المسألة الشرقية

ملف:Ottoman 1683.png
سيطرت الدولة العثمانية على الوطن العربي ومناطق شاسعة في جنوب شرق ووسط أوروبا

المسألة الشرقية (بالإنجليزية: Eastern Question) هي محاولة الدول الأوربية الكبرى تقسيم الدولة العثمانية وتصفية أملاكها، أو هي مسألة وجود العثمانيين المسلمين في أوروبا وطردهم منها. وتجد الدول الأوروبية نفسها مهددة في مصالحها كما تدخلت إحداها في هذه الأزمة واستغلالها لضعف الدولة العثمانية للتوسع في أراضيها. وتعود جذورها إلى النصف الأول من القرن السادس عشر أي في عهد إيفان الرهيب (1533-1584) الذي اتبع سياسة التوسع على حساب أملاك الدولة العثمانية، للسيطرة على شبه جزيرة القرم والأستانة، لإيجاد منفذ لروسيا إلى المياه الدافئة (البحر الأبيض المتوسط)، ذلك أن روسيا إعتبرت نفسها وريثة الإمبراطورية البيزنطية لذلك عملت على تمزيق الإمبراطورية العثمانية كلما سنحت لها الفرصة، فوقعت عدة حروب بين الدولتين.


كما كشفت حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798، عجز الدولة العثمانية عن الدفاع عن نفسها، فطمعت الدول الكبرى في أملاكها الشاسعة من الجزائر حتى العراق، لأنها تحتل مكانة إستراتيجية لذا تدخلت في شؤونها وانقسمت بين معادية ومناصرة، فنتج عن ذلك سلسلة من الأزمات السياسية والحروب، أصطلح على تسميتها بالمسألة الشرقية.

أسباب وظروف ظهور المسألة الشرقية

  • ضعف الدولة العثمانية في هذه الفترة بسبب ضعف شخصيات السلاطين وانتشار الفساد والرشوة في الإدارة المركزية والأقاليم وتدهور الجيش الإنكشاري وانتشار ظاهرة شراء المناصب.
  • اختلال التوازن بين الدولة العثمانية وبين الدول الأوروبية الناهضة، فأثر ذلك كثيرا في مستقبل الدولة العثمانية حيث أدى إلى تقسيمها وتصفيتها.
  • ظهور عدد من القوميات المسيحية الصغيرة في البلقان ورغبتها في الاستقلال وعملها من أجل الانفصال على الدولة العثمانية.
  • تأثير هذه الأمور كلها في سياسة الدول الأوروبية الكبرى التي ظهر بينها تنافس حاد أدى إلى ظهور المسألة الشرقية.

مراحل المسألة الشرقية

مرت المسألة الشرقية بثلاث مراحل رئيسية إلا أن أهم مرحلتين هما:

ثورة اليونان (1822-1832)

كانت يقظة الشعور القومي لدى اليونانيين عارمة نظرا لما لهم من تاريخ مجيد ومركز هام في الدولة العثمانية، فانتظم الفلاحون في جيش وطني، وتكون مجلس يوناني أعلن الاستقلال عام 1822، والثورة ضد الدولة العثمانية ففتكوا بالأتراك وانتشرت ثورتهم في كل اليونان.

كان رد فعل العثمانيين عنيفا حيث أقاموا مجازر ضد اليونانيين بمذابح الثورة في جزيرة ايعة وظل الأمر عالقا واستحال على الدولة العثمانية القضاء على المتمردين، وأمام هذا العجز لجأ السلطان العثماني إلى محمد علي باشا والي مصر وطلب منه التدخل، فأرسل هذا الأخير أسطولا بحريا بقيادة إبنه إبراهيم باشا ودعمته قطع من الأسطول الجزائري، فحرر جزيرة كريت وشبه جزيرة المورة وسقطت بعدها مدينة أثينا عاصمة اليونان بيدهم. ثارت ثائرة الدول الأوروبية الاستعمارية وطلبت من السلطان العثماني أن يعطي لليونان استقلاله الذاتي وكونت أسطولا بحريا بموجب معاهدة لندن في 06 يوليو 1827، وفاجأت القطع البحرية الأوروبية أسطول إبراهيم باشا في نافارين على الشاطئ الغربي للمورة ودمرت معظم قطعه وفي العام الموالي قامت روسيا بإعلان الحرب ضد تركيا والاستيلاء على أدرنة عام 1829 وهددت بالزحف على القسطنطينية وأمام هذا التحالف الأوروبي إضطر السلطان العثماني أن يبرم معاهدة أدرنة عام 1829 ويعطي لليونان الاستقلال الداخلي ثم الاستقلال التام عام 1832 ميلادي.

