الرموز اللغوية المتأنقة والمحدودة

الرموز اللغوية المتأنقة والمحدودة (بالإنجليزية: Elaborated and Restricted Speech Codes) صاغ هذا المفهوم باسيل برنستين أحد كبار المتخصصين فى علم الاجتماع التربوى، وحاول أن يميز من خلاله بين ما يعرف باسم اللغة الرسمية التى يستخدمها أطفال الطبقة الوسطى واللغة الدارجة (العامة) التى يستخدمها أبناء الطبقة المعاملة (انظر كتابه: الطبقة، والرموز، والضبط، الصادر فى الفترة من 1971 حتى 1977).(٢٢٥)وذهب برنستين إلى أن تلك الرموز اللغوية ترتبط بالفروق الطبقية فى مجالات التنظيم العائلى، والقوة، والضبط. وتتخذ الرموز المتأنقة الخاصة بالطبقة الوسطى، تتخذ طابعها المؤسسى وتلقن فى المدراس. ونتيجة ذلك حدوث "تخلف ثقافى مفروض" عند أبناء الطبقة العاملة. وظهر أن البحوث التى أجراها برنستين فى كلية المتربية بجامعة لندن تؤيد هذه الأفكار، ولكن نتائج البحوث التى استهدفت نكرار بحوث برنستين، والتى أجراها باحثون آخرون فى بريطانيا وفى الولايات المتحدة، جاءت مثيرة للالتباس، وغير قاطعة. كما وجه النقد إلى استخدامه لبعض المصطلحات كالطبقة والرمز. ومع أن بعض تلك الانتقادات كانت غير منصفة، إلا أن مصطلحاته وصفت بأنها غامضة وتنطوى على ازدراء للطبقة العاملة.

وكان برنستين من أواثل علماء الاجتماع الذين وضعوا مشكلة المعرفة فى قلب دراسة العملية التربوية. وقد تبنى هذا الاتجاه علم الاجتماع التربوى "الجديد" الذى ظهر فى أواتل السبعينيات. وتتم مناقشة أعماله - عادة - على مرحلتين، وإن كانت كل جوانبها مبطنة بالاهتمامات التى تعكس تأثير إميل دوركايم، خاصة تلك المتعلقة بالرموز الاجتماعية، والتصنيف، والعمليات المعرفية. وقد أسهمت دراساته الأولى عن الطبقة الاجتماعية والرموز اللغوية إسهاما بارزا فى قيام علم اجتماع اللغة. أما المرحلة المتأخرة من بحوثه فتنصب على دراسة عمليات تصنيف وتأطير المحرفة التربوية. ويشير التصنيف الى تنوع وتباين الحدود فى مضمون المنهج المدرسى (بين الموضوعات المدرسية على سبيل المثال). أما التأطير فيدل على درجة الانفتاح النسبى للعلاقات بين الممدرسين والتلاميذ. وقد قادت تلك الاهتمامات برنستين إلى نقد المفلسفات التربوية للتعليم التقدمى بسبب صلتها - غير البادية للعيان بأساليب تنشنة أطفال الطبقة الوسطى، وليس أطفال الطبقة العمالية.