المدرسة الإسلامية

في النصف الثاني من القرن الرابع الهجرى بدأت تظهر في شرق العالم الإسلامي أسماء جديدة لأماكن العبادة عرفت بالمدارس، ثم انتشرت في غرب العالم الإسلامي في القرن الخامس الهجرى، وهذا التغير في الاسم لابد وأن يكون لحكمة اقتضتها الوظيفة الجديدة أو الدافع المباشر. كذلك صاحب التغير في الاسم تغيرات جوهرية في التخطيط المعمارى.وقد اختلف علماء الآثار والمؤرخون في وظيفة العمائر التي عرفت بالمدارس، ولعل أقربها تلك المناقشة الحادة التي دارت في الندوة العالمية لألفية القاهرة حول هذا الموضوع ،وهو هل كانت المدارس في أول نشأتها تؤدي وظيفة المدرسة أو هو مجرد تشابه في الاسم لا في الوظيفة. ن أنواع الثقافات التي عني المسلمون بها في العصور الوسطى. ونستطيع أن نجمل هذه الثقافات في قسمين كبيرين، الأول: ويشمل دراسة علوم الأقدميين، وقد أطلق العرب عليها اسم علوم الأوائل وتشمل الرياضة والطبيعة وعلم الفلك والفلسفة وعلم الديانات وما إليها وكانت تدرس في عمائر تسمى دار العلم أما القسم الثاني من الثقافة فيشتمل على العلوم الإسلامية التي تقوم أساساً على القرآن وما جاء فيه من الأحكام والحديث النبوى ومن هذين المصدرين تشعبت دراسات أخرى دينية وقضائية واجتماعية. ومدينة نيسابور هي أول مدينة إسلامية أطلقت كلمة مدرسة على (دار العلم) وكان ذلك في عهد محمود الغزنوي في القرن الرابع الهجرى، فقد أٌنشئت المدرسة البيهقية والسعيدية ومدرسة أبو سعيد الأسطر لابي ومدرسة أبو إسحق الأصفراني المتوفى سنة418 هجرية وقد ظلت هذه المنشآت عمائر محلية مدة خمسين عاما ثم قضى عليها تماماً بعد قتل الوزير طغرل بك، إلا أنها بعثت من جديد على يد نظام الملك أعظم رجل تولى الوزارة في عهد السلاجقة قاطبة، بل وأعظم وزراء الشرق في عصره فقد ظل وزيراً لثلاثة من السلاطين هم طغرل بك وألب وارسلان وملك شاه. وقد استطاع بثاقب فكره وبعد نظره أن يستفيد من هذه المنشآت الثقافية والدينية في نشر المذهب السنى ومناهضة المذهب الشيعى، وهكذا أصبحت المدارس منشآت عامة بعد أن كانت خاصة، يتخرج فيها الموظفون الذين يتولون إدارة الشئون الإدارية وما إليها في دولة السلاجقة. وقد أنشأ نظام الملك الكثير من المدارس الأولى منها في نيسابور وذلك في منتصف القرن الخامس الهجرى واعقبها في بغدادوطوس والبصرة وأصفهانوهرات والبلخ. وقد حذا حذوه كثير ممن خلفه من السلاجقة وانتشرت المدارس في كل الولايات السلجوقية.وما فعله نظام الملك في إيرانوجنوب العراق فعله الأتابكةفي الموصل ودمشق وفعله نور الدين محمود صلاح الدين الأيوبي في شمال [[]العراق] وسوريا ومصر. وهكذا نرى هؤلاء الأمراء ذوى الأصل الكردى أو المغولى والمتعصبين للمذهب السنى، هم الذين نشروا المدارس في غرب العالم الإسلامي.نخلص من هذا أن الشيعة هم أول من أنشأ العمائر الثقافية التي كانت تعرف من قبل باسم دار العلم كما أنهم أول من أطلق عليها اسم المدرسة، والغرض الأساسي من إنشائها هو تدريس ونشر.المذهب الشيعى وكان ذلك في القرن الرابع الهجرى إبان حكم محمود الغزنوى. في الٌقرن الخامس الهجرى نشر الأمراء الأكرادوالمغول ذووا المذهب السنى هذه المدارس في غرب العالم الإسلامي كما جعلوها منشأت عامة تشرف عليها الدولة على خلاف مدارس الشيعة الخاصة في القرن الرابع الهجرى. وما قيل عن العالم الإسلامي عامة يمكن أن يقال عن مصر خاصة، فكما نشأت المدارس في شرق العالم الإسلامي على يد الشيعةعلى أنها معاهد خاصة، نشأت في مصر على يد السنيين كمعاهد خاصة كذلك.فقد جاء في ابن ميسران الوزير رضوان ابن الولخشى أنشأ مدرسة في الإسكندرية سنة 532 هجرية لنشر المذهب الشافعى

موسوعة مساجد مصر وأولياؤها الصالحون المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وزارة الأوقاف المصرية