طبقة وسطى
الطبقة الوسطى أو المتوسطة (بالإنجليزية: Middle Class) فئة المجتمع التي تقع في وسط الهرم الاجتماعي بين الطبقتين العليا والدنيا في المجتمع.
بدأ استخدام مصطلح الطبقة الوسطى على المستوى العام في أوروبا في أوائل القرنين التاسع عشر والعشرين، وكان يشير إلى البرجوازية أو طبقة المهنيين التي نشأت فيما بين الأرستقراطيين والفلاحين. وبحسب اصطلاح عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر فإن الطبقة المتوسطة هي الطبقة التي تأتي اقتصادياً واجتماعياً بين الطبقة العاملة والطبقة الغنية.
يستخدم علماء الاجتماع مصطلح التدرج الطبقي لوصف عملية تقسيم المجتمع إلى طبقات، وتقوم هذه العملية على عوامل عدة هي مهنة الشخص والدخل، والقوة، والسمعة، والثروة. وتكسب غالبية أعضاء الطبقة الوسطى رزقها من العمل، ولا ترث ثروات طائلة، كما أن معظم مهن الطبقة الوسطى لا تنطوي على أعمال يدوية. وتضم هذه المهن أصحاب الأعمال والمديرين والكتبة والمحامين والأطباء والمعلمين.
تختلف مقاييس تحديد الطبقة المتوسطة باختلاف الثقافات. عادة ما يعتبر اتساع حجم الطبقة الوسطى ورخاؤها في المجتمع أمرا ايجابيا في بنية المجتمعات.
بتقدير البنك الدولي، في مصر والأردن وسوريا وتونس واليمن، كان 36% تقريبا من السكان ينتمون للطبقة المتوسطة في منتصف العقد الأول من الألفية، فيما تضخمت فئة الطبقة المتوسطة إلى 42% من السكان بنهاية العقد.
التعريف
يعد هذا المصطلح - من نواح كثيرة - واحداً من أقل المصطلحات إرضاء، التى تحاول فى عبارة واحدة تعريف طبقة تشترك فى مواقف العمل والسوق فلقد اتسع نطاق الشريحة الوسطى فى المجتمعات الصناعية إلى حد كبير خلال السنوات المائة الأخيرة بحيث أصبح لا مناص من اعتبار الشريحة التى تضم كلا من مديرى الشركات وسكرتيراتهم فى فئة واحدة مفهوما قاصرا وغير ملائم.
وفى الذهنية العامة تنتمى كافة مهن ذوى الياقات البيضاء الى الطبقة الوسطى، على أنه من الضرورى من الناحية السوسيولوجية أن نميز داخل هذه الطبقة يين جماعات متميزة من واقع اشتراك كل منها فى مواقف متشابنة من السوق والعمل والمكانة. فعلى سبيل المثال يميز جون جولدثورب فى كتابه (الحراك الاجتماعى والبناء الطبقى فى بريطانيا المعاصرة، الصادر عام 1980) بين طبقة الموظفين المهنيين من كبار المديرين وأصحاب المهن الفنية والعملية، وبين طبقة صغار الموظفين المهنيين المكونة من أصحاب المهن الفنية الأدنى مثل المدرسين وصغار المديرين والإداريين، والقائمين بالأعمال غير اليدوية الدائمين مثل الكتبة، والقائمين بأعمال السكرتارية، وبين ملاك مؤسسات الأعمال الصغيرة (البورجوازية الصغيرة التقليدية). ومن المألوف الإشارة إلى طبقة القائمين بأعمال الخدمات ممن ينتمون إلى الطبقة الوسطى تحديداً فى حين ينتمى الآخرون إلى الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى. وفى ضوء هذا التعريف تمثل الشريحة العليا من الطبقة الوسطى ما نسبته 10% من إجمالى السكان فى بريطانيا، فى حين تشكل الطبقة الوسطى حوالى 20%، ويبلغ النصيب النسبى للشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى 20% أخرى من إجمالى السكان. ومن ثم فإن شرانح الطبقة الوسطى مجتمعة تمثل أكبر الطبقات حجما فى البناء الطبقى العام للمجتمع.
ومع ذلك، فإن بعض علماء الاجتماع (وبخاصة ذوى التوجهات الماركسية منهم) لا يقبلون بالقول بأن أغلب العاملين النظاميين من ذوى الياقات البيضاء ينتمون إلى الطبقة الوسطى، على اعتبار أن أوضاعهم الوظيفية تماثل بصفة عامة، بل وحتى أدنى موضعا، من تلك الخاصة بالعديد من أفراد الطبقة العاملة. وهم يفضلون أن يطلقوا عليهم تعبير الطبقة العاملة الجديدة. ولا يلقى هذا التصور قبول معظم أعضاء شريحة ذوى الياقات البيضاء، كما أن هذه الرؤية لم يتم تدعيمها بأسانيد من واقع البحوث العلمية الاجتماعية. وبالمثل يستخدم مصطلح الطبقة الوسطى الآن عادة من قبل الصحفيين والسياسيين للاشارة إلى الطبقة التى يفضل أن يطلق عليها "الكتلة الوسطى"، والتى يمثلها أولئك المذين يكسبون دخوا تدور حول متوسط الدخل. وتوضح القرانن المشتقة من دراسة جوردون مارشال وزملاؤه، والمنشورة فى كتابم الطبقات الاجتماعية فى بريطانيا الحديثة، الصادر عام 1984، أن عامة الناس أكثر ميلاً - إلى حد ما - التمييز ين هذه التسميات. فعلى سبيل المثال، عرف 35% من أفراد العينة الطبقة الوسطى باعتبارها: تضم أصحاب المهن الفنية والعملية، وذكر 11% أنها تضم المديرين، فى حين ذكر 7% فقط أن الطبقة الوسطى تعنى كل الحاملين من ذوى الياقات البيضاء.
الطبقة الوسطى القديمة والطبقة الوسطى الجديدة
كما هى الحال بالنسبة لمصطلح الطبقة العليا، فلعله من الممكن التمييز بين الطبقة الوسطى القديمة والطبقة الوسطى الجديدة. وتشير الأولى بصفة عامة الى البورجوازية الصغيرة، أصحاب المهن الحرة (الذين يسبق وجودهم كجماعات متميزة الاتساع الذى شهدته الطبقة الوسطى خلال القرن العشرين)، فى حين تشير الأخيرة إلى كافة العناصر الأخرى المكونة للطبقة الوسطى: أى، أصحاب المهن الفنية والعملية الذين يعملون باجر، والإداريين، والموظفين المرسميين، وكبار المديرين، والشراتح العليا من الفنيين، وهم مجتمعين يشكلون طبقة الموظفين الممهنيين من ناحية. ومن ناحية أخرى الموظفون غير اليدويين الدائمون والمشرفون، والشرانح الدنيا من الفنيين الذين يشكلون طبقة وسطى هامشية (أو بالتعبير الماركسى، طبقة عاملة جديدة).
قيم الطبقة الوسطى
أصبح الكثير من القيم التي يتمسك بها أعضاء الطبقة الوسطى يشكل القيم الرئيسية للمجتمع. ومن هذه القيم، العمل طبقًا للمعايير الأخلاقية للمجتمع الأوروبي، وتحقيق النجاح المالي، والترقي في الوظائف، وامتلاك العقارات. أولى العديد من أبناء الطبقة الوسطى في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين اهتمامًا أكبر بتحقيق أهدافهم منه بتغيير أوضاع المجتمع. إلا أن عددًا متزايدًا منهم، وخاصة أصغرهم سنًا وأفضلهم تعليمًا، بدأ ينشط في المجتمع منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين، فاعترضوا على بعض الأوضاع بدلاً من قبولها على علاتها. وعلى سبيل المثال، أيد الكثيرون منهم حركات السلام، وأبدوا اعتراضهم على التمييز العنصري.
انظر أيضاً
- الطبقة الاجتماعية
- وضع طبقى
- وضع طبقى متناقض
- البلترة (التحول إلى بروليتاريا أي تحول أفراد من الطبقة الوسطى أساساً)