الطيب أحمد هاشم
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: ديسمبر 2007 |
الشـيخ الطيب أحمد هاشم مفتى السودان
بداية حياتة
ولد الشيخ الطيب بقرية الكمير (كمير الجودلاب أو كمير ود هاشم) شمال المتمة عام 1273 هجرية ووالده الشيخ أحمد هاشم كان قاضياً لمركز بربر في ذلك العهد ووالدته السيدة آمنة الفكى أحمد من بنات ود العقيد وهي من عمراب شبيلية.
أخذه والده بعد ما نشأ وترعرع إلى بربر وأدخله خلوة ألشيخ الفقية (على مصطفى يمانى الشايقى) وهو شيخ مشهور بالتقوى والصلاح فحفظ القرآن الكريم على يديه. ثم أرسله والده بعد أن درس عليه قدراً من الفقة والنحو إلى ألأستاذ الورع الشيخ محمد الخير عبد الله خوجلى فدرس العلم لديه. وكان ألأستاذ يقدر تلميذه الشيخ الطيب ويحبه كثيراً ويفضله على كثير من طلبته لما رأى فيه من مخائل النجابة والذكاء ودماثة الخلق ويشاوره فيما يعن له من أمور ثم اجتمـع بالشيخ الجليل عبد الحى الطرابلسى فأخذ عنه ما تيسر له من العلم. وأخيراً درس أيضاً على الشيخ الكبير والعالم الجليل الشيخ الحسين الزهراء. وقد التقى قبل ذلك بالولى الشهير والعارف الكبير السيد محمد المختار الشنقيطى فأحذ عنه الطريقة التجانية ومدحه هو والشيخ أحمد التجانى رضى الله عنهما وهو في ريعان صباه بقصائد جمة رتبها على حروف المعجم في ديوان سماه (الفيض الربانى في مدح سيدى أحمد التجانـى).
بعد أن انتهى من الدراسـة عين كاتباً بمحكمة بربر الشرعية حتى ترقى إلى وكالة ألأفتاء بها وذلك في أيام الحكم المصري قبل المهدية واستمر ببربر إلى سقوطها قبل الخرطوم على يد أستاذه الشيخ محمد الخير وكان يحمله رسائل خاصة إلى ألإمام المهدى بأم درمـان التي اتخذها مقر دولته بعد فتح الخرطوم.
عندما صار الشيخ محمد الخير اميرا على دنقلا في ايام الخليفه عبد الله التعايشى اصطحب الشيخ الطيب معه إلى دنقلا كاتبا له فمكث معه مده وجيزه ثم انتشر علمه وتقواه وكريم خلقه في اصقاع السودان حتى بلغ مسامع الخليقه فارسل في طلبه واحضره من دنقلا وعينه كاتبا في ديوانه ثم أناط به تربيه فلذه كبده وولى عهده الأمير عثمان الملقب بشيخ الدين لتهذيبه وتدرسيه الأحاديث النبويه واد آب اللغة العربيه والتاريخ الإسلامي.
لما انتهت المهدية احلته حكومه الاحتلال منصبا لائقا بعمله وادبه وفضله فعينته قاضيا لمركز الخرطوم فاقام في القضاء سته أشهر ثم وقع اختيارها عليه ليشغل أول مفتى للدريار السودانيه في سنه 1900م.
أعماله
لبث الشيخ في وظيفه الاِفتاء مده ربع قرن وعاشر في أثناء ذلك أصحاب الفضيله من العلماء المصريين الذين تبوءوا وظيفه قاضى قضاءه السودان أمثال الشيخ محمد شاكر والشيخ محمد هارون والشيخ محمد مصطفى المراغي والشيخ محمد أمين قراعه وكان الجميع من أعز أصدقائه وعارفي علمه وفضله وكانوا يجلونه غاية الإجلال وكانت مجالسهم الخاصة مناقشات عمليه وأدبيه ومسائل اجتماعيه وأداريه لوضع الأسس اللازمة لإنشاء المحاكم الشرعية بالسودان. عندما زار الإمام الأكبر الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصريه السودان اجتمع به كثيرا فأجله وأخيرا زار الشيخ الطيب مصر في سنه 1905م فكان الشيخ الإمام يعاني داءا عضالا فأوصى الشيخ عبد الكريم سلمان وأمثاله من ذويه الاماثل بإكرامه والاحتفاء به وفى هذه الفترة الطويله التي تولى فيها مركز الافتاء ونيابه قاضى القضاء كان مستشارا للحكومه لا ترد كلمته ويؤخد برأيه في كثير من الأمور التي استقرت أسسا إلى العهد الحاضر وكان عونا ورحمه لكل من يؤمه من أبناء السودان طالبا للخدمه الحكوميه فبذل في ذلك جهدا يذكر فيشكر في تعيين اخوانه من علماء السودان قضاه من الرعيل الأول في المحاكم الشرعيه كما أعان كثيرا من السودانيين في تبوء وظائف إداريه في دوائر الحكومة.
