العبودية والدين
في علم الاجتماع قديماً، يختلف مفهوم العبودية وبعض وواجبات وحقوق العبيد بحسب الانتماءات المذهبية والدينية لأسيادهم وليس بحسب الانتماءات الدينية للعبيد.
العبودية في الإسلام
- طالع أيضاً: نظام الرق في الإسلام
عجز حكمي يقوم بالإنسان سببه الكفر ومقاتلة المسلمين، أو هو عجز شرعي مانع للولايات من القضاء والشهادة وغيرها.
أسبابه
توجد ثلاثة أسباب في الإسلام تجعل الحر عبداً وهي:
- الأسر والسبي من غير المسلمين بعد المعارك.
- ولد الأمة من غير سيدها يتبع أمه في الرق.
- الشراء ممن يملك الرقيق ملكاً صحيحاً معترفاً به شرعاً، وذلك بأن يكون معبداً لأحد السببين أعلاه أو بائعاً لنفسه.
تحرير الرق
يحرر المملوك بأحد الأسباب التالية:
- العتق رغبة في الأجر.
- العتق بالكفارات.
- المكاتبة.
- كفالة الدولة.
- ولادة ابن للمالك إذا كان المملوك امرأة.
- الاعتداء على المملوك بغير وجه حق.
أحكامه
والأصل كذلك في الرقيق أنه مكلف كسائر المكلفين متى كان بالغاً وعاقلاً رجلاً كان أم امرأة، وهو مجزي عن أعماله خيراً أو شراً، وأنه يوافق الأحرار في أغلب الأحكام باستثناء بعض الأحكام التي يختص بها الرقيق. أما الاستمتاع بالإماء، فإنه لا يكون مشروعاً إلا إذا كان في ملك تام للمستمتع، أو نكاح صحيح، وما خرج عن ذلك فهو محرم، لقول الله تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦)» [المؤمنون:5-6].[١] كما يشترط لوطئها الملك التام، وأن لا يقوم بها مانع يقتضي تحريمها عليه.
ومن الاستثناءات المفروضة على العبد أنه لا يرجم العبد الزاني المحصن بل يجلد محصناً كان أم غير محصن، ويمكن القول عموماً أن الاستثناءات هي أحكام مخففة إلى النصف نظراً لمملوكيته الوتي قد يترتب منها فقد بعض حرية أفعاله، ولا يعنى هذا أن العبد ليست له حقوق على غيره، فله حق الشكوى والمحاكمة ورد الاعتبار، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم «من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه».
حقوق المملوك
هذا مختصر لبعض حقوق المماليك:
- 1. أن لا يضربه مالكه أو غيره.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم «من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فكفارته أن يعتقه»
- 2. أن لا يسبه مالكه أو غيره.
تشاجر بلال مع أحد الصحابة الأشراف في قومهم فقال له «يا ابن السوداء» فوصل الخبر لرسول الله فقال له «إنك أمرؤ فيك جاهلية» فرجع الصحابي ووضع خده على الأرض وقال دس على رأس ابن الأشراف يا بلال، فاخذه بلال وسامحه.
- 3. أن لا يحرم من مكانته الاجتماعية.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم «إسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، ما أقام فيكم كتاب الله تبارك وتعالى».
- 4. أن يعطى الحق بأن يفتدي نفسه.
قال الله تبارك وتعالى: «وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ» [النور:33][٢].
- 5. أن لا يحرم من ضروريات الحياة والزواج والإنجاب.
- 6. أن يتساوى مع مالكه في المأكل والمشرب.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم «إخوانكم خولكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم»
- 7. أن لا يكلف بأعمال كثيرة.
دخل جماعة على سلمان الفارسي رضي الله عنه وهو أمير على المدائن فوجدوه يعجن عجين أهله فقالوا له ألا تترك الجارية تعجن فقال رضي الله عنه «إنا أرسلناها في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملا آخر».[٣]
العبودية في المسيحية
المسيحية والعبودية
في الواقع لا يوجد في الإنجيل نهي مباشر عن العبودية كالقول: لا تتخذ لك عبدا أو أمة، أو ما شابه ذلك. مع أن الإنجيل وبّخ الشر والخطية والرياء والديانة المظهرية الكاذبة توبيخا شديدا، إلا أنه لم يكن هدف المسيح والإنجيل بالدرجة الأول رفع عصا التمرد والعصيان على النظام الاجتماعي والسياسي السائدين في أيامه. كان هدف المسيح بالدرجة الأولى السمو بالنفس البشرية إلى آفاق روحية عالية وسامية إلى درجة تزول معها كل الفوارق الجنسية والعرقية والاجتماعية زوالا تلقائيا. لذلك كان انتهاء العبودية في المسيحية تحصيل حاصل وأمر تلقائي ولا بد منه. لا بد أن البعض قد يشير إلى بعض الأحداث التي وقعت في المجتمعات المسيحية وخاصة تجارة العبيد في أمريكا كدليل على مناقضة ما سبق وذكرنا.
