغراق فى شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية على مستوى المجتمع المحلى (شاملة فى ذلك العلاقات المباشرة مع الأقارب الآخرين) إلى الحد الذى لم تكن معه الأسرة تمثل البؤرة الأساسية للارتباطات العاطفية والاعتماد المتبادل بين أعضائها. ولذلك فقد كان الجنس، من يين أشياء أخرى، يتسم بالذرائعية (أى وسيلة لتحقيق غاية معينة وهى هنا إنجاب الأطفال)، وليس مصدراً للمتعة، تماماً على نحو ما كان الحال بالنسبة للزواج ذاته (الذى كان يتم لأسباب اقتصادية أو سياسية وليس لأسباب تتعلق بمشاعر الجاذبية الرومانسية). و لأسباب تقترن بالتصنيع (مع وجود اختلافات يين الآراء حول علاقات السببية الدقيقة) سرعان ما أفسح هذا الشكل من الحياة الأسرية مكانه لشكل الأسرة النووية ذات المسكن المستقل المنغلق على ذاتها، التى تتسم بالعلاقات العاطفية الوثيقة، وخصوصية السكن، والاهتمام المتعاظم بالحب، وتربية الأطفال للتباهى والاعتزاز وليس لأسباب ذرائعية. وبالمثل، يفترض أن هذه العملية قد واكبت انتشار الرأسمالية والتصنيع عبر آنحاء الأرض، وبخاصة ما يطلق عليه مجتمعات العالم الثالث التقليدية.

وقد واجهت النظرية القائلة بأن النزعة الفردية العاطفية هى نتاج أو اختراع للمجتمعات الحديثة اعتراضات قوية - وبخاصة من قبل آلان ماكفرلين فى كتابه: ثقافة الرأسمالية، الصادرعام 1987 - انطلاقاً من أن تلك النظرية اعتبرت سلسلة التغيرات التى سبقت عمليات التصنيع تغيرات ثورية، مع أنها كانت ذات طبيعة تراكمية وسبقت التصنيع بوقت طويل.

انظر أيضاً