المسألة المصرية (1831-1840)

لقد فتح المسألة الشرقية في مصر محمد علي باشا، إثر تفكيره بتكوين دولة عربية تقوم على أنقاض الدولة العثمانية يحكمها هو وأسرته من بعده، وكان أول ما طرح إليه محمد علي هو سوريا لأنها تكون منطقة متكاملة طبيعية مع مصر، وقد استطاع تحقيق ذلك وساعدته على ذلك ظروف هي:

  • ترحيب أهل الشام به لأنه يخلصهم من الحكم العثماني.
  • أنه يعمل على تكوين دولة عربية تعيد للعرب عزهم ومجدهم.

قام بالهجوم على بلاد الشام بقيادة إبنه إبراهيم باشا الذي إجتاحها وواصل انتصاراته إلى أن وصلت جيوشه إلى كوتاهية وأصبحت تهدد القسطنطينية نفسها فأصيب السلطاب بفزع كبير وتدخلت الدول الأوروبية وأضطر إلى توقيع صلح كوتاهية عام 1833، تضمن ما يلي:

  • تنازل السلطان العثماني لمحمد علي عن مصر.
  • تنازل السلطان العثماني لمحمد علي عن الشام.
  • وعين إبنه إبراهيم باشا حاكما على إقليم أمة.

لقد أقلقت انتصارات محمد علي دول أوروبا المسيحية كما أزعجها وحدة البلاد العربية في ظل قيادة مصرية لأن ذلك يهدد مصالحها في المنطقة ويفوت عليها فرصة اقتسام أملاك الدولة العثمانية لذا رأت ضرورة إضعافها. قامت بريطانيا بحث السلطان العثماني وتحضيره لإستعادة أملاكه وخاض السلطان العثماني حربا ثانية مع إبراهيم باشا في نصيين على الفرات في 25 يونيو 1839 فانهزمت برا فيما إنظم الأسطول العثماني إلى مصر وهكذا رأت بريطانيا أن طريق الهند أصبح مهددا بالخطر، لذا سارعت دون أن تطلع فرنسا على نواياها وعقدت مع كل من بروسيا والنمسا وروسيا مرتمرا إنتهى بمعاهدة لندن في 5 يوليو 1840 فأرسلت دول هذا التكتل إنذارا إلى محمد علي جاء فيه:

  • التخلي على سوريا.
  • إعادة الأسطول العثماني إلى السلطان وإذا رفض فقد حقه في مصر.

و عندما تباطأ محمد علي على أمل أن تصله إمدادات عسكرية من فرنسا صديقته، قامت الدول بانتزاع ولايته عكا منه، ولذلك عندا أدرك أن الأمر جدي أعلن قبوله لشروط الصلح وبهذا إنتهت المسألة الشرقية في مصر وبذلك ضمنت الدول الأوروبية سلامة الدولة العثمانية وبالتالي مصالحها الاستعمارية.

نتائج المسألة الشرقية

انعقاد مؤتمر برلين الدولي في ألمانيا في القرن التاسع عشر (19)، والذي ناقش العديد من القضايا لصالح أوروبا ونهاية الرجل المريض - الدولة العثمانية -.