كان من شده تواضعه كمثل الجندى المجهول يساعد في كل الشئون الخاصه بالسودان وأهله في غير جلبه ولا ضوضاء ولا يظهر شخصيته في ذلك لنبل صفاته وانكاره لذاته ويسدى المعروف لأهله من غير طلب منهم ولا تشوف وقد بذل مجهودا عظيما مع الحكومه الغابره في تخصيص أراضى بالخرطوم للأوقاف السودانيه وفى بناء المساجد بنواحى السودان المختلفه كما كان عضوا قويا في ما تم تدريجيا بالمعهد العلمى بأم درمان من تعيين العلماء الأوائل وغير ذلك مما يدور من شئونه. عموما فقد كان لاينى ولا يعرف كللا ولا مللا في ايصال الخير لكل من يريد منه أمرا من الأمور الخاصه به.
تأليفه
كان الشيخ مع كثره اعماله يبذل وقته في دراسة العلم فألف ارجوزه نحويه سميت على سبيل المجاز الفيه وانما هي الف وثلثمائه بيت من الشعر زاد فيها كثيرا على ما في الفيه ابن مالك مما احتوته الكتب النحويه وقد نظم قبل ذلك السنوسيه وايساغوجى في المنطق كما الف منظومة في أسماء الله الحسنى وأخيرا نظم العقائد النسفيه وغير ذلك مما أراد تقييده من المسائل العلميه بالشعر فانه قيد الأوابد كما تقول العرب كما شطر لاميه العجم للطغرائى.
وللشيخ ديونان كبيران في مدح النبى صلى الله عليه وسلم وكان في أواخر عمره بعد رجوعه من الأعمال ألمكتبيه يقرض الشعر في مدح النبى صلى الله عليه وسلم ويقوم بتشطير كثير من القصائد النبويه للشيخ عبد الرحيم البرعى والوزير الجليل لسان الدين بن الخطيب والشيخين الحنفى والشبراوى وغيرهم. كما شطر برده الامام البوصيرى وسماها طيب الورده في تشطير البرده وفد جارى أيضا الشيخ البوصيرى بهمزيه في مدح خير البريه ونسج اخر كالبرده كما فعل مثل ذلك امير الشعراء شوقى بك وله كثير في الاخوانيات وغير ذلك مجموع في مؤلفين كبيرين اشتملا على جميع ما ذكرناه واقتطفنا منهما الزهرات اليانعات هذة رغبه في نشر ماقام به بعض رجالات السودان من الاعمال العلميه والادبيه ألأزهار ألشذية
وفــاته
كان الشيخ الطيب أول مفتى للسودان ونائب لقاضى القضاه طيله خمسه وعشرين عاما أدى فيها خدمات جلية للبلاد وأبنائها إلى أن توفى يوم السبت 28 صفر الخير سنه 1343 هـ الموافق 27 سبتمبر سنه 1924 م رحمه الله وفاض على جسده شآبيب المغفره والرضوان. ويرجع له الفضل في بنـاء مسجد قرية كمير الجودلاب بصورته الحالية عام 1910 م.
نشر له إبنه الشيخ أحمد البشير الطيب أحمد هاشم ديوان (ألأزهار الشذية في مدح خير البرية) وعثرنا في مكتبة حفيده اللواء (م) الزين حسن الطيب أحمد هاشم على مخطوط ديوانة كامــلاً تم تصويره وحفظه إلى أن يحين تحقيقة ونشره. من أشعاره ما أورده ألأستاذ (سعد ميخائيل) في كتاب شـعراء السودان بعد أن ترجم له قـائلاً:
(إن منصب ألأفتاء ليفخر إذ تبوأه صاحب الفضيلة الشيخ الطيب بما منحه المولى من ألآداب والتعمق في أصــول الدين والشريعة ألإسـلامية. إذا نطق أجـاد وإذا تكلـم خرق أشد حجاب المشـاكل كثافةً. وهــو امــام الفلسفة الدينية ومحط الشريعة ألإســلامية. وهو عدا ذلك شـاعر رقيق زكى الفؤاد أولـع بتشطير أصعب القصائد الدينية فجاءت متممة للأصـل. وإمتـاز بالتواريخ في كل قصائدة فلا ترى لة قصيدة دون تاريخها والعجيب المدهش أنة يأتيك بالتاريخ سـلساً سهلاً كأنة خلق للقصـيدة والقصيدة خلقت له).
المصادر
1. كتاب "شعراء السودان" للأستاذ سعد ميخائيل
2. كتاب "رواد الفكر السودانى" لى الأستاذ محجوب عمر باشرى