الكارة
نبذة تاريخية موجزة عن مدينة الكارة
1- نـبـذة تـاريـخـيـة مـوجـزة: ينحدر سكان مدينة الكارة من أبناء حسان بن أبي سعيد الصبيحي، نسبة إلى صبيح إحدى قبائل بني مالك بن رغبة من بني هلال.وكان دخول هذه القبائل إلى المغرب في عهد السلطان يعقوب ابن عبد الحق المريني سنة 676 هجرية.ثم انضمت إليهم قبائل المغرب الأصليين كزناتة و مديونة فاندمجت فيهم وأطلق عليهم اسم المذاكرة.وقد بقيت هذه القبائل معتزة بوطنيتها وقوميتها لا تخضع لأي دخيل حتى سنة 1907 حيث عمل الاستعمار الفرنسي على الاستيلاء على الأراضي المغربية ونزلت جيوشه بالدار البيضاء ووجه الجنرال ليوطي حملة إلى الشاوية وكان آخر من استسلم قبائل المذاكرة، وقد بدأ المحتلون بتخطيط قرية الكــارة التي سميت آنذاك " بوشرون " فكان أول بناء أقيم فيها هو مركز الخدمات العمومية ثم المعسكر الفرنسي، ثم سكنى الموظفين الفرنسيين، وبدأ التعمير يتسع إلى أن أصبحت المدينة على ما هي عليه الآن.
ملحوظة: لماذا أطلق اسم 'الكـارة' على المدينة؟ يذكر أن سكان المدينة أثناء الحقبة الاستعمارية كانوا يصعدون إلى مكان شمال المدينة ويقومون بألعاب على شكل دائرة، وكان يطلق على تلك الدائرة اسم 'الكـارة'، وقد شاع بينهم هذا الاسم حتى أصبح شيئا مألوفا. ومن هنا أصبحت المدينة تسمى بالكــارة.
2- مـوقـع مـديـنـة الـكــارة: تحد مدينة الكـارة من جهة الشرق والشمال الشرقي الجماعة القروية لأحلاف بـإقليم بن سليمان، ومن الشمال الشرقي جماعة الردادنة أولاد مالك إقليم بن سليمان ومن الجنوب والغرب جماعة أولاد صباح إقليم سطات. تقع مدينة الكارة على بعد 50 كلم من مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة، و 36 كلم من مدينة برشيد، و 48 كلم من مدينة سطات عبر الطريق الرابطة( الكـارة - سطات) عبر جمعة رياح، وهي تبعد أيضا عن ابن أحمد بـ 26 كلم، كما أنها تبعد بحوالي 48 كلم عن بن سيلمان اتجاها نحو الشمال. تتبع جماعة الكـارة إداريا لدائرة الكـارة عمالة إقليم سطات. وتوجد ضمن جهة الشاوية ورديغة.
3 – مـسـاحـة المـديـنـة: تبلغ المساحة الإجمالية للمدار الحضري لمدينة الكارة 613 هكتار(حسب تصميم التهيئة المصادق عليه بتاريخ 12 أبريل 2004). يتكون المركز حاليا من تسعة أحياء بمجموع 120 هكتار منها 80 هكتار يشغلها السكان و 40 هكتار تشغلها التجهيزات، أما الجزء الباقي( 493هكتار) من المنطقة فتستغل كأراض فلاحية.
4 - سـكــان الكــارة: ينتمي أغلب سكان المدينة إلى قبيلة المذاكرة، كما توجد بها قبائل امزاب – الزيايدة وأولاد محمد. - عدد السكـان: 18078 نسمة حسب الإحصاء العام للسكن والسكنى لسنة 2004. - عدد الأطفال منهم أقل من ست سنوات: 2379 بنسبة 13في المئة من مجموع عدد السكان. - عدد السكان المتراوحة أعمارهم بين 07 و 14 سنة: 2937 بنسبة 16في المئة من مجموع عدد السكان. - عدد السكان المتراوحة أعمارهم بين 15و 59 سنة: 11118بنسبة 61في المئة من مجموع عدد السكان. - عدد السكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة: 1643 بنسبة 10 في المئة من مجموع عدد السكان. - عدد الأســر حوالي: 3738 أسرة.
5-الطقس والتضاريس: يتميز الطقس بالمنطقة التي توجد بها مدينة الكارة ألا وهي سهل الشاوية بشتاء قارس وصيف حار وجاف حيث تتراوح درجات الحرارة ما بين 8 درجات في فصل الشتاء و 40 في فصل الصيف. أما بالنسبة لمتوسط الأمطار فيتراوح ما بين 350 ملم و 450 ملم في السنة. تتميز أراضي المنطقة التي توجد بها مدينة الكارة ألا وهي سهل الشاوية بـانبساطها وبخصوبتها إذ تعتبر من أجود الأراضي الموجودة بالمملكة، وهي بذلك تعتبر رافدا مهما من روافد تزويد المغرب بالحبوب والقطاني. يحادي المدينة واد بوعسيلة ويتنامى أكثر في الجانب الأيمن، أما الارتفاع فيتراوح ما بين 400 و 520م.
مدينة الكارة ... ورهانات التنمية. تعيش مدينة الكارة مأساة حقيقية يقف من ورائها سوء تدبيرالمجالس البلدية التي تعاقبت على تسيير هذه البلدة المنكوبة منذ الأزل، فهذه المدينة كانت ولا تزال بدون اي مخطط تنموي حقيقي عكس مختلف ربوع المملكة، بالإضافة إلى عدم تفكير لا السلطات المحلية ولا المنتخبين في المصلحة العامة للساكنة المحلية والتي تعاني الأمرّين، بل تورط أكثرهؤلاء في خرق سافر للقانون.. إن عدم كفاءة المسؤولين في تدبير الشأن العام، وتسترهم على ما يجري في هذه الجماعة المغصوبة من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ومن رزوح الساكنة تحت معضلة الفقر والتهميش الممنهج، وامام عدم استفادة المنطقة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإنه لم يبق لنا من أمل سوى في ملك البلاد لما يوليه من عناية لشعبه ،متضامنا معه في السراء والضراء،عكس ما نجده في مسؤولي هذه المدينة... لذلك فإننا من هذا المنبر نطالب بزيارة ملكية لتفقد الوضع المأساوي الذي تعيشه عاصمة المذاكرة ،ولإدماج الساكنة في مسلسل التنمية ،ولترسيخ الديموقراطية التي تفتقدها هذه المدينة المنسية.