السيكاري
تحتاج هذه المقالة إلى تدقيق لغوي وإملائي ومراجعة علامات الترقيم. يمكنك مساعدة ويكيبيديا بإجراء التصحيحات المطلوبة.
الرجاء إزالة هذا القالب بعد القيام بالتعديلات اللازمة. وسمت هذه المقالة منذ : فبراير_2010 |
هي حركة دينية سياسية انشأها يهوذا الجليلى في الفترة بين عامي 73 و66 قبل الميلاد أطلق عليها اسم سيكاري وهم يمثلون الاتجاه الاصولى السياسى لليهودية وتضم هذه الحركة مجموعة من اليهود المتطرفين دينيا وقد تشكلت هذه الحركة من تنظيم سري جاء من طائفة الزيلوت يعتبرها البعض أول منظمة ارهابية عرفها التاريخ وقد اورد ذكرها المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس (Josephus Flavius) في كتابه تاريخ الحروب اليهودية مع الرومان الذي صدر في عام 78 للميلاد.
نبذة
من المعروف والموثق تاريخيا ان مملكة اليهود في فلسطين والتي كانت تعرف باسم مملكة يهوذا كانت تتمتع بنوع من الاستقلالية تحت حماية الامبراطورية الفارسية ولكن هذه الحالة الشبة مستقلة انتهت في عام 63 قبل الميلاد عندما اجتاحت الجيوش الرومانية فلسطين وأصبحت مملكة يهوذا تحت الحكم المباشر للرومان الذين قاموا بتنصيب القائد العسكري الرومانى هيرودس ملكا عليها عام 37 قبل الميلاد والذي قام بفرض ضرائب باهظة على اليهود وبالرغم من موافقة احبار اليهود على دفع الضرائب الجديدة للرومان، وادت هذه التغييرات السياسية إلى ظهور طائفة الزيلوت وهم الثوريين الرافضين للتبعية الرومانية والرافضين لدفع الضرائب ودعا الزيلوت إلى الثورة وتحرير يهوذا نهائيا من الحكم الرومانى ومن بين الزيلوت ظهرت بينهم مجموعة تقوم بعمليات الاغتيال المنظمة وكانوا يعرفون باسم السيكاري أي حملة الخناجر حيث راحت جماعة المتحمّسين الجدد السيكاري، تقتل المخالفين لتعاليمها وتسرق للإنفاق على حركتها، وبالتالي اضطر أفرادها للهرب من المدن والحياة وسط الجبال، وكان معظمهم من المتعصبين الذين لا يخشون الموت في سبيل قضيتهم. على الرغم من تمكن الحاكم الروماني من القضاء على هذا التجمع وقتل زعيمهم يهوذا، فإن أولاده وسلالته عادوا إلى تشكيل الجماعة مرة أخرى واستمر صراعهم مع الرومان حتى تدمير الهيكل عام 70 ميلادية.
أصل التسمية
اطلقت هذه التسمية السيكاري ومعناها ضاربو الخناجر ومفردها سيكاريو وهي مستمدة من كلمة سيكا اي الخنجر الصغير الخفيف حيث كان هؤلاء يستخدمون نوعا من السيوف القصيرة ومن هذه السيوف استمدوا اسم الجماعة
أعمالهم
كان تكتيكهم يقوم علي إخفاء هذه السيوف تحت أرديتهم ثم يندسون في زحام الاحتفالات ويتخذون من الزحام غطاء لهم ثم يعملون سيوفهم كيفما اتفق في المواطنين وفي الهرج والذي يقع بعد الدم وصرخات الألم والموت كانوا يهربون كان ضحاياهم هم اليهود والرومان وقد دمر السيكاري منزل الكاهن الأكبر وكانوا يخربون بيوت الأسرة الحاكمة ويشعلون النار في المكتبات العامة ويسرقون وثائق الديون ويعدمونها حتي لا يدفع المدينون ديونهم كانوا يضربون ويقتلون ويحرقون المنازل في وضح النهار وفي الاحتفالات والزحام، ويسمموا مصادر المياه ويحرقواالوثائق لارهابهم وترويعهم ليتركوا اراضيهم وكان السيكاري أصحاب عقيدة دينية متطرفة تري أن الله وحده هو الحاكم ولا ولاء لأي سلطة دنيوية وإن من الخير حض الفقراء علي الثورة ضد الأغنياءوقد قام السيكارى بتفيذ عمليات قتل واغتيال دموية ضد الرومان أو ضد الخصوم الذين لا يدينون بديانتهم أو الوثنيين وقد ادت افعال السيكاري في الرومان والمواطنين بالفوضى والاضطراب والشعور بعدم الامان، فساد الشوارع نوع من الترقب بسبب الهجمات المتكررة للسيكاري في وضح النهار وخلت الطرقات من المارة ليلا، وقد كانت ردة فعل الرومان العنيفة في مطاردة السيكاري مطاردات عنيفة مما أدى إلى خراب القدس وفرار السيكاري إلى قلعة ماسادا الواقعة في منطقة جبلية وعرة بجنوب البحر الميت، وظلوا مختبئين هناك اربع سنوات أخرى وأخيرا ارسل إليهم الرومان فرقة حربية لاخلائهم ففرضت حصارا على القلعة. ولما ادرك اليهود ان لا مخرج امامهم سوى الاستسلام للرومان، فارتكبوا عملية انتحار جماعي كي لا يسقطوا احياء في ايدي الرومان.