المراجع

كتاب التاريخ للسنة أولى ثانوي - الجزائر

اتخذت المسالة الشرقية مفهوما خاصا في القرن التاسع عشر وتمثلت في عدة أزمات. أ‌. ما هو مفهوم المسالة الشرقية في القرن التاسع عشر؟ وضح. ظهر مفهوم "المسالة الشرقية" في القرن التاسع عشر, نتيجة لضعف الدولة العثمانية التي أوشكت على الانهيار, ونتيجة لسيطرتها على أراض واسعة جدا تمتد على قارات ثلاث(أوروبا آسيا وأفريقيا). القضية أو المسالة الرئيسية التي اشتبكت بسببها الدولة الأوروبية في سلسلة من الخلافات تطورت أحيانا إلى التهديد بالحرب أو إعلان الحرب نفسها.

فالمسالة الشرقية هي مجمل (صراع) بين الدول الأوروبية خلال القرن التاسع عشر, حول تقسيم أملاك الرجل المريض (الدولة العثمانية) الناجم عن ضعفها وقد مرت في خمس أزمات، هي: حرب التحرير اليونانية، قضية محمد علي، حرب القرم، الحرب الروسية_التركية، مؤتمر برلين عام 1878 ثم ضم البوسنة والهرسك إلى النمسا عام 1908 (في مطلع القرن العشرين).

ب‌. اذكر أربعا من هذه الأزمات, ثم اشرح عن واحدة منها بالتفصيل. على الطالب أن يذكر أربعا من ألأزمات التالية : 1) الثورة اليونانية، 2) حملة محمد علي على سوريا، 3) حرب القرم، 4) الحرب الروسية_التركية سنة 1877 5) ضم البوسنة والهرسك إلى النمسا سنة 1908. وبعد ذلك يختار الطالب إحدى هذه ألأزمات ويركز في إجابته على أسباب نشوء الأزمة, ثم يتطرق إلى تطور ألازمة وأخيرا كيف انتهت وما هي ابرز النتائج التي ترتبت عنها.

حرب القرم: أسبابها وموقف بريطانيا وفرنسا: احتلال روسيا لرومانيا عام 1853 وإعلان تركيا الحرب عليها. طالبت بريطانيا وفرنسا روسيا بالانسحاب من رومانيا(ملدافيا وفلاخيا) وعندما رفضت أعلنتا الحرب عليها وأرسلتا اساطيلهما إلى البحر الأسود مساندة للدولة العثمانية وعندما هددت النمسا روسيا بالدخول إلى الحرب إذا رفضت الانسحاب من رومانيا اضطرت روسيا بالانصياع لذلك انحصرت الحرب بين الأطراف المختلفة : تركيا وبريطانيا وفرنسا من جهة ضد روسيا في شبة جزيرة القرم، ولهذا عرفت ب"حرب القرم"التي استمرت من سنة 1853 حتى سنة 1856. وعندما لم يحرز أي طرف نصرا ساحقا على الآخر ثم موت القيصر نيقولا الأول وتسلم القيصر الاسكندر الثاني الحكم. جنح للسلم فعقد مؤتمر باريس عام 1856 الذي أنهى الحرب بوضع شروط لذلك. أبعاد الأزمة على الدولة العثمانية: نشبت الحرب سنة 1853, تمكنت روسيا من احتلال مولدافيا وفلاخيا وسعت إلى التوسع على حساب الدولة العثمانية مما أثار رد فعل معاديا لدى بريطانيا وفرنسا ضد روسيا. أجبرت روسيا على القبول بشروط مؤتمر الصلح في باريس سنة 1856 الذي اقر فيه مبدأ سلامة الدولة العثمانية انطلاقا من عدم وجود اتفاق حول كيفية تقسيم تلك الدولة وهكذا نجحت الإمبراطورية العثمانية في الصمود رغم ضعفها.


كان للمطامع الروسية في الدولة العثمانية دور هام في ظهور ما يسمى ب"المسالة الشرقية" خلال القرن التاسع عشر. ا.اشرح اثنين من مطامع روسيا في الدولة العثمانية. .على الطالب أن يشرح اثنين من مطامع روسيا في الدولة العثمانية، مثل : • السيطرة على المياه الدافئة (المضائق). • أطماع روسيا في البلقان والقفقاز. • أطماع روسيا في حماية الأماكن المقدسة والمسيحيين فيها. • رغبتها التاريخية في السيطرة على القسطنطينية والقضاء على الدولة العثمانية.