أن تجارة العبيد في أمريكا ترجع في أصولها إلى عوامل اقتصادية بحتة لا علاقة البتة للديانة فيها، حيث كان السبب المباشر لجلب العبيد إلى أمريكا هو الحصول على أيد عاملة رخيصة للعمل في حقول التبغ والقطن وقصب السكر في العالم الجديد. ولم يكن لتجار العبيد ومستخدميهم أي شأن بالمسيح والمسيحية، وإنما كان همهم الأول جني الأرباج والأموال، وليس لهم من المسيحية سوى الاسم فقط. وكما هو معروف في التاريخ، فقد أدت تجارة العبيد منذ بدايتها إلى صراع اجتماعي أشعل فتيلته المعارضون لهذا الشر من الوعاظ ورعاة الكنائس، وقد أدى هذا الصراع بين المعارضين لهذا الشر والمستفيدين منه في النهاية إلى نشوب حرب أهليه ضروس لا مثيل لها في تاريخ أمريكا. وكانت النتيجة أن انتصر المعارضون للعبودية، وبذلك تم تحرير العبيد على يد أبراهام لنكولن، الأمر الذي لا مثيل له في تاريخ المجتمعات الإسلامية.
يجد القارئ في الإنجيل عدة شواهد تشير إلى المساواة بين الناس وعدم سيادة أحد على أحد. بعد مشاجرة بين تلاميذ المسيح (الحواريون) على من هو الأعظم بينهم، دعاهم يسوع وقال لهم: "أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم. فلا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومن أراد أن يكون فيكم أولا فليكن عبدا. كما أن ابن الإنسان (المسيح) لم يأت ليُخدم بل ليَخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين." (متى 20: 25-28). ما يُعلمه المسيح هنا بوضوح هو أن السيادة والتسلط على الآخرين غير مقبولة في المجتمع المسيحي وإنما يُفضل على ذلك التواضع وخدمة الآخرين. ويُعلمنا يسوع المسيح بهذا المعنى: "وأما أنتم فل تدعوا سيدي لأن سيدكم واحد المسيح وأنتم جميعا إخوة. ولا تدعوا لكم أبا على الأرض لأن أباكم واحد في السموات. ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح. وأكبركم يكون خادما لكم. فمن يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع." (متى 23: 8-12). يعلمنا الإنجيل أن الجميع هم عبيد المسيح، وإن كنا عبيدا للمسيح فلا نُستعبد للناس "الدعوة التي دعي فيها كل واحد فليلبث فيها. دُعيت وأنت عبد فلا يهمك. بل إن استطعت أن تصير حرا فاستعملها بالحري. لأن من دُعي من الرب وهو عبد فهو عتيق الرب. كذلك الحر المدعو هو عبد للمسيح. قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس." (كورنثوس الأولى 7: 20-24). كذلك يُعلم الإنجيل المساواة بين الجميع وعدم التميز بين عبد وحر أو رجل وامرأة "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح. ليس يهودي ولا يوناني وليس عبد ولا حر. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع." (غلاطية 3: 27). عما سبق ذكره، نستنتج أن المسيحية منذ البداية نادت بالمساواة بن الناس وعدم التمييز بينهم في الحقوق، حتى أن العبودية كما كانت تُمارس في المجتمعات ما قبل المسيح أصبح لا معنى لها وبذلك اضمحلت وتلاشت وخصوص في البلاد التي كانت تحت تأثير تعليم المسيح. ومن الناحية العملية فإن المسيح نفسه كمثال أعلى للمسيحيين.
العبودية في اليهودية
العبودية في الديانات الأخرى
المصادر
Slavery and religion]] fa:بردهداری در ادیان ta:அடிமைத்தனமும் சமயமும்