الشهاب أحمد بن عبد الله الغزي
هذه المقالة يتيمة حيث أن عددًا قليلاً من المقالات أو لا مقالات إطلاقًا تصل إليها. ساعد من فضلك بإضافة وصلات في المقالات ذات العلاقة. |
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: ديسمبر 2007 |
شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله العامري الغزي نزيل دمشق
هو شهاب الدين أحمد أبو نعيم ابن الشيخ جمال الدين عبد الله بن بدر بن مفرج الغزي العامري الدمشقي المكي القرشي، الإمام العلامة العلم الحجة الحافظ القدوة المحقق المدقق الفقيه الأصولي النحوي المتكلم النظار، المفتي في العلوم، شيخ الإسلام، مفتي الفرق وآخر المجتهدين الأعلام، عالم البلاد الشامية بالاتفاق، بل عالم الدنيا على الإطلاق، إمام زمانه وفارس ميدانه.
ولد ببلدة غزة في ربيع الأول سنة 76٠ هـ، ونشأ بها وحفظ القرآن والتنبيه والعمدة ومختصر ابن حاجب الأصلي والحاوي الصغير والألفية لابن مالك، وقرأ واشتغل في صباه على العلامة الشيخ علاء الدين بن خلف بن كامل الغزي، وقد برع عليه في مدة قليلة.
وفي سنة 77٩ هـ رحل إلى القدس الشريف فأخذ عن علماءها لاسيما عين علماء بيت المقدس آنذاك الشيخ تقي الدين إسماعيل القلقشندي، فقرأ عليه الأصول والفقه وأتقنه في قريب السنة، ثم رحل إلى دمشق سنة 77٩هـ وهو عالم ناهز الإفتاء ولسان حاله يقول:
فألقت عصاها واستقر بها النوى كما قرت عينا بالإياب المسافر
وفي دمشق أخذ عن أئمة من الأعلام كالشيخ شهاب الدين الزهري، وشرف الدين الشريشي، ونجم الدين ابن الجابي وهؤلاء الثلاثة هم مشايخ الشافعية بالشام آنذاك. وبدأ بالتدريس في الشامية البرانية سنة 7٨٣ هـ وكتب آنذاك على أربعين مسألة فانبهر به مشايخه المذكورين وأذنوا له بالإفتاء.
وقد حج إلى بيت الله الحرام ورفيقه العلامة برهان الدين الباذلي الصنهاجي عالم المالكية ومفتيهم وبقي فيها وذلك سنة 7٨7 هـ وحصّل فيها علما كثيرا ثم رجع إلى الشام وقد صب الله عليه العلم صباً، وإذ ذاك اشتغل بالتدريس والإفتاء وانتفع منه جماعة من الفضلاء حتى تركوا عامة المشايخ ولزموه مما أسعد مشايخه فكانوا يحضون الناس على ملازمته.
وباشر إفتاء دار العدل نحو أربعين عاما وهو ما لم يكن لغيره، وقد أعطي من الله المهابة والقبول التام عند العموم والخصوص فلم يكن لأحد قول إذا ما تكلم خاصة القضاة، وتخرج عليه فضلاء عصره حتى صاروا أئمة المذهب وقضاة الإسلام، وحملت إليه الفتاوى من أنحاء الأرض، وقد سُمع يقول: قيل لا تموت حتى تسمع الناس بأذنيك يقولون: لا نرضى إلا بفتيا أحمد الغزي.
أذن له بالإفتاء في 7٩١هـ، وناب في الحكم عن القاضي شمس الدين الإحسائي في آخر ولايته وغيره، وولي نظارة البيمارستان النوري، فحمدت ديانته وعفته، ودرس بالعذراوية والناصرية والشامية الجوانية والكلاسة والاتابكية بالصالحية، وتصدر للإقراء، وجلس لذلك بالجامع الأموي.
حج من دمشق عدة مرات وجاور بمكة ثلاث سنين متفرقة كانت آخرها حين خرج من دمشق أوائل شهر شوال سنة ٨٢١ هـ وكانت وقفة الحج تلك السنة يوم جمعة وحج فيها خلق كثير، وبعد أن قضى مناسك الحج عزم على مجاورة بيت الله الحرام ففرح المكيون به وحضر إليه بقية العلماء من شيوخ مكة من المذاهب الأربعة وقرئ عليه واجتمع الناس عليه وانتفعوا به.
وقد بدت عليه أوجاعه وتكدرت طباعه في شهر رجب من سنة ٨٢٢ هـ وكان إذا أحس خفة خرج إلى التنعيم ليأتي بالعمرة وقد قام بذلك مرات عدة في رجب وشعبان، ليشتد عليه المرض في شهر رمضان بعد أن صام منه أياما وهو طيب الخاطر راض بما قدره الله إلى أن أتى أجله.
وفي يوم الخميس السادس من شهر شوال سنة ٨٢٢ هـ رحل تعالى وهو يتلو القرآن ويشير إلى الجماعة الحاضرين عند احتضاره بالسلام والتوديع وهو مستقبل الكعبة مستلقيا على جنبه الأيمن وذلك عند أذان الظهر، فضج الناس بالنحيب والبكاء وخرج أهل مكة المشرفة بأجمعهم، وغسّله شمس الدين محمد المرشدي أخو الشيخ العلامة نجم الدين المرجاني وصلّي عليه بالملتزم بين الباب والحجر الأسود بمقام إبراهيم عيه السلام، وحمله على الرؤوس القضاة والعلماء ومنهم تلميذه العلامة قاضي القضاة محب الدين ابن ظهيره ودفن بالمعلاة بعد العصر، وبقي الناس يترددون إلى قبره ثلاثة أيام.
قال فيه الشيخ تاج الدين أبو نصر الزهري:” هو شيخ الشام وعالمه ومفتيه، ومن انتهت إليه مشيخة المذهب ولم يدر الطالب بعده أين يذهب، شهاب الدين حجة الإسلام علامة الأنام”.
وقال فيه العلامة محب الدين بن الإمام جمال الدين بن ظهيرة المكي قاضي مكة وعالمها: “سيدنا وشيخنا الإمام العلامة أوحد العلماء العاملين وعمدة المحققين وبقية المفننين المتقنين الجامع بين المعقول والمنقول والمتبحر في علمي الفروع والأصول”.
وقال فيه أيضا علامة زمانه عالم المملكة الرومية شمس الدين محمد بن حمزة الشهير بالفناري الرومي الحنفي: “سيدنا العلامة الفهامة حجة العلماء بقية السلف مفتي الفرق شيخ الإسلام بقية الكرام شهاب الدين أبي العباس أحمد بن العبد الصالح جمال الدين بن بدر العامري الغزي الشافعي”.
وقال فيه فقيه مكة الإمام العلامة الشيخ عبد الواحد المرشدي: “ سيدنا وشيخنا الإمام العالم العلامة حجة العلماء قدوة البلغاء شرف الزهاد بقية السلف مفتي الفرق وحيد عصره وفريد دهره وواسطة عقدة الفضائل والمبرز في علومه على الأواخر والأوائل، شيخ الإسلام بقية السلف العظام، الفائق النظراء والأمثال، المتصف من المحاسن بما يضرب به الأمثال”.
كما قال فيه الأديب الفاضل زين الدين شعبان الأثاري المصري في قصيدة دالية ذكره في آخرها:
وفي كل علم أنت سيد أهله لذاك حلا للطالبين التردد
انتهى كلامهم رحمهم الله وإيانا أجمعين.
من مؤلفاته:
١- شرح جمع الجوامع للسبكي في أصول الفقه.
٢-تلخيص المهمات على الروضة في فروع الفقه الشافعي.
٣-شرح منهاج الوصول إلى علم الأصول للبيضاوي.
4-مختصر وفيات الأعيان لابن خانكان.
5-شرح عمدة الأحكام عن سيد الأنام (لم يكمله).
6-البحر المبتغى لمعان ينبغى.
7-تراجم رجال البخاري.
٨-تعليقة على صحيح البخاري/ ٣ مجلدات.
٩-حاشية على أنوار التنزيل.
١٠-شرح الألفية لابن مالك.
١١-شرح الحاوي الصغير للقزويني/ 4 مجلدات.
١٢-شرح منهاج النووي.
١٣-مناسك الحج.
١4-شرح مختصر المهمات للإسنوي/ 5 أسفار.
انظر: www.al-ghazzi.com