ب. بين موقف بريطانيا من مطامع روسيا، ثم وضح كيف انعكس هذا الموقف في حرب القرم. اتبعت بريطانيا مبدأ المحافظة على أملاك الدولة العثمانية (الرجل المريض) ومبدأ توازن القوى بين الدول الأوروبية، لذا عارضت النوايا التوسعية الروسية, ومثال على ذلك بعد نشوب حرب القوم وقفت بريطانيا مع فرنسا إلى جانب الدولة العثمانية ضد روسيا والحقوا الهزيمة بها في شبة جزيرة القرم, وتم التوقيع على اتفاقية باريس عام 1856 التي أوقفت مؤقتا المطامع الروسية في البحر الأسود والمضائق.

يعتبر الموقف البريطاني من حملة إبراهيم باشا على سوريا أحد العوامل التي أدت إلى فشل هذه الحملة. أ‌. اشرح أربعة أسباب دفعت إبراهيم باشا للقيام بالحملة على سورية. على الطالب أن يشرح أربعة أسباب. مثل: • أهمية موقع سوريا الاستراتيجي. • عدم إيفاء السلطان بوعده لمحمد علي بمنحه سوريا. • طموح محمد علي في إقامة إمبراطورية تحت حكمة. • خلاف محمد علي مع عبد الله باشا. • حاجة محمد علي للأخشاب والجنود وغير ذلك.

ب‌. اشرح اثنين من الأسباب التي جعلت بريطانيا تعارض الحكم المصري في سوريا. على الطالب أن يشرح سببين مثل: 1) رغبة بريطانيا في المحافظة على سلامة الدولة العثمانية (الرجل المريض). 2) مقاومة التوسع الروسي. 3) ازدياد النفوذ الفرنسي. 4) تخوفها من انتصار محمد علي وإقامة إمبراطورية قوية تحل محل الدولة العثمانية الضعيفة. 5) الحفاظ على مصالحها الاقتصادية في الشرق الأوسط.

بين الإجراءات التي قامت بها بريطانيا بعد معركة نصيبين عام 1839 لإنهاء الاحتلال المصري لسوريا. بعد هزيمة الدولة العثمانية في نصيبين عام 1839 وتسليم الأسطول العثماني لمحمد علي بادرت بريطانيا إلى عقد مؤتمر في لندن عام 1840 حضرة ممثلون عن روسيا والنمسا والسلطان العثماني, وفيما بعد وافقت بريطانيا على قرارات المؤتمر, والتي تقرر بموجبها بان يحكم محمد علي مصر حكما وراثيا وان تبقى ولاية عكا تحت حكمة مدى حياته وان يعيد جميع الأراضي الأخرى والأسطول إلى الدولة العثمانية خلال عشرة أيام وإلا فيحرم من ولاية عكا ويمهل عشرة أيام أخرى يعزل بعدها عن ولاية مصر. رفض محمد علي تنفيذ هذه القرارات فأرسلت بريطانيا أسطولها الذي ضرب بيروت كما أنزلت قواتها بالاشتراك مع قوّات نمساوية على الشاطى فتراجعت قوات إبراهيم باشا إلى داخل البلاد, كما حرضت بريطانيا السكان المحليين على الثورة وزودتهم بالأسلحة وهددت بقصف الإسكندرية_وهكذا اضطر إبراهيم باشا إلى الانسحاب من سوريا والعودة إلى مصر


bg:Източен въпрос bs:Istočno pitanje de:Orientalische Frage el:Ανατολικό Ζήτημα Eastern Question]] es:Cuestión Oriental fi:Itämainen kysymys fr:Question d'Orient he:השאלה המזרחית hy:Արևելյան հարց ja:東方問題 ko:동방문제 nl:Grote Oosterse Kwestie pt:Questão Oriental ru:Восточный вопрос sh:Istočno pitanje sr:Istočno pitanje tr:Doğu Sorunu uk:Східне питання zh:近東問題