المدرسة الميغارية

المدرسة الميغارية هي مدرسة فلسفية ازدهرت في القرن الرابع ما قبل الميلاد، أسسها أحد تلاميذ سقراط ويدعى أوكليديوس الميغاري. تستمد تعاليمها الأخلاقية من سقراط، تعترف بوجود خير واحد الذي، على ما يبدو، بعمل جنبا إلى جنب مع مبدائي الإيلية والتوحيد. طور بعض خلفاء اكليديوس نظم منطق متقدمة إلى حد أن أصبحوا مدرسة مستقلة والمعروفة باسم المدرسة الجدلية. ولعب تطويرهم للمنطق الموجهات والمنطق المشروط، والمنطق الشرطي، والمنطق الاقتراحي ادورا هاما في تطوير المنطق في العصور القديمة.

الميغاريون

مؤسس هذه المدرسة هو اقليدس الميغاري ، تلميذ سقراط . وقد جمع بين مبدأ الأخلاق السقراطية وبين نظرية الايليين في الواحد ، وقال إن الواحد هو الخير، أيا كانت اسماؤ ٥ : العلم ، الله ، العقل . ومقابل الخيرهو العدم أو الوجود.

أما خلفاء أقليدس فسموا أولا , الميغاريين» ثم ه الجدليين» ثم الديالكتيكيين». وابرزهم : اويبوليدس الملطي ، مبتكر الأقيسة المحرجة المشهورة : الكذاب ، المتنكر، الكومة ، الأصلع . ثم يتلوه : ا لكسينوس ، الذي برع في المراء وديودورس خرونوس ، الذي أنكر الحركة بحجج جديدة ؛ واستلفرن الذي مزج بين الفلسفة الميغارية والفلسفة الكلبية ، وهاجم نظرية الصور الأفلاطونية ، وأنكر إمكان الحمل ( حمل صفة على موضوع ) .

أقليدس الميغاري

ينبغي بادىء ذي بدء أن نميز بينه وبين اقليدس الرياضي المهندس الشهير الذي عاش بعده بأكثر من قرن في عهد البطالمة في الاسكندرية .

وكان من اقدم تلاميذ سقراط، ولما حرم على اهل ميغارا دخول اثينة يقال إنه كان يدخل أثينة ليلا في زي إمرأة ليستمع إلى سقراط . وحضر موت أستاذه ، وجمع حوله بعض زملائه في التتلمذ على سقراط بعد وفاة هذا ، ومن بينهم أفلاطون . ثم أسس مدرسة ميغارا ، وتوفي حوالي سنة ٣٠ق.م.

لكنه عرف في مطلع حياته مذهب المدرسة الايلية ، وتحت تأثير سقراط مزج بين الأخلاق السقراطية والميتافيزيقا الايلية فقال إن الواحد هو الخير ، والخيرهو اواحد .

قال اللائرسي : ٠ كان اقليدس من مواليد ميغارا على البرزخ ويقول البعض إنه من جيلا، كما ذكر الاسكندر في « طبقات الفلاسفة » . وعني بمؤلفات برمنيدس ، وسمي أتباعه بالميغاريين من بعده . ثم سموا ا الممارين » ثم و الديالكتيكيين » بعد ذلك بزمان ، وأول من اعطاهم هذا الاسم الأخيرهوديونوسيوس الخلقيدوفي لأهم كانوا يصوغون حجمهم على هيئة سؤل وجواب . ويخبرنا هرمودورس أنه بعد موت سقراط ذهب افلاطون وسائر الفلاسفة إليه ، لأنهم فزعوا من بطش الطغاة ٠ وقال عن الخير الأسمى إنه الواحد ، وإن سمي بعدة اسماء : الحكمة ، الله ، العقل الخ . ورفض كل ما يناقض الخير، قائلا إنه غيرموجود .

وحينما يعارض برهاناً فإنه لا يهاجم المقدمات بل النتيجة وكان ينكر قياس النظيرلأنه يؤخذ : من متشابهات أومن ختلفات . فإن اخذ من متثايهات ، فالأمريتعلق بهذه المتشابهات لا بنظائرها. وإن أخذ من مختلفات ، فلا يجوز وصلها بعضها الى جوار بعض. ولهذا قال عنه تيمون مصيباً عن عرض سائر السقراطيبن : « إفي لا اهتم باولثك الثرثارين، ولا بغيرهم ، ولا يفيدون أيا من كان هو، ولا بافليدس الشديد اللدود الذي اشاع في الميغاريين حب الجدل الجنوني » . وكتب ست محاورات ، من بينها « مقال في الحب» لكن بانيتيوس ةلا:اع20 شك في صحتها .

وقد نقل أقليدس إلى الخير ما وصف به الإيليون

المقولات

الوجود فقال إن الخيرواحد ، ثابت لا يتغير ، ولا يكون ولا يفسد

أويبوليدس ال ملطي

اشتهر بالحجج المحرجة التي يرتد فيها على المرء حجته ، وأشهرها :

الكذاب : ونصها : إذا كنت كاذباً وتقول عن نفسك إنك كاذب فأنت تكذب وتصدق معاً .

المتنكر أو الكترا ، وتقول : الكترا تدرك أن أورسطس اخوها ، ولكن أورسطس الماثل أمامها متنكراً لا تدرك انه أخوها ، وهكذا فإنها لا تدرك ما تدرك .

الكومة : حبة القمح لا تؤلف كومة ، فإن أضفت حبة اخرى ، فلن يؤلف ذلك كومة ؟ فمق تصبح كومة ؟

ذو القرن : ما لم تفقده فهو لا يزال لك , وأنت لم تفقد قرناً ؛ إذن فلا يزال لك قرن .

استلفون

٠ مواطن من ميغارا في بلاد اليونان ، كان تلميذاً لبعض اتباع اقليدس ، وإن كان ثم آخرون يقولون إنه كان تلميذا لأقليدس نفسه . ثم تتلمذ على تراز بماخوس الكورنثي الذي كان صديقاً لاختيامي ، تبعاً لما يقوله هرقليدس . وقد فاق الجميع في القدرة على الابتكار والسفسطة إلى درجة أن قرابة بلاد اليونان كلها نجذبت إليه ودخلوا مدرسة ميغارا . وبهذه المناسبة دعفي أورد عبارات فيليفوس الميغاري الفيلسوف .قال :«لأنه من ثاوفرسطس انتزع متردورس النظري وتيماجوراس الجيلاوي ومن ارسطوطاليس انتزع كليتارخوس الفيلسوف القورينائي وسمياس، وفيما يتصل بالديالكتيكيين انفسهم انتزع فأونيوس من أرستيدس . ولما جاء ديفيلوس البسفوري ، ابن يوفنطس ، ومرمكس ؛ ابن اسكائنيتوس لتفنيده جعل منهما تلميذين مخلصين له > ، كذلك ضم لنفسه فراسيديموس المشائي ، وكان فزيائيا ممتازا ، وألقيموس الخطيب، سيد خطباء اليونان كلها، كذلك انضم إليه كرانس وغيره كثيرون، منهم زينون الفينيقي .

, وكان ايضاً حجة في السياسة » .

« ويقال إن بطلميوس سوتر كان يقدره كل التقدير ، ولما استولى على ميغارا عرض عليه مبلغاً من المال ودعاه ليعود

معه إلى مصر . لكن إستلفون لم يقبل غيرمبلغ ضئيل جدا ، واعتذر من القيام بهذه السفرة؛ ورحل إلى إيجينا حتى ابحر بطلميوس . ولما استولى ديمتريوس، ابن أنتيجونس، على ميغارا اتخذ الاجراءت الكفيلة بالمحافظة على دار استلفون وأعاد إليه كل ما غهب من أملاكه . ولما طلب ديمتريوس أن يكتب ثبت بما نهب من ثروته أنكر استلفون أن يكون قد فقد شيثاً يملكه حقاً ، لأن احداً لم يسلبه علمه ، ولا يزال محتفظاً بفصاحته ومعرفته». (ذيوجانس اللائرسي ٢: ١١٣-١١٥).

وكان إستلفون بسيطاً في خلقه متواضعاً ، وكان يجتذب الناس بقدرة فائقة حتى إن الناس كانوا يهجرون حوانيتهم ليتطلعوا إليه حين يمر .

ويذكر اللاثرسي أنه بقي لاستلفون - في أيامه - تسع محاورات مكتوبة بأسلوب بارد هي : ا موسكوس ، ، اأرسطيفوس أو قالياس» و«بطلميوس» و« خيرقراطس،، « ماتروقليس»، « انكسمانس». «افيجنيس،، إلى ابنته»، واأرسطوطاليس».

وكتب إستلفون نقداً عنيفاً لنظرية الصور الأفلاطونية إستناداً إلى مذهب الواحدية . واهتم بالأخلاق اكث من اقليدس ومجد النزعة الكلبية . ورأى ان الغرض الأسمى من اللوك الأخلاتي هو الوصول إلى حالة الطمأنينة ( سنيكا : الرسائل. ٣:٩).