ورغم أن الاعتقادات اليهودية التي كانت سائدة في تلك الفترة كانت تحرم ان يقتل الإنسان نفسه لأي سبب. فقبل ظهور جماعة السيكاري الاصولية المتطرفة، كان اليهود ينقسمون إلى ثلاث طوائف هم: الصدّوقيون والفريّسيون والعيسويون
الصدوقيين
وهم كانوا جماعة الكهنة تتضمن بشكل عام التجار والارستقراطيين، إذ كانوا المتحكمين في الشعب عن طريق تحكمهم في طقوس «الهيكل»، حيث تقدم القرابين والعطايا إلى الكهنة. وكان الصدّوقيون يعتقدون بأن الروح تموت مع موت الجسد، وهم يطبقون النصوص التوراتية تطبيقا حرفيا ولا يرون ضرورة استخدام العقل والمنطق في تفسيراتهم. وعلى ذلك فإن الصدّوقيين لم يؤمنوا لا بخلود الروح ولا بالبعث بعد الموت أو الحساب، ولا بوجود كائنات روحية من الجن والملائكة. الفريسيون
ولقد تأثرت الطائفة الثانية وهى الأكثر عددا والأكثر اعتدالا، بالفلسفات التي تعتقد بوجود العالم الروحي الميتافيزيقي، فأصبح كثيرون من اليهود يعتقدون بأن الروح لا تفنى بعد الموت. وكانوا يقولون بأن أرواح الشريرين ستوضع في سجن بعد الموت تعذب فيه إلى الأبد، أما أرواح الخيرين فهي في رأيهم تعود إلى الحياة في جسد آخر، أي أنهم كانوا يؤمنون بفكرة الحلول، لكنهم مع ذلك لم يكونوا يعتقدون بالبعث ولا بالحياة الأخرى
العيسويّون
وهم اختلفوا مع الصدوقيين والفريسيون وكانوا أقلية عن باقي اليهود في كونهم يؤمنون بخلود الروح والحساب في الآخرة. وهم لا يشاركون باقي اليهود في تقديم الذبائح بالمعبد، وكان عددهم لا يزيد على أربعة آلاف عند بداية التاريخ الميلادي. وينقسم العيسويّون إلى قسمين: قسم يعيش مثل الرهبان لا يتزوجون، وقسم آخر يتزوج، لكنهم جميعاً يحاولون الابتعاد عن الشهوات وملذات الحياة. وهم يعتبرون أن الوجود المادي للإنسان والمتمثل في الجسد وجود مؤقت فان، وإنما الحياة الحقة عندهم هي الحياة الروحية، لذلك فهم لا يخشون الموت بل يرحبون به. وكانوا يؤدون صلاتهم الثانية عند غروب الشمس قبل أن يجلسوا لتناول الطعام الذي يتكون من الخبز ونوع واحد من الخضروات، ويعتبر التطهر بالماء قبل الصلاة من أهم العادات التي حرص عليها العيسويون
المسادا
في أثناء تمرد اليهود في عام 66 بعد الميلاد، هرب بعض السيكاريين إلى مسادا حيث قلعة الملك هيرود، وقاموا بذبح الحامية الرومانية هناك ونهبوا القرى المجاورة لها بما في ذلك بعض القرى اليهودية. حيث بلغ عدد الذين ذبحوا في مسادا 960 شخصاً من الرجال والنساء والأطفال. وفي عام 72 بعد الميلاد، قام الحاكم الروماني سيلفا بمحاصرة مسادا بالفيلق العاشر من الجيش الروماني. وقد سجل المؤرخ اليهودي يوسيفوس شهادة امرأتين وخمسة أطفال من اليهود، هم الوحيدين الذين نجو مما حدث فيما بعد، وفي عيد حواء اليهودي في عام 73 بعد الميلاد، عندما أعلن السيكاريين بأنهم بدلاً من الاستسلام، سيقوم الرجال من اليهود بقتل زوجاتهم وأطفالهم، ثم يرمون القرعة ليختاروا عشرة رجال ليقتلوا باقي الرجال، ثم يقوم كل من هؤلاء العشرة بإغماد سيفه في جسمه ويموت.
وبحسب رواية يوسيفوس أيضا بلغ عدد من ماتوا في هذه الواقعة 960، ولم يبق منهم سوى امرأتين وخمسة اطفال، كانوا مختبئين في احدى الفجوات تحت الأرض. وفي صباح اليوم التالي خرج الرومان للاستيلاء على قلعة ماسادا والقبض على من بها من السيكاري، ففوجئوا بأنه لم يكن هناك من يعترض طريقهم، ولم يدروا ما الذي حدث حتى خرجت المرأتان ومعهما الاطفال واخبرتا الرومان بقصة الانتحار، ولم يستطع الرومان تصديق الرواية إلا بعدما عثروا على الجثث المذبوحة ومن تبقى من السيكاريين فروا في مجموعات إلى الإسكندرية وثيبس (هي مدينة مصرية قديمة توجد أثارها بالقرب من مدينتى الأقصر والكرنك القديمتين وكانت احدى عواصم مصر القديمة)
مصادر
جريدة الشرق الأوسط - مقالة / الأدلة الأثرية تعارض قصة انتحار اليهود الجماعي في ماسادا بقلم / احمد عثمان بتاريخ الاحـد 25 ربيـع الأول 1422 هـ 17 يونيو 2001 العدد 8237 [١]
جريدة الاهرام - مقالة / لإرهاب كصورة من صور العنف السياسي أمر موجود منذ أقدم العصور والمدنيات بقلم / احمد بهجت بتاريخ 3 اغسطس2007
الإرهاب الدولي- د/أحمد خليل طه- مكتبة العروبة 1980 الطبعة الثانية
تاريخ حركات التحرر الوطنية- د/سالم حسن القاضي- مكتبة الأزهر 1994
مجلة الوعى الإسلامي مقالة / تاريخ اليهود الأسود في فلسطين بقلم / مفرح النومس العنزي [